كتابات فكرية

أهمية تعاون المرور والنقل في تنفيذ مصفوفة اصلاح النقل العام للركاب وضبط عشوائيتها

أهمية تعاون المرور والنقل في تنفيذ مصفوفة اصلاح النقل العام للركاب وضبط عشوائيتها

بقلم/ عبدالرحمن علي علي الزبيب

صحفي مستقل ومستشار قانوني

law711177723@yahoo.com

يكابد المواطن اليمني معاناة في التنقل بسبب عشوائية واختلالات تعامل سائقي وسائل النقل وعدم التزامهم بالضوابط والقوانين ذات العلاقة بتنظيم النقل.

وما يعمق تلك المعاناة هو تباطؤ تفاعل الجهات الرسمية مع تلك المعاناة والتي يستلزم عليها سرعة التفاعل والتعاون لمعالجة تلك الاختلالات وضبطها بحلول شاملة وعدم التوقف عند الحلول الترقيعية المؤقتة كون استمرار اختلالات وسائل نقل الركاب وخطوط سيرها يتسبب في ضياع الكثير من الوقت والجهد والمال دون الحصول على الخدمة المطلوبة كما يتسبب ذلك في شلل المجتمع كون نقل الركاب يعتبر العمود الفقري في المجتمع ويستلزم ان يكون أولوية لدى الجهات المختصة لمعالجة الاختلالات وتصحيحها والحد من ضياع وقت المواطنين بسبب قصور في التنظيم .

ويعتبر قطاع نقل الركاب في جميع دول العالم أولوية لدى الجهات الرسمية وتكون غالبا وسائل نقل الركاب تابعة للدولة واحدى مؤسساتها الهامة لأهمية النقل على جميع القطاعات و التي تسعى لتوفير وسائل نقل متنوعة وبأسعار وتكاليف أقل وأكثر جودة حيث تشمل وسائل نقل ركاب برية وبحرية وجوية ( باصات – قطارات – مترو أنفاق – طائرات- سفن  وغيرها ) وكل عام يتم تخفيض أسعار نقل الركاب حتى أصبحت شبه مجانية لتشجيع الأشخاص على التنقل بأسعار معقولة ومتاحة للجميع

وعندنا في اليمن رغم محدودية وسائل نقل الركاب وحصرها في النقل البري داخل كل محافظة وفيما بينها عبر باصات نقل الا ان هناك ضعف في إدارة تلك الخدمات الهامة التي بالإمكان تحسينها اذا تم بذل بعض الجهود الإيجابية ولن يتحقق ذلك الا بتعاون وتنسيق الجهود بين الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها وزارة النقل والمرور ومواكبة أي جهود إيجابية بتغطية إعلامية مستمرة ومواكبه وخرائط واضحة وشفافة.

وبسبب الظروف التي يمر بها وطننا والذي تراجع دور مؤسسات الدولة في تقديم خدمات نقل الركاب وايكال تلك المهمة على القطاع الخاص والمواطنين لتغطيتها وبهذا ينظر الى وسائل نقل الركاب كمصدر دخل للمواطنين مالكي وسائقي وسائل النقل وأيضا في نفس الوقت خدمة للراغبين في التنقل وهنا يستلزم ان هناك دور إيجابي للجهات ذات العلاقة لإصلاح قطاع نقل الركاب وبما يحافظ على وسائل النقل باعتبارها مصدر دخل خاص وأيضا مراعاة حقوق الركاب في توفير خدمات النقل بشكل إيجابي وبأسعار مناسبة وبشكل شفاف والتزام الجميع ملاك وسائقي وسائل النقل وأيضا الركاب بضوابط ومحددات عامة وضبط أي تجاوز لها .

وهنا يأتي دور مؤسسات الدولة لتقوم بدور إيجابي لتنظيم العلاقة بين المواطنين سواء كمقدمي خدمات او مستفيدين منها وبإجراءات مرنة وإيجابية تحقق مصالح الجميع وبشكل منتظم ودون مخالفة وتحد من الاختلالات.

وفي هذه الدراسة الموجزة سنوضح أهم تلك الاختلالات والمعالجات لها في نقاط محددة وواضحة يستلزم تعاون المرور ووزارة النقل لتنفيذها وفق مصفوفة وخطة شاملة ومزمنة حيث يقع على عاتق وزارة النقل اعداد الخطط والمعالجات لتلك المشاكل ويقع على عاتق المرور ضبط المخالفين لها و نوجزها في النقاط التالية:

1-. عشوائية خطوط سير وسائل النقل العام وعدم تغطيتها لكافة المناطق في إطار كل محافظة وفيما بينها

من اهم الاختلالات التي يكابدها المواطن في التنقل هو عشوائية خطوط سير وسائل النقل العام فيلاحظ تركز وسائل لنقل في العمل في مناطق محددة وتجاهل الكثير من المناطق ويعود كل ذلك الى تجاهل النقل والمرور للصعوبات التي يعاني منها المواطن بسبب ذلك وعدم وجود خارطة شاملة وواضحة لجميع خطوط النقل داخل كل محافظة وفيما بينها بما فيها التفرعات للخطوط العامة التي يستلزم أيضا تغطيتها بوسائل نقل.

ونقترح لمعالجة ذلك:

اعداد النقل خارطة واضحة لخطوط حركة سير وسائل النقل للركاب فيها وتغطي تلك الخطوط جميع المناطق في كل محافظة وفيما بين تلك المحافظات بحيث تكون خطوط السير شاملة لجميع المناطق وإعادة تشكيل خطوط السير لتشمل التوسيع لتشمل الخطوط الجديدة وبشكل عادل ومناسب وتحديد نقاط انطلاق وسائل النقل ونقاط الوصول.

ولتنفيذ تلك الخارطة يستلزم ان يتم العمل في ثلاثة مسارات كالتالي:

المسار الأول: تحديد خطوط حركة سير وسائل النقل الحالية وتحديد نقاط انطلاقها ونقاط وصولها في إطار كل محافظة وفيما بينها ووسائل النقل الحالية.

المسار الثاني: تحديد خطوط السير سواء خطوط عامة او تفرعات مختلفة متفرعة من الخط العام في جميع المحافظات وفيما بينها غير المغطاة بوسائل نقل.

المسار الثالث: إعادة رسم خارطة جديدة لخطوط حركة سير وسائل النقل فيها تغطي جميع خطوط السير المنفذة حاليا بالإضافة الى استيعاب جميع خطوط النقل غير المغطاة من وسائل النقل حاليا ويتم ذلك اما بزيادة مسافات إضافية لخطوط السير الحالية لتغطية خطوط السير غير المغطاة وأيضا انشاء خطوط سير جديدة للخطوط غير المغطاة والتي لايمكن توسيع خطوط السير الحالية لاستيعابها وحجم الاحتياج الفعلي لوسائل نقل الركاب لفتح مصادر رزق جديدة تغطي الاحتياج الفعلي لها.

ووفقا لهذه المعالجة سيتم تغطية جميع خطوط السير بوسائل نقل وتوزيع جميع وسائل النقل على تلك الخطوط بشكل منتظم يغطي الاحتياج.

2-. عدم تغطية وسائل النقل للركاب لجميع خطوط السير وارتفاع حجم الاحتياج لها

يلاحظ في الواقع تركز وسائل النقل للركاب في مناطق محددة وبكثافة غير مبررة وخلو خطوط أخرى من وسائل نقل وهذا ناتج عن تجاهل النقل والمرور لهذه المشكلة الهامة دون معالجة بل ويتم منع ترسيم وسائل نقل للركاب جديدة بمبرر اكتفاء خطوط السير الحالية وملاحقتها اثناء العمل وضبطها وتوقيفها بالرغم من الاحتياج الكبير لها لتغطية جميع خطوط النقل داخل كل محافظة وفيما بينها اذا ماتم تحديد الاحتياج الفعلي لتغطية كافة خطوط السير الحالية وأيضا خطوط السير الذي سيتم توسيعها او اضافتها لخطوط السير الحالية والذي تحتاج الى عدد كبير من وسائل نقل الركاب لتغطية الاحتياج.

ولمعالجة ذلك نقترح:

  استيعاب جميع وسائل النقل الموجودة حاليا وتوزيعها على جميع خطوط السير الحالية وأيضا خطوط السير الذي سيتم تفعيل النقل فيها في جميع المحافظات لتشمل جميع خطوط السير وبعدد كافي ومناسب منها .

وعدم منع ترسيم وسائل النقل لان هناك احتياج كبير لوسائل النقل إذا ماتم توسيع خطوط السير الحالية او فتح خطوط سير جديدة

وهذه النقطة مرتبطة بالنقطة السابقة حيث انه بعد ان يتم اعداد خارطة تشمل جميع خطوط السير داخل كل محافظة وفيما بينها اما بتوسيع خطوط النقل الحالية لتشمل خطوط السير غير المغطاة بوسائل نقل أو خطوط جديدة غير مغطاة بوسائل نقل ليتم تغطيتها سيتضح الاحتياج الحقيقي الفعلي وسيتم فتح المجال لترسيم وسائل نقل جديدة لتغطية الاحتياج.

3-. عدم تفرغ وتفريغ وسائل النقل في خطوط السير وازدواجيه العمل.

يلاحظ أن هناك إشكالية كبيرة يعاني منها المواطن في النقل والمتمثل في عدم تفرغ وتفريغ وسائل النقل للركاب للعمل طوال اليوم حيث يلاحظ ان هناك عدد كبير من وسائل النقل للركاب يعملون في أوقات ذروة العمل والاحتياج لها في الصباح الباكر وبعد الظهر لنقل طلاب المدارس والجامعات والموظفين في بداية الدوام في الصباح الباكر وأيضا في نهاية الدوام بعد الظهر وبعد توصيلهم يعودون للعمل في خطوط السير فيلاحظ انتظار المواطنين وازدحامهم في وسائل النقل في أوقات الذروة واكتظاظ خطوط السير في أوقات الذروة بسبب نقص وسائل النقل في تلك الخطوط لانشغالهم بنقل الطلاب والموظفين فيتأخر كثير من المواطنين في الوصول لأعمالهم او للاماكن الراغبين في الانتقال اليها وهذا كما يلاحظ استعجال بعض وسائل النقل للركاب والتسبب في حوادث بسبب رغبتهم في العودة لنقل الطلاب والموظفين المكلفين بنقلهم بل يتم في بعض الأحيان تفريغ وسائل النقل من الركاب في منتصف الطريق ليلحق السائق للطلاب والموظفين المكلف بنقلهم .

ولمعالجة ذلك نقترح:

قيام وزارة النقل بحصر جميع وسائل النقل العاملة في نقل الموظفين والطلاب ووضع علامات بارزة عليها بلون محدد وواضح في مقدمة وسيلة النقل وفي مؤخرتها ومنعها من العمل في خطوط السير وافساح المجال لعمل وسائل نقل متفرغة للعمل في خطوط السير طوال اليوم وقت الذروة وخارج أوقات الذروة وضبط المرور أي مخالفات لذلك النظام ويما يفسح المجال لاستيعاب وسائل نقل جديدة لتغطية الاحتياج في خطوط السير طوال اليوم

4-. تباطؤ وسائل نقل الركاب والتوقف في محطات مختلفة دون مبرر

من ضمن أهم المشاكل التي يعاني منها قطاع نقل الركاب في اليمن داخل كل محافظة وفيما بينها هو تباطؤها حركة سيرها وضياع الكثير من الوقت للركاب للانتظار ويتأخر المثير منهم عن أعمالهم وارتباطاتهم بسبب ذلك التباطؤ المستفز حيث يلاحظ توقفها في نقطة الانطلاق ( الفرزة ) وعدم التحرك منها الا ووسيلة النقل ممتلئة بالركاب وهذا يستهلك وقت طويل لا مبرر لها كما وتقوم بالتوقف في معظم الجولات لانتظار تحميل ركاب وتتحول جميع الجولات في خطوط السير الى فرز لتحميل الركاب وانتظارهم حتى خروجهم من منازلهم لركوب وسائل ا\لنقل وهذه المعاناة تتم في ظل تجاهل وتغافل النقل والمرور لتلك المعاناة وعدم اتخاذ إجراءات صارمة لضبطها .

ولمعالجة ذلك نقترح:

الزام وسائل نقل الركاب بالتحرك من نقطة الانطلاق ( الفرزة ) بعد ركوب نصف الطاقة الاستيعابية لوسيلة النقل دون انتظار امتلائها بالركاب والتحرك دون تباطؤ  ليتم افساح المجال لتحميل ركاب من خطوط السير اثناء التحرك ودون التوقف والانتظار لتحميل ركاب في كل جولة مرور بل تحميل المتواجدين في خط السير مباشرة بلا انتظار وحتى وسائل النقل التي تعمل وتنظلق من خارج نقطة الانطلاق ( الفرزة) يستلزم عليها التحرك مباشرة دون توقف ولا انتظار حتى تحميل الركاب في كل جولة بل يتم التحرك مباشرة وتحميل الركاب المتواجدين فعلا في خطوط السير دون انتظار لتحميل الركاب في كل جولة وضبط المرور للمخالفين لذلك.

5-. تقطيع خطوط حركة سير وسائل النقل بشكل مزاجي وبالمخالفة لخط السير المعتمد.

من ضمن اهم مشاكل نقل الركاب قيام وسائل النقل بتقطيع حركة سيرها في الخطوط المعتمدة لها حيث تقوم وسائل النقل برفض السير في خط السير المحدد لها من نقطة الانطلاق ( الفرزة ) وحتى نقطة الوصول ( الفرزة) وتقوم بالانعطاف في منتصف تلك الخطوط لتحميل ركاب منها وبالمخالفة لخط السير وتحويل تلك الجولات الى فرز مستحدثه لها مما يعطل حركة سير وسائل النقل في خطوط السير واكتظاظ الجولات والتقاطعات بوسائل نقل قامت بتحويلها الى فرز مستحدثه وغير قانونية وعبثيه.

ولمعالجة ذلك نقترح:

            إلزام وسائل نقل الركاب بالتحرك في خطوط السير المعتمدة لها من نقطة الانطلاق وحتى نقطة الوصول دون تقطيع ودون انعطاف بحيث تنطلق جميع وسائل النقل من نقاط الانطلاق وتستمر في التحرك حتى نقطة الوصول وإلغاء كافة الفرز المستحدثة في منتصف تلك الطرق ومنع توقف وسائل نقل الركاب في فرز مستحدثة فيما بين نقطة الانطلاق والوصول وضبط المخالفين لها

6-. عشوائية نقاط انطلاق ووصول وسائل نقل الركاب ( الفرز )

يلاحظ عشوائية نقاط انطلاق ووصول وسائل نقل الركاب وتواجدها في وسط الأسواق التجارية والتجمعات السكانية مما يرفع حجم الاكتظاظ والازعاج وتجمع كثير من نقاط الوصول والانطلاق في مكان واحد مكتظ ومزدحم وخلو كثير من خطوط السير الأخرى من فرز منظمة ونقاط انطلاق ووصول منظمة ومنضبطة سواء داخل المحافظات او فيما بينها وعدم وجود أي تجهيزات لها .

ولمعالجة ذلك نقترح:

يستلزم إعادة تنظيم نقاط انطلاق ووصول وسائل نقل الركاب ( الفرز ) بحيث تكون خارج اطار الأسواق التجارية والتجمعات السكنية المكتظة وإعادة تنظيمها بشكل إيجابي بحيث تكون منظمة ومهيئة بجميع الخدمات اللازمة من مساحات واسعة مغطاة وبمراكز خدمات عامة واهمها حمامات عامة ومطاعم ومساجد وغيرها من الخدمات وبشكل منظم ومنضبط بحيث لاتكون في وسط الأسواق والتجمعات السكانية المكتظة وفي نفس الوقت غير بعيده عنها

ويستلزم ان تستوعب الفرز الجديدة خارطة حركة سير وسائل نقل الركاب الجديدة التي تشمل جميع خطوط السير بما فيها توسيع تلك الخطوط لتشمل مساحات أخرى او خطوط جديدة وإعادة النظر في مواقع جميع الفرز ونقلها الى مواقع أخرى وبشكل منظم ومنضبط وبمعايير فنية محايدة وصارمة وتطبيقها لجميع الفرز دون استثناء.

7-. فوضى وسائل النقل وازعاج الركاب بالسيجارة والاغاني وغيرها من وسائل الازعاج.

يعاني المواطن عند ركوبه وسائل النقل من فوضى عارمة في بعض وسائل النقل واهمها تخدين السجائر داخل وسائل النقل سواء من السائقين او الركاب وكذلك فتح شاشات تلفزيونية او مسجلات وعرض أغاني مزعجة داخل وسائل النقل دون ضبط ولا ردع ولا احترام في ظل تغافل الجهات ذات العلاقة عن منعها وضبطها بالرغم من ان القانون يمنع السجائر داخل وسائل النقل ويعتبرها مخالفة يعاقب عليها القانون كما ان الازعاج وتحول وسائل نقل الركاب الى أستوديوهات إذاعية وتلفزيونية موضوع خاطئ يزعج الركاب دون مبرر.

ولمعالجة ذلك نقترح:

منع السجائر داخل وسائل نقل الركاب وفقا للقانون ومنع تركيب شاشات تلفزيونية ومسجلات داخل وسائل النقل العامة وإصدار تعميم بذلك ومنح ملاك وسائقي وسائل نقل الركاب فرصة ثلاثة اشهر لفك الشاشات التلفزيونية والمسجلات والالتزام بعدم التدخين في وسائل النقل ليتم بعد الثلاثة الأشهر انزال حملات مستمرة عبر المرور لضبط المخالفين وحجز وسائل النقل في احواش المرور وفك الشاشات والمسجلات والزامهم بعدم تكرارها مع تغريمهم بغرامة مالية قانونية مناسبة لمنع تكرارها وكذلك منع التدخين في وسائل نقل الركاب وانزال حملات لضبط المخالفين سواء كان سائق ام راكب وقطع سند غرامة على المخالفين والزامهم بسداد الغرامة وقطع سند استلام للغرامة على المخالفين .

8-. تحميل وسائل نقل الركاب بحملة أكبر من الطاقة الاستيعابية لها وبالمخالفة للقانون.

يعاني المواطن عند ركوبه وسائل النقل بحشوها بركاب اكثر من الطاقة الاستيعابية المحددة لها حيث يتم تحميل ركاب واقفين في الأبواب ومتعلقين بها وقد يتعرضوا لحوادث انزلاق اثناء تحرك وسائل النقل او وقائع سرقة بسبب ازدحام واكتظاظ الركاب داخل وسائل النقل مما يسهل ذلك للصوص للسرقة والاستفادة من الاكتظاظ لارتكاب جرائمهم وبعض وسائل النقل تقوم باستحداث كراسي في وسط وسائل النقل في ممرات تحرك الركاب وحشو الركاب في تلك الكراسي بشكل يهدر كرامتهم الإنسانية وحشوها بركاب بأكبر من الطاقة الاستيعابية المحددة لها وبالمخالفة للقانون الذي يوجب على وسائل نقل الركاب الالتزام بعدم تحميل ركاب بأكثر من الطاقة الاستيعابية المحددة لها وهذا الخلل والانتهاك امام نظر المرور والنقل دون أي تحرك للحفاظ على الكرامة الإنسانية للمواطن اليمني التي تنتهكها مخالفات وسائل نقل الركاب .

ولمعالجة ذلك نقترح:

انزال تعميم صادر من المرور ووزارة النقل بالزام جميع وسائل نقل الركاب بمنع تحميل ركاب أكثر من الطاقة الاستيعابية لها ومنح ملاك وسائقي وسائل نقل الركاب ثلاثة أشهر لخلع الكراسي المستحدثة في الممرات الداخلية لوسائل النقل او المجاورين للسائق وغيرها ومنع تحميل ركاب اكثر من الطاقة الاستيعابية لها سواء واقفين ومتعلقين في الأبواب او حشو الكراسي بركاب اكبر من الطاقة الاستيعابية لها.

وبعد انتهاء فترة الثلاثة الأشهر من التعميم يتم انزال حملات مستمرة من المرور لمعاينة جميع وسائل نقل الركاب واذا تبين استمرار وسائل النقل بالمخالفة وعدم خلع الكراسي المستحدثة في الممرات الداخلية لوسائل النقل او تحميل ركاب واقفين او حشو الكراسي بركاب اكثر من المحددة يتم تفريغ وسيلة النقل المخالفة وانزال الركاب من عليها وايداعها في حوش المرور ومنع اطلاقها الا بعد خلع الكراسي المستحدثة وتحرير التزام وتعهد بعدم تكرار المخالفة سواء كراسي مستحدثة او تحميل ركاب اكثر من الطاقة الاستيعابية لوسيلة النقل ودفع غرامة قانونية مناسبة مع تكاليف خلع الكراسي المستحدثة الذي سيتم خلعها في حوش المرور على حساب المخالف ويتم استمرار ضبط المخالفين طوال العام وعدم حصرها في فترات موسمية وحملات محددة حتى يلتزم الجميع ويضبط جميع المخالفين .

9-. مزاجية فترة عمل وسائل نقل الركاب دون ضوابط.

يعاني المواطن اليمني من المزاجية المفرطة لفترة عمل وسائل نقل الركاب حيث تتوقف وتخلو الشوارع من وسائل نقل الركاب في أوقات وتكتظ في أوقات أخرى وبشكل مزاجي دون ضوابط تلزم وسائل نقل الركاب بالعمل وتغطية الاحتياج طوال اليوم 24 ساعة.

ولمعالجة ذلك نقترح:

الزام وسائل نقل الركاب بالعمل طوال اليوم وتغطية الاحتياج في خطوط السير المحددة لها طوال اليوم مع الزام كافة الفرز برفع كشف مناوبة وسائل نقل الركاب في كل فرزة من الثانية عشر ليلا وحتى السادسة صباحا تتحرك فيها وسائل النقل خلال فترة المناوبة بحيث لاتخلو خطوط السير من وسائل النقل وبشكل منظم ومنتظم ويتم توزيع أيام المناوبة على  جميع وسائل نقل الركاب بحيث تغطي كل وسيلة نقل فترة المناوبة يوم في الشهر او يومين حسب عدد وسائل النقل العاملة في خط السير والزامية التزام الجميع بالمناوبة واذا تقاعس او لم تلتزم وسيلة النقل بفترة المناوبة لمحددة لها يتم تغريمها بغرامة قانونية مناسبة وعند التكرار يتم نقل وسيلة النقل المخالفة من خط السير المعتمد لها الى خط سير اخر اقل أهمية .

10-. استمرارية اختلالات عمل وسائل نقل الركاب وخطوط السير بسبب غياب التقييم المستمر

يلاحظ استمرارية اختلالات وسائل نقل الركاب وخطوط سيرها بسبب حصر الضبط والتنظيم خلال فترات محددة في العام وعدم استمرارية التقييم والضبط طوال العام مما يساهم في استمرارية الاختلالات وعدم الالتزام

ولمعالجة ذلك نقترح :

استمرارية إجراءات تنظيم وسائل نقل الركاب وخطوط سيرها وضبط أي اختلالات طوال العام وتقييم انضباط وتغطية احتياجات جميع خطوط السير للنقل وفي حالة تراجع حجم التغطية وارتفاع حجم الاحتياج يستلزم استيعاب وسائل نقل أخرى لتغطية الاحتياج وعدم حصر ذلك في وسائل النقل الموجودة فقط وهنا يستلزم كسر الاحتكار بشكل مهني وفني وان يتم التقييم طوال العام والمعالجة العاجلة لتغطية الاحتياج دون تأخير بحيث يكون هناك مرونة في التجاوب والتغيير الإيجابي

11-. ضعف التوعية والنشر الإعلامي للضوابط والمحددات وخرائط خطوط السير في جميع المحافظات

من اهم أسباب تفشي وانتشار اختلالات نقل الركاب هو ضعف التوعية بالضوابط والمحددات وغياب التغطية الإيجابية المستمرة لوسائل الاعلام الحكومية والمستقلة وغياب خرائط خطوط سير وسائل نقل الركاب الموضح فيها نقاط الانطلاق والوصول ومسار تحركها داخل كل محافظة وبين المحافظات.

ولمعالجة ذلك نقترح:

اعداد وتنفيذ تغطية إعلامية مستمرة طوال العام لجهود تصحيح ومعالجة اختلالات وسائل نقل الركاب وخطوط السير وان تشمل تلك التغطية ملصقات إعلامية في جميع وسائل النقل تتضمن المحددات والضوابط والمحظورات ولافتات توعوية في الشوارع وفلاشات إعلامية في وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمواقع الالكترونية الرسمية والخاصة ووسائل التواصل الاجتماعية.

كما يستلزم أن يتم تخصيص موقع الكتروني يتضمن خرائط جميع خطوط سير وسائل النقل موضح فيها نقاط الانطلاق والوصول بالإضافة الى تطبيق الكتروني مخصص لنشر خرائط خطوط سير وسائل نقل الركاب ونقاط الانطلاق والوصول لكل محافظة وان تكون هناك ايقونة في الموقع الالكتروني والتطبيق الالكتروني لإرسال الشكاوى والبلاغات لأي اختلالات.

وفي الأخير:

نأمل أن يتم إيلاء موضوع اصلاح خدمات نقل الركاب اهتمام الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة النقل والمرور وأن يكون هناك تنسيق وتعاون مستمر بينهما لتحسين خدمات نقل الركاب والحد من التجاوزات والمخالفات وأن يكون هناك معالجة شاملة ومستمرة وفقا لمصفوفة معالجة شفافة وواضحة وان تكون جهود التصحيح والمعالجة مستمرة طوال العام وعدم حصرها في جهود وعمل موسمي لفترة زمنية محددة في العام دون استمرار وان تكون تلك الجهود منشورة ومتاحة للجميع للتوعية وعدم المخالفة وبإجراءات واقعية وفعلية مستمرة لمعالجة كافة الاختلالات وتغطية كافة خطوط السير بوسائل نقل ركاب وفقا للاحتياج ولن يتحقق ذلك إلا بتعاون وتنسيق جهود جميع الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها  المرور والنقل في تنفيذ مصفوفة اصلاح النقل العام للركاب  وضبط عشوائيتها.

  • عبدالرحمن علي علي الزبيب

صحفي مستقل ومستشار قانوني

law711177723@yahoo.com

اقرأ أيضا:دور رئيس الجمهورية في تفعيل مجلس الشورى كآلية مساندة لمؤسسات الدولة للتنمية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى