كتابات فكرية

الإنسان .. والاستقلال الذاتي

الإنسان .. والاستقلال الذاتي

الإنسان .. والاستقلال الذاتي

  • أمين الجبر

الاربعاء2يوليو2025_

الإنسان، بطبيعته، كائن هش متقلب، يعيش في دوامة من الحيرة والتساؤل العقلي اللامتناهي. منذ لحظة ولادته، يُحدد وجوده بمتطلبات بيولوجية وغرائز فطرية، تبدأ بالاحتياج إلى الحنان الأمومي الدافئ، ثم تتسع دائرة الاعتماد لتشمل الأسرة وبيئتها الحميمية التي تمثل الحاضنة الأولى للتكوين النفسي والوجداني.

ثم، مع مرور الزمن، ينطلق الإنسان نحو مرحلة الاستقلال الذاتي، حيث يبدأ في صياغة مشروعه الوجودي الخاص، ويحدد طموحاته التي لا تعرف حدوداً، فيسعى بلا كلل أو ملل لتحقيقها، مستفيداً من كل فرصة وإمكان متاح. في هذه الرحلة، قد ينجح أو يخفق، لكن النجاح والفشل ليسا سوى نتاج تفاعل معقد بين القدرات الذاتية، الاهتمامات، والظروف، مع التوكل على توفيق الله الذي ييسر السبيل.

ومع ذلك، تكمن المأساة في غرور الإنسان ونكرانه لتلك العناية الإلهية، إذ ينسى أن ما حققه من نجاحات ليس إلا ثمرة لتوفيق الله وتمكينه، فيغتر بقدراته الذاتية وينسب الفضل إليها وحدها. وعندما يواجه الفشل، يعود إلى الله متذكراً عنايته، في دورة متكررة تؤكد هشاشة الإنسان وارتباكه العقلي.

إن مراجعة مسيرة الحياة تكشف أن الإنسان لا يملك سوى السعي والاجتهاد، وأن كل نجاح أو إخفاق هو بتوفيق من الله وحده. لذا، يجب أن يكون الشكر والامتنان لله دائماً، مع استمرار العزيمة على بذل الجهد والكفاح في سبيل تحقيق الطموحات، مستنيرين بالوعي بأن القوة الحقيقية تكمن في التوازن بين الاجتهاد والتوكل.

اقرأ أيضا:في رحاب مقال ” مفهوم الشراكة في العلاقة بين القاضي والمحامي” للقاضي عبد العزيز البغدادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى