الأسبان ينفذون ألف ركلة جزاء استعدادا للمغرب
الأسبان ينفذون ألف ركلة جزاء استعدادا للمغرب
الثلاثاء 6ديسمبر2002 كشف مدرب منتخب إسبانيا لويس إنريكي عن استعداده لجميع السيناريوهات المحتملة أمام منتخب المغرب في ثمن نهائي كأس العالم 2022 في قطر، ومن بينها اللجوء لركلات الترجيح، مؤكدًا أنه طالب لاعبيه بخوض تدريبات مكثفة، لعدم ترك أي مجال للصدفة، وتجاوز “أسود الأطلس” في الطريق نحو حلم التتويج باللقب.
ويلاقي “لاروخا” -غدًا الثلاثاء- ممثل الكرة العربية الوحيد في دور الـ16، على أرضية ملعب المدينة التعليمية، وتنطلق المباراة في السادسة مساء بتوقيت مكة المكرمة.
وفي المؤتمر الصحفي الذي يسبق المباراة، صرّح إنريكي -اليوم الاثنين- أنه “على مدار أكثر من عام واحد، وفي العديد من معسكرات المنتخب قلت للاعبين، لديكم واجب قبل كأس العالم، وهو ضرورة تنفيذ ألف ركلة جزاء على الأقل مع أنديتكم”.
وخصّص المدرب السابق لبرشلونة حيزًا زمنيًا كبيرًا من اللقاء الإعلامي للحديث عن ركلات الترجيح، وعدّها أنها “لا تخضع دائمًا للحظ”. وأوضح قائلًا ” إذا تدربت كثيرًا فإن أسلوب تنفيذ ركلات الترجيح سيتحسن بكل تأكيد، لا يوجد مران للتعامل مع الضغط والتوتر، لكن يمكن التأقلم مع الأمر”.
وعبّر عن ثقته بأن منتخب إسبانيا قد يضطر إلى تنفيذ ركلات الترجيح في مباراة ما من الأدوار الإقصائية، في حال نهاية المواجهة والأشواط الإضافية بالتعادل، وقال “إنها لحظة من التوتر الشديد، لحظة لإظهار رباطة جأشك وأنه يمكنك تسديد ركلة الترجيح بالطريقة التي تُقرّر إذا كنت قد تدربت على تنفيذها ألف مرة”.
إلى جانب اللاعبين، شدّد إنريكي على أن الحراس خضعوا كذلك إلى تدريبات مكثفة استعدادًا لركلات الترجيح، ابتداء من مباراة المغرب في دور الـ16، ويرى إنريكي أن دور الحارس لا يعتمد -كذلك- على الحظ.
يُذكر أنه في بطولة أمم أوروبا العام الماضي، خاضت إسبانيا ركلات الترجيح مرتين، حيث فازت على سويسرا في دور الثمانية، قبل أن تخسر في نصف النهائي أمام إيطاليا التي تُوّجت باللقب لاحقًا.
مواجهة المغرب
من جانب آخر، لم يُخفِ إنريكي ثقته العالية في قدرة عناصره على الفوز وكسب بطاقة العبور لربع النهائي، لكنه في المقابل أقرّ بقوة المنتخب المغربي، وأشاد بالمستوى الذي قدّمه في الدور الأول.
وصرّح المدرب الإسباني “المغرب في أفضل حال في الوقت الحالي، ويلعب بدوافع كبيرة بعد التنافس في مجموعة قوية وتصدّر المجموعة. أشعر بالرضا التام لما تابعته في المران. لديّ ثقة أننا نملك فرصة كبيرة لتحقيق نتيجة إيجابية والتأهل”.
وبيّن إنريكي أن أداء فريقه كان جيدًا في دور المجموعات، لكنه اعترف بالمعاناة لمدة 15 دقيقة أمام اليابان، كما شدّد على ضرورة السيطرة والفعالية أمام المرمى؛ لأن إسبانيا ستواجه منتخبات “الصف الأول”، على حدّ تعبيره.
من جهته، يدرك لاعب وسط برشلونة بيدري -الذي بلغ عامه الـ20 خلال البطولة- جيدًا أسلوب لعب منتخب المغرب، وقال لاعب برشلونة “لدى المنافس خط وسط قوي ويغلق كل المساحات، تلعب العديد من المنتخبات ضدنا بنظام الرقابة الفردية، وندرك أن المنافس سيضغط علينا بقوة في منتصف الملعب لانتزاع الكرة”.
وتابع “أنا متأكد أن منتخب المغرب حلّل تحركاتنا، وهناك مجال للتحسن، وأعتقد أننا سنلعب مباراة رائعة، ونحن نتطلع إلى اللعب وتحويل الحزن (بسبب خسارة اليابان) إلى سعادة”.
النتيجة والمتعة
يمتاز أسلوب منتخب “لاروخا” بالكرات القصيرة والمتعة أيضًا، وهي الطريقة التي ارتبطت بالإسبان منذ عهد “التيكي تاكا”، واللمسة البرشلونية الواضحة على توليفة المنتخب، وهو الأسلوب الذي لا يتردد إنريكي في تأكيد رغبته في الحفاظ عليه.
وقال إنريكي “لا أهتم كثيرًا بالنتيجة. أريد السيطرة على ما أستطيع السيطرة عليه، وأشجع اللاعبين على عدم التفكير في النتيجة؛ لأنها ستأتي لاحقًا”.
وأضاف “كرة القدم لا تكون دائمًا عادلة، ولديّ ثقة أننا نملك فرصة أكبر من المغرب، إذا لم يكن الحال كذلك، كنت سأصبح على ما يرام أيضًا، فلسفتنا واحدة، ونحاول إمتاع المشجعين حتى تجلب متابعتنا السعادة لهم. نحن لا نحاول الفوز فقط؛ بل نسعى إلى إمتاع المشاهدين”.
يُشار إلى أن منتخب المغرب حقّق مفاجأة بتصدّر المجموعة السادسة على حساب كرواتيا وبلجيكا، بينما جاءت إسبانيا في المركز الثاني بالمجموعة الخامسة عقب الخسارة أمام اليابان، لتصبح على موعد مع المنتخب الأفريقي الوحيد المتبقي في مونديال قطر.
أما المنتخب المغربي فيطمح من جانبه لتحقيق انجاز غير مسبوق بالصعود لربع النهائي، وتجاوز نظيره الاسباني رغم صعوبة المهمة لكنها في نظر مدرب أسود الأطلسي واللاعبين ليست بالمستحيلة، خاصة أنهم استطاعوا تجاوز كرواتيا وبلجيكا وهمات بالطبع ليسا بالمنتخبات السهلة.
المنتخب المغربي يدرك تماما أنه ممثل العرب الوحيد في مونديال العرب 2022 لذلك بالتأكيد سيسعى وبقوة لتقديم صورة مشرفة عن الكرة العربية ـوانتزاع بطاقةالعبور لربع النهائي حتى ولو كان الغريم هذه المرة هو المنتخب الاسباني القوي وأحد أبرز مرشحي البطولة..
لذلك يسعى المنتخب المغربي إلى كتابة تاريخ جديد في مشاركته السادسة في نهائيات كأس العالم، عندما يلاقي الجارة إسبانيا الثلاثاء على ملعب المدينة التعليمية في الدوحة في ثمن النهائي.
وكرر “أسود الأطلس” في مونديال قطر، إنجازهم عام 1986 عندما باتوا أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ ثمن نهائي العرس العالمي، قبل أن يخرجوا على يد ألمانيا الغربية 0-1 في الدقيقة 89 بخطأ للجدار البشري إثر ركلة حرة مباشرة للوتار ماتيوس.
وهذه المرة يطمح المغاربة إلى تحقيق ما فشل فيه الجيل الذهبي بقيادة محمد التيمومي وعزيز بودربالة، وكتابة تاريخ جديد ببلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى وتكرار إنجاز الكاميرون والسنغال وغانا أعوام 1990 و2002 و2010 تواليا.
– مباراة ديربي
تصنف مباراة المغرب وإسبانيا ضمن خانة مباريات الديربي بسبب الموقع الجغرافي وللمباراة حساسيتها وحساباتها الخاصة.
وسيتطلع المنتخب المغربي للتركيز من أجل الفوز والعبور إلى الدور القادم في إنجاز تاريخي للعرب.
في المقابل، سيحاول منتخب إسبانيا تخطي جاره المغربي لمواصلة مشواره نحو التتويج بالكأس الذهبية للمرة الثانية في تاريخه بعد الأولى في العام 2010.
– “يجب أن تحلم حلما كبيرا” –
وقال مدافع بايرن ميونخ الألماني، نصير مزراوي عقب الفوز على كندا في الجولة الأخيرة من دور المجموعات: “المرة الثانية التي نتخطى فيها الدور الأول وأنا سعيد بإدخال الفرحة في قلوب المغاربة في جميع أنحاء العالم وأريد أن أشكر الجماهير التي ساندتنا في المباراة، لقد لعبنا 12 لاعبا ضد 11 لاعبا” في إشارة إلى الدور الكبير للجماهير المغربية.
وأضاف “لا أهتم بالمنتخب الذي سنواجهه في الدور المقبل، فليس هناك منتخب سيىء في كأس العالم، نهتم بأنفسنا فقط لتأكيد جدارتنا بالتواجد هنا وأعتقد أننا إذا لعبنا بالطريقة ذاتها التي خضنا بها المباريات الثلاث الأولى سنواصل مشوارنا. لقد تعادلنا مع كرواتيا وفزنا على بلجيكا وكندا، هي منتخبات كبرى أيضا”.
ولسان حال جناح أنجيه الفرنسي سفيان بوفال كان مماثلا “سعداء جدا والجميع سعيد في المغرب، نحن نركز على أنفسنا ويتعين علينا تقديم مباراة كبيرة ضد إسبانيا لمواصلة المشوار”.
صوت الشورى : الجزيرة + RT