كتابات فكرية

أمريكا والكيان في مأزق

أمريكا والكيان في مأزق

 اليمن يفرض معادلة الردع الجديدة

  • بقلم الدكتور: عبدالرحمن المؤلف

الثلاثاء 26 أغسطس 2025_

لم يعد العدوان الصهيو–أمريكي على صنعاء حدثًا عابرًا يمكن التوقف عنده بوصفه “غارات عسكرية محدودة”، بل هو حلقة جديدة من مسلسل الهزائم والانكسارات التي تعيشها واشنطن وتل أبيب أمام صمود اليمن وغزة.

جريمة جبانة تكشف الإفلاس

استهداف محطتي حزيز والنفط في صنعاء لم يكن عملًا عسكريًا مشروعًا، بل جريمة حرب سافرة بحق المدنيين والبنية التحتية، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني. وقد أكدت فرق الدفاع المدني اليمني نجاحها في إخماد الحريق سريعًا، فيما ظل العدو يبحث عن دخان يصوّره كـ”انتصار معنوي” لمستوطنيه، بينما هو في الحقيقة رماد هزيمة عسكرية ومعنوية مدوية.

واشنطن: شريك مباشر في العدوان

بحسب شبكة CNN (18 أغسطس 2025)، أوكلت الإدارة الأمريكية لوزيري الدفاع والخارجية إدارة الحرب على اليمن، وهو ما يكشف أن واشنطن لم تعد تكتفي بالدعم السياسي والعسكري للكيان، بل باتت تقود غرفة العمليات مباشرة. وفي موازاة العدوان العسكري، تمارس الخزانة الأمريكية حربًا اقتصادية خانقة، فيما تتحرك وزارة الخارجية لتمرير رواية الاحتلال في مجلس الأمن.

لكن هذه الاستراتيجية ليست جديدة؛ فقد سبق أن جربت أمريكا كل أدواتها منذ 2024، عندما زجّت بحاملات الطائرات وقاذفات B-2 في البحر الأحمر، لكنها اضطرت للانسحاب مذلولة بعد خسائر بشرية ومادية، وفشلها في حماية أساطيلها من الهجمات اليمنية.

صاروخ يمني يهز العقيدة الأمنية للصهاينة

أقرت صحيفة يديعوت أحرونوت بفشل ثلاث محاولات لاعتراض الصاروخ الانشطاري اليمني الأخير، بينما نقلت أسوشيتد برس عن مسؤول في سلاح الجو الإسرائيلي وصفه بـ”التهديد الجديد الذي يصعّب عملية الاعتراض”. هذه الاعترافات ليست مجرد تفاصيل تقنية، بل هي انهيار استراتيجي للعقيدة الأمنية الإسرائيلية، وانكشاف للغطاء الأمريكي الذي طالما سوّق نفسه كحامٍ للكيان.

محور المقاومة يتماسك ويصعّد

من جانبها، أدانت حماس العدوان على صنعاء، واعتبرته محاولة يائسة لـ”ثني اليمن عن دعم غزة”، فيما أكدت الخارجية الإيرانية أن الغارات تشكل “جريمة حرب ضد الإنسانية”. هذا التلاقي في المواقف يثبت أن ما يجري لم يعد مواجهة بين اليمن والكيان فقط، بل صراع وجودي بين محور المقاومة والمشروع الصهيو–أمريكي برمته.

الخلاصة: نهاية الوهم الأمريكي–الصهيوني

اليمن اليوم لا يقاتل عن نفسه فقط، بل يؤسس لمعادلة ردع جديدة في المنطقة. أمريكا التي لم تستطع حماية حاملاتها وبوارجها في البحر الأحمر، لن تستطيع حماية تل أبيب من الصواريخ الانشطارية اليمنية. والكيان، الذي يعجز عن منع النار القادمة من غزة ولبنان واليمن، يعيش أخطر لحظات تآكله الداخلي وانكشافه الخارجي.

إنّ العدوان على اليمن لن يُخضع صنعاء، بل سيؤدي إلى اتساع رقعة النار على المستوطنات والمدن الإسرائيلية، حتى يدرك الاحتلال أن زمن الهيمنة الأمريكية والصهيونية قد ولى إلى غير رجعة.

 المصادر والمراجع:

– قناة المسيرة (21 أغسطس 2025)

– شبكة CNN (18 أغسطس 2025)

– صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية

– وكالة أسوشيتد برس

– بيانات المكتب السياسي لأنصار الله

– حركة حماس

– وزارة الخارجية الإيرانية

اقرأ أيضا:ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على العاصمة صنعاء إلى 10 شهداء و92 جريحاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى