إبراهيم بن على الوزير

أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم بن علي الوزير” الحلقة (7)

أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر إبراهيم بن علي الوزير” الحلقة (7)

الاثنين 13يناير2025_

  • بقلم الأستاذ: عزيز بن طارش سعدان

الميزان كوني دقيق، ومن هنا نفهم قول الله جلت حكمته:

 {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}

هو الشرك، وقانون بقاء الأمم» وعلو مكانتها في الأرض هو قانون: الصلاحية العامة» الذي تتفوق به أية أمة على غيرها على درجة الفعالية الإجمالية لا التفصيلية

وهكذا تدور الحضارات حسب قانون الصلاحية العامة».. وهكذا تداول الناس الأيام.

أما العلو الحق، والحضارة الكاملة المنشودة فلا يمكن أن تكون بأية حال على هذه الأرض، إلا بالإسلام، والإسلام وحده.. لسبب علمي واضح وهو: أنها وحدها يوم تقام على الأرض في أي تاريخ وأي زمن تجمع في وجودها وحركتها وعملها بين ما تقتضيه (السنن الكونية القدرية» و «السنن التشريعية الهادية»، بين الكتاب المسطور»، وكتاب الكون المصنوع”. بين «التنزيل» والتكوين»، كلاهما من مصدر واحد لا يمكن أن يختلفا قيد شعرة.. بين ما يقتضيه «ناموس الكون اكتشافاً وتسخيراً، وما تهدي إليه «شريعة الله» قولاً وعملاً وعلماً ومعرفة ونهج حياة للفرد والمجتمع والدولة بين «الإلزام» الذي يشع من داخل الفرد»، والرقابة العامة للمجتمع» و «مسؤولي الشريعة» … وناموس الكون والحياة

إن شواهد الواقع الإحصائي في العالم لمختلف تاريخ الحضارات بالنسبة لحياة الإنسان، إنما تؤكد بما لا يرقى إليه ريب أو شك إنسانية الحضارة الإسلامية في أرقى الذرى التي يمكن أن يصل إليها الكمال البشري. ونظرة واحدة في إحصائيات أرقى دول الحضارة اليوم عن «الجرائم» التي تحدث بين الإنسان وأخيه الإنسان وأنواعها البشعة التي لم تكن حتى لتتصور مجرد تصوّر في عالم الواقع يقدم الدليل الحاسم على البون الشاسع بين الحضارتين. (إن شئت الدليل.. ارجع إلى إحصائيات أرقى دول العالم المعاصر الولايات المتحدة الأمريكية) (انتهى) أن مفكرنا الكريم بدأ في هذه الصفحة بالآية الكريمة {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} وأهلها مصلحون أي فيهم الصلاح والإرشاد إلى الحق وتوحيد المجتمع نحو الصلاح فيما بينهم واحترام حقوقهم. بمعنى وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها ما دام وفيهم الصلاح والخير، وأهم شيء أنهم مخلصون بالإيمان. لأن الظلم والمعاصي هي دمار الشعوب. إننا بحاجة إلى تفسير ما يجري من الدويلات العربية والإسلامية التي هم داعم أساسي لطغاة العصر الحديث. إن الأمة العربية والإسلامية اليوم تعاني فلسفة الطغيان اللاأخلاقي المملوء بكل قذارات العالم ومن المؤسف أنه لغة العصر. إن مفكرنا الكريم عانى في القرن الرابع عشر وذاق مرارة الظلم فقد قتلوا كل الخيرين من أسرته لأنهم قاموا ضد الطغيان وقدموا أرواحهم في سبيل نصرة مظلومية شعبهم الكريم الذي عانى في القرن الماضي وما يزال الظلم جاثما على شعبنا حتى اليوم، فالشعوب الجريحة ومظلوميتها ما زالت تعاني من الظلمات رغم أننا نتلوا القرآن في كل يوم ولكن الجرح ما يزال الدم يقطر منه بفعل سيف الجلاد. فماذا يفيد الإنسان لو أنه ربح العالم الذي يسعى إلى الحرية وخسر مقدمة الطاغية. فلو افترضنا أن ذلك العمل وفقاً لمبادئ ما يتغنوا به من احترام حقوق الإنسان وأصبح ذلك إيجابيا من وجهة نظرهم ولكن شعوب العالم المتطلعة إلى احترام حقوق الإنسان تابع ذلك القصف غير المبرر وإذا كان ثمنها تدمير الإنسان وتحطيم قيمه وتحويل الشعب إلى جماجم وهياكل عظمية تسير في الشارع منزوعة النخاع من أناس يمتلكون كل مشاعر القبح وقذارة الأنظمة التي يتغنون بها أنها والله تافهة تطحنها مشاعر الدنية والعجز اللاوجدانى أيكون ما فعله طغاتنا من إيجابيات أكثر من ما فعله «هتلر» الذي اجتاح أكثر من نصف القارة الأوروبية بل احتل بعض دولها في ساعات كل ذلك بلا قيمة  في فلسفة الطاغية وكان الثمن باهظاً جداً وضياع الإنسان؟ ؟ ؟

فإذا عرفنا أن تاريخنا كله من أقدم العصور حتى الآن حكم الطغـاة على تنوع ألوانهم وأشكالهم ومن هنا عرفنا الأهمية البالغة لدراسة موضوعنا الذي يحتاج إلى عدة مجلدات وإيقاناً منا أنه السبب الحقيقي وراء تخلفنا الفكري والعلمي والاقتصادي وأنه المصدر الأساسي لكل رذائلنا الخلقية والاجتماعية والسياسية لأن أوطاننا فقدنا فيها فرديتنا الذاتية أو شخصيتنا وأصبحنا مدمجين مع غيره في كتلة واحدة لا فائدة مننا كما هو الحال مع قطيع الغنم فقد ضاعت أدميتنا في اللحظة نفسها وقتل فيه الخلق والإبداع وانعدم الابتكار بل يصبح شاذا وخارجاً عن الجماعة. من هنا نتساءل، كيف يظهر الطاغية وما مبررات وجوده وما هي الدعائم التي يستند إليها في حكمه؟ الحق أن هناك عوامل كثيرة ومنها عوامل تاريخية وجغرافية وعوامل اجتماعية واقتصادية الخ… كما أنه يعطي مبررات عديدة منها إنقاذ الشعب أو إصلاح ما أفسدته الحكومات السابقة بل قد يدعي أنه مبعوث العناية الإلهية وأنه أعلم من الناس وعند وصوله إلى هذه الحالة فإن الظلام يعم كل طوائف الشعب لتدخل تحت دائرة الظلم ولكن لا بد من الخلاص من كل الطغاة عبر المضي في دائرة مفكرنا الذي فكره يمشي نوره في ظلمات معتمة وسيزيد نورها إشراقا بتكاتف الجميع ولا بد من خطوات مضيئة على طريق مفكرنا المرحوم إبراهيم بن علي الوزير الذي توفاه الله وهو مجاهدا لم يهدأ له بال لأجل الأمن والسلام للعالم بأسرة….

ولنا لقاء في الحلقة القادمة..

اقرأ أيضا:أضواء من كتاب “على مشارف القرن الخامس عشر للمفكر الإسلامي إبراهيم بن علي الوزير” الحلقة (6)   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى