التحريض ضدّ الهاشميين في اليمن
التحريض ضدّ الهاشميين في اليمن
الدكتور علي أحمد الديلمي
من خلال متابعتي لوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لفت نظري في الفترة الأخيرة استخدام لغة السب والشتم من قبل مجموعة كبيرة من الناس والهدف الأساسي منها هو الهجوم على أسر معينة أو طائفة معينه من الناس وبالذات من ينتمون إلى الأسر الهاشمية ويأتي هذا السب والشتم تحت مبرر أن الأئمة الذين حكموا اليمن معظمهم من الهاشميين وتحميلهم كل المشاكل التي حدثت في اليمن والغريب في الأمر أن هذا أصبح عند بعض من فقدوا مصالحهم وسيلة تستخدم لقهر الهاشميين وسبهم وشتمهم وشتم أجدادهم وأسرهم في جميع الوسائل الإعلامية وأدوات التواصل الاجتماعي حتى أصبح النقد الموجه للصراع الدائر الآن بين أطراف الحكم لا يسلم منه الهاشميين بحكم أنهم جميعا متهمين بأنهم حوثيين حسب زعمهم.
أن هذا القصور في الفهم والوعي ستكون له أثار سلبية على من يقومون بهذا العمل والمستهدفين منه وفي تقديري أن الأسباب السياسية هي الأساس في كل مايطرح اليوم ضد الهاشميين من كثير من الإعلاميين والسياسيين والحزبيين والمتعصبين العنصريين لأسباب مختلفة ولكن هناك اليوم تيار متعصب بداء يأصل لكراهية الهاشميين والحقد عليهم والنيل منهم ووضع أسس نظرية جديدة قائمة على موروثات متخلفة حررنا الإسلام منها جميعا، وتصب معظم هذه الأطروحات من أجل التحريض ضد الهاشميين وتصويرهم بإنهم يعتقدون بأحقيتهم الدينية في الوصول إلى السلطة بسبب نسبهم.
إن المحاولات المستميتة لحصرهم وتعريفهم أنهم كيان واحد موحد يرتد على أصحاب هذه المحاولات الذين يكرسون مسألة تفتيت المجتمع اليمني ولا ينظرون نظره واقعيه لطبيعة الصراع الموجود في اليمن والأطراف التي تخطط للمزيد من استمرار الحروب الداخلية التي تساهم في تفتيت المجتمع اليمني وإضعافه بشكل أكبر لاستمرار اليمن واليمنيين في حالة صراع دائم واستمرار القتال بينهم حتى يسهل إخضاعهم وتمزيق بلدهم ولكي يضل المواطن اليمني يحلم فقط بالأمن والسلام ولقمة العيش وينسى ما يحاك من مؤامرات ضد وطنه ويعيش مع اليأس والحزن والخوف والجوع حتى يبعث الله من ينقذ اليمن من هذا الضياع والانحطاط.
لقد ورث الشعب اليمني تقاليد وعادات اجتماعية قديمة للغاية تعود إلى عصور ما قبل الميلاد ولابد أن الجميع لم يعد ينسجم معها فبدلا من أن يساهم الجميع في بث خطاب تأسيس الدولة والإجماع حولها وتطبيق القانون على جميع اليمنيين وفقا للقانون ودون الاعتماد على أي مسميات أخري يصر هؤلاء على إقحام الخطاب الطائفي والعنصري في كل صغيره وكبيرة ضد الهاشميون من أجل السلطه وعليهم أن يفهمو أن صراعهم مع من في السلطه وليس مع الهاشميون حتى أصبح كل ما يطرحونه بضاعة بائرة لا تقدم أي مساهمه موضوعيه في تقارب اليمنيين وبناء دولتهم.
إن هذه الثقافة الجديدة القائمة على العصبوية في اليمن ستعمل علي إعادة إنتاج هذه القوة على حساب الموطنين الذين يملكون الطموح والكفاءة ولا يملكون العصبية لكن العصبية تبقي غير مؤثرة في مؤسسات الدولة الحديثة تأثيرا ملحوظا طالما النظام البيروقراطي قوي ويحقق أهدافه العامة ويحقق مصلحة جميع المواطنين لكن عندما يختل النظام البيروقراطي وتغيب الدولة وتعجز عن تحقيق الأهداف العامة تنخر العصبية كالسوس في عظم الدولة.
ويتولد عن هذا الوضع المتخلف ظهور عصبيات جديدة لجماعات متحالفة داخل كل مؤسسه من مؤسسات الدولة مهمتها الأساسية تحقيق مصلحة الجماعة التي تنتمي إليها بطريق مشروع أو غير مشروع وتعمل علي الاستفادة القصوى من كل شيء.
العالم يشكو اليوم من التمييز والعنصرية والحوارات التي لدينا تعمق من الاختلافات والصراعات الداخلية ويتناسى الناس أهميه أن يتحدوا في مواجهة الظلم وأكل حقوق الناس وبناء الدولة التي تحقق العدالة للجميع واليمنيين اليوم بحاجه إلي العمل الجماعي المشترك في محاربة كل أشكال التمييز والمحسوبية والعصبية وفي بناء دولة المؤسسات والنظام والقانون التي تحقق العدالة والأمن والاستقرار للجميع وهذا هو المطلب الذي يشترك فيه كل اليمنيين.
*د.علي الديلمي
سفير بوزارة الخارجية
أقرأ أيضا:إستراتيجية واشنطن تُجاه اليمن إلى أين؟