كتابات فكرية

أسئلة لابد من طرحها لمحاولة التفريق بين حق المقاومة وحق الانتحار!

أسئلة لابد من طرحها لمحاولة التفريق بين حق المقاومة وحق الانتحار!

يوميات البحث عن الحرية .. أسئلة لابد من طرحها لمحاولة التفريق بين حق المقاومة وحق الانتحار!

  • عبد العزيز البغدادي

الاثنين 20 أكتوبر 2025-

متى نصل إلى مستوى الوعي بأهمية النقد في تقييم وتقويم أخطائنا بدلا من تحويلها الى مزايا وفضائل يحتفى بها؟!

لو افترضنا أن حماس سلطة شرعية ليس فقط على غزة بل وعلى كامل فلسطين أليس للفلسطينيين ومن لهم علاقة بهذا البلد من المسلمين وغيرهم من المنتمين إلى الإنسانية أليس لهم الحق في تقرير ما يجب بخصوص مصيرهم ومصير وطنهم؟

 ومن المعلوم أن المسيحيين وغيرهم من الأديان والطوائف جزء أصيل من مكون المجتمع الفلسطيني أليس من حقهم أن يسألوا حماس وهي من جماعات الإسلام السياسي بعض الأسئلة التي أظنها ذات أهمية منها:

 هل أعدت حماس العدة عملا بالمبدأ القرآني الذي يفترض أنها تؤمن به لتكون في مستوى مواجهة رد الفعل الصهيوني كما نصت على ذلك الآية الكريمة : (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) والارهاب هنا جاء بمعنى الردع والدفاع وليس بمعنى العدوان .

 هل أعدت حماس العدة وهي التي كانت تردد قبل الطوفان بأنها باتت لديها القوة لمحو اسرائيل من الوجود هل فعلت ذلك لتحافظ على وجودها قبل القيام بما قامت به يوم 7 اكتوبر 2023 المعروف بطوفان الاقصى؟

وهل المبدأ القرآني بإعداد القوة يأتي في إطار الحق العام في الدفاع أم الهجوم أم من حق أي جماعة او منظمة أو فرد أو حزب أن تقرر بأنه ما تراه أو يراه؟

أم أن ما قامت به لم يكن كما رأى من تابع الفعل ورد الفعل سوى مجرد قص الشريط لطوفان صهيوني ضد ابناء غزة وفلسطين بل وضد كل دول ما يطلق عليه محور المقاومة وهو طوفان حقيقي بداء في 9 اكتوبر 2033 والى يوم وساعة الناس هذه ؟!.

ولا أعتقد أن هناك حاجة لإعادة ذكر تفاصيل نتائج هذا الطوفان المدمر الذي استخدم فيه الكيان الصهيوني كل امكاناته المادية والاعلامية ليبدوا كالعادة أمام الغرب الرسمي المنحاز ضد إنسانية الإنسان الفلسطيني بكل قوته ومع الحق السحري لدفاع اسرائيل عن نفسها وهو حق المهاجم في الدفاع عن نفسه ضد من يدافع عن مجرد بقائه على قيد الحياة مهما كان بؤسها!

ان اسرائيل قررت لنفسها أغرب حالة دفاع عن النفس في التأريخ، لأنها تبيح للمدافع ان يكون في حالة هجوم دائم على شعب أعزل ليس فقط لا يحق له التسلح بل لا يحق له البقاء في أرضه لضمان بقاء اسرائيل ولها في سبيل ذلك ارتكاب كل الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب الموصوفة وغير الموصوفة!

وفق حالة دفاع اسرائيل عن نفسها لا حدود لما تستخدمه من أسلحة فتاكة أو ما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية فهي الدولة الوحيدة المحصنة ضد أي مساءلة ومحمية من أقوى وأكثر الدول عدوانية في العالم!

أليس غريبا أن يوصف ما تقوم به دولة مصطنعة باتت تملك حوالي ثلاثمائة رأس نووي وأحد اكبر ترسانات السلاح في العالم بأن كلما تقوم به ضد الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية يوصف بأنه ضمن حالة دفاعها عن نفسها ضد الضحية الفلسطيني الذي لا يملك من السلاح في الغالب سوى الخناجر وبعض الحجارة؟؟!!.

ومع التأكيد بأن المقاومة بلا أدنى شك حق لكل من يقع تحت الاحتلال فهل يحق لأي فصيل فلسطيني مقاوم أو سلطة فلسطينية أيا كانت شرعيتها أن تقرر بمفردها تحديد السياسة والخطط الواجب اتخاذها للمقاومة؟!.

أليس من واجب أي مقاومة واعية أن تفرق بين حق المقاومة الفردي والعام وبين حق المقاومة وواجب المقاومة وبين المقامة وحق الدفاع عن النفس وبين المقاومة والانتحار.

 وإذا كان للإنسان أن ينتحر فليس له بالتأكيد أن يفعل ما يؤدي إلى الانتحار الجماعي والاسهام في خدمة من يسعى لتصفية القضية الفلسطينية؟

وهل تحديد مبدأ حد الاستطاعة في آية: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) من علم الغيب أم من علم الشهادة؟!.

وما مدى استخدام هذا المبدأ للتدليل على إثبات كون المسلمين إرهابيين باعتبار الغاية من اعداد القوة كما ورد في الآية هو (ترهبون به عدو الله وعدوكم)؟!

وهل قرار الحرب والسلم قرار سيادي ام قرار سياسي؟!

ومن يقرر مبدأ حد الاستطاعة السلطة المدنية ام الدينية السلطة الموحدة أم سلطات الامر الواقع؟

وهل تستخدم الآية كذلك للتدليل على أن الاسلام انتشر بقوة السيف وأن ذلك أساس لوجود نزعة عدوانية لدى المسلمين ؟!.

قامت دولة الصهاينة على المجازر وهي دولة اتخذت من الخرافات اليهودية منطلقا لتأسيس هذه الدولة العدوانية فهل نواجه استخدام الخرافات بوعي باستخدامها بدون وعي ؟! 

يقول البعض هذا ما كان بإمكان حماس القيام به فماذا صنع الآخرون؟!.

ويقول هذا البعض إن حماس وكل متابع لرد الفعل الصهيوني على مهرجان 7اكتوبر 2023 الذي كثفت آلة الاعلام الصهيوني وحليفها الغربي من عملية نشره مع المبالغة الواضحة لما بدى أنها من فضاعات داعش.

مع ان داعش قد تم تمكينها من حكم سوريا لتستخدم فضاعاتها وسيلة لإبقاء الحرب على ما يسمى الإرهاب مفتوحة.

 وأقول ما يسمى ليس لإنكار اساليب الإرهاب الداعشي وإنما للإشارة إلى أن من صنع داعش هو نفسه من يدعم الارهاب بكل انواعه في عالم اليوم هذا النوع مما تقوم به اسرائيل من إبادة جماعية باسم الدفاع عن النفس .

متى ندرك أهمية مراجعة الأخطاء والخطايا والاعتراف بالهزائم وتقييم اسبابها وأن الخطأ ليس عيبا إنما العيب كل العيب ان نحول الهزائم إعلاميا إلى انتصارات نحتفل بها ونقيم لها المهرجانات؟!

هل الاعتراف بالدولة الفلسطينية مفيد مع ضياع مساحات واسعة من الضفة ومحو غزة من الوجود؟!.

وأخيرا وليس آخرا: هل فساد السلطة الفلسطينية السياسي من خلال تحويل اتفاق اوسلوا إلى قدَر محتوم لا يبقي لهذه السلطة سوى ممارسة صلاحيات مركز للخفر وظيفته الوحيدة التنسيق الأمني مع الكيان ضد كل عمل مقاوم حقيقي وليس من المقاومات التي يتخذ منها الكيان باستمرار وسيلة للبطش بالمقاومين الحقيقيين هل هذا الفساد يبرر خطيئة بل جريمة الدخول في مواجهة غير محسوبة العواقب؟!.

هذه بعض الأسئلة التي أعتقد أن من ابجديات اختيار طريق المقاومة ضرورة طرحها ومحاولة الإجابة عليها!.

بين حق السؤال

وحق القرار

يقدمنا الواهمون

قريبين

تختفي الأسئلة

 تحت رماد الحروف

لتولد ثانيةً كي تموت

لتحيا غدا.

اقرأ أيضا: ثورة 14 أكتوبر.. الخلفية المسار الاستقلال (5-5)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى