الدوحة تستعد لعمل مهرجانات جماهيرية غير مسبوقة ابتهاجا بكأس العالم 2022
على مسافة 6 كيلومترات، ستكون مهرجانات الجماهير حاضرة على كورنيش الدوحة قبل انطلاق مباراة افتتاح كأس العالم لكرة القدم في 20 من نوفمبر المقبل، وحتى بعد اختتام البطولة في 18 ديسمبر.
وخلال المونديال، سيستقبل كورنيش الدوحة -الذي يعد المركز الرئيسي للاحتفالات الوطنية في الدولة- العديد من الفعاليات، وسيستقطب عشرات الآلاف من المشجعين يوميا للاستمتاع بكل مشهد طبيعي عبر احتفالات تعد الأضخم في تاريخ هذا البلد.
برنامج حافل
وتقول وسائل الاعلام في الدوحة، أن اللجنة القطرية العليا للمشاريع والإرث أعدت بالتنسيق مع الجهات المعنية برنامجا حافلا من الفعاليات لجماهير المونديال.
وسيكون يوم 19 نوفمبر المقبل موعدا للافتتاح الرسمي لفعاليات الكورنيش، بعرض لمدة 23 دقيقة تقريبا يتضمن لوحات بصرية وفنية وسمعية بمشاركة طائرات الدرون والألعاب النارية.
ومن المقرر أن تستمر الفعاليات على مدار أيام المونديال، وتبدأ يوميا من العاشرة صباحا حتى الثانية عشرة من منتصف الليل.
ويتضمن برنامج كورنيش الدوحة العديد من الفعاليات خلال فترة المونديال، ويشمل كرنفالات الشارع على امتداد واجهة الدوحة البحرية، وعروضا فنية وثقافية وحفلات موسيقية عالمية، وعروضا مائية وضوئية وأنشطة ترفيهية مناسبة للعائلات والأطفال.
وتم إعداد 4 مسارح حية لاستضافة العديد من الاستعراضات والحفلات، بجانب أكثر من 150 كشك طعام ومقاه ومناطق للترفيه ومتاجر بيع لمنتجات الفيفا الرسمية، ومحلات للبيع بالتجزئة على امتداد الكورنيش بالإضافة إلى شاشات لنقل المباريات.
وفي المنطقة الشمالية من كورنيش الدوحة، سيكون المشجعون أمام فرصة زيارة فعالية كبيرة هي “البيت السعودي” في حديقة الدفنة بالقرب من منطقة الشيراتون وبها العديد من الأنشطة المفتوحة لجميع الجماهير.
كما يظهر التاكسي المائي خلال الفعاليات، والذي يستطيع من خلاله المشجع التجول في منطقة الكورنيش فضلا عن استعراض المحامل القطرية والاحتفالية الكبرى لتدشين مشروع كورنيش الدوحة تحت مسمى “حياكم في قطر”.
الأعداد المتوقعة
المؤشرات تؤكد وجود ما يقرب من 70 ألف شخص يوميا في كورنيش الدوحة، وأكثر من مليون شخص على مدار البطولة، كما أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وسيكون الدخول مجانا لأغلب الفعاليات، ويبقى بعضها يحتاج تذكرة للدخول.
وستكون “محطة سوق واقف” في الخط الذهبي لمترو الدوحة هي أقرب المحطات للوصول للكورنيش، وكذلك محطة الكورنيش ومحطة الخليج الغربي.
وقد شهدت منطقة الكورنيش تطويرا كبيرا خلال الفترة الماضية استعدادا لكأس العالم، بعد مجهود كبير قامت به هيئة الأشغال العامة “أشغال” وتضمنت الأعمال الأخيرة على الكورنيش مسارات للمشاة ومسارات للدراجات الهوائية، بالإضافة إلى 4 أنفاق للمشاة، بها لمسة جمالية وفنية وأماكن لتناول المشروبات.
مسارات آمنة
وأكدت المهندسة ليلى جاسم (مدير تصميم مشروعات تطوير وتجميل منطقة وسط الدوحة) أن المشروع تضمن تطوير البنية التحتية والخدمات بشكل عام، وزراعة وصيانة مسطحات خضراء وأشجار وتنفيذ المنصات الأربع الخشبية وتنفيذ عدد من الأعمال الفنية بالتعاون مع متاحف قطر وتركيب أعمدة إنارة تجميلية.
وقالت المهندسة ليلى -في تصريح للجزيرة نت- إن أحد أهم الأسس في المشروع يتمثل في ربط مناطق الكورنيش بعضها ببعض “لذا وفرنا شبكة متصلة من المسارات التي تساهم في انسيابية الوصول للكورنيش”.
وأضافت أن لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة قامت بتنفيذ مسارات آمنة لرواد الطريق والمشاة لتسهيل عملية الوصول إلى الكورنيش دون أي خطورة، وربط مناطق الكورنيش مع بعضها من خلال وسائل نقل متعددة وحديثة، علاوة على ربط المناطق المجاورة ببعضها عبر مسارات متصلة وآمنة، وتم ربط طرف الكورنيش بدءا من راس أبو عبود وحتى الخليج الغربي بمسارات آمنة للمشاة والدراجات الهوائية.
وأشارت إلى توفير مسارات ومعابر للمشاة ومسارات للدراجات الهوائية تربط كافة المراكز الحيوية في المنطقة وتظليلها بالأشجار وتزويدها بمقاعد وأعمدة إنارة، لتعزيز حركة تنقل المشاة بين الكورنيش والجهة المتصلة بالأنفاق، بالإضافة إلى أنها تساهم في تعزيز أهمية الرياضة واستخدام وسائل نقل بديلة للسيارات.
فنانون عالميون
وحول الأعمال الفنية التي تمت إقامتها في المشروع، أكدت المهندسة ليلي تنفيذ العديد من الأعمال الفنية ضمن أنفاق وساحات الكورنيش والبدع والدفنة، وذلك بالتعاون مع متاحف قطر وفنانين محليين وعالميين، أما الساحات والمنصات فتشمل أعمال المنحوتات الفنية التي تم تصميمها لتتناسب مع الموقع وتضفي شكلا جمالياً يتفاعل معه الزوار.
وعن إضافة 4 منصات خشبية على شارع الكورنيش، قالت إن الفكرة من إضافة هذا العنصر التجميلي هو إنشاء مساحات مميزة تساهم في تنويع الأنشطة المحتملة على كورنيش الدوحة، وكذلك الربط بين الماضي والحاضر بطريقة عصرية تحاكي واجهة الكورنيش البحرية المطلة على الأبراج، وهي مستوحاة من شكل المراكب التقليدية التي تعتبر من أهم عناصر الهوية لهذه المنطقة.
أنفاق تعزز التنقل
وعن أنفاق وساحات الكورنيش، يقول المهندس حسن الغانم (رئيس قسم الطرق الخارجية السريعة بهيئة الأشغال العامة) -في تصريح للجزيرة نت- إنه تم إنشاء 3 أنفاق للمشاة والدراجات الهوائية تربط بين الكورنيش ومدينة الدوحة، وهم أنفاق الدفنة والكورنيش والبدع، بالإضافة لإنشاء نفق متحف الفن الإسلامي المخصص للمشاة، وتهدف هذه الأنفاق إلى تعزيز حركة التنقل للمشاة بين الواجهة البحرية (الكورنيش) والجهة المتصلة بالأنفاق مثل حديقة البدع، وحديقة المسرح، وبرج حصاد، كما تساهم في ربط مسارات المشاة والدراجات الهوائية بين الكورنيش ومدينة الدوحة.
وأضاف أنه تم تنفيذ 3 ساحات وهي ساحات الدفنة والكورنيش والبدع حيث تتصل كل ساحة بنفق للمشاة يصل الواجهة البحرية مع مدينة الدوحة، وبالتالي يسهل الوصول إليها من عدة جهات، كما تم تصميم الساحات لتكون متنفسا يساهم في إيجاد بيئة مجتمعية لأهل المنطقة ويشجع على اتباع نمط حياة صحي خارج المباني المغلقة.
وأوضح أنه من أجل إضفاء لمسة جمالية وطابع مميز تم تزيين الكورنيش باستخدام 1440عمودا على شكل سعفة النخيل، ليتماشى مع أشجار النخيل الممتدة على طول المنطقة، كما أن التصميم المقتبس من سعفة النخيل يعكس الهوية القطرية.
المصدر : الجزيرة