أخبار عربي ودولي

هل يستطيع العالم نزع فتيل الحرب النووية؟

صوت الشورى/متابعات

نشر موقع “ناشونال إنترست” (National Interest) الأميركي مقالين، تناول أحدهما احتمالات الحرب النووية التي قال إنها أقرب للحدوث حاليا أكثر من أي وقت سابق، وتساءل عما إذا كان بإمكان العالم منع وقوعها.

وأشار كاتب هذا المقال كامران بخاري، وهو مدير التطوير التحليلي في معهد نيولاينز للإستراتيجية والسياسة في واشنطن، إلى أن أكبر تهديد للأمن الدولي هو احتمال اندلاع حرب نووية، مضيفا أنه في بيئة عالمية متعددة الأقطاب بشكل متزايد، خاصة وسط التدهور الخطير للنظام الدولي القائم على القواعد، فإن الخطر يتزايد كثيرا.

 ولفت بخاري الانتباه إلى أن أي دولة نووية تدخل في صراع مسلح ضد أخرى وتتعرض لاحتمال الهزيمة، ستكون عرضة لإغراء استخدام سلاحها النووي.

روسيا أكثر خطورة

وفي المقال الثاني بالموقع نفسه، تساءل أستاذ التراث والتاريخ بجامعة أركنساس الأميركية إدوارد سالو عما إذا كانت روسيا الضعيفة ستكون أكثر خطورة.

وقال سالو إنه في حين أن تدمير كميات هائلة من المعدات العسكرية الروسية في أوكرانيا قد يشير إلى اقتراب نهاية الأعمال العدائية، فقد يكون أيضا بداية مرحلة أكثر خطورة من العلاقات مع روسيا.

وأوضح بخاري أن إغراء استخدام السلاح النووي يمكن أن تتعرض له الكثير من الدول النووية الضعيفة، وينطبق حاليا على دول مثل روسيا في مواجهتها أوكرانيا، والصين في صراعها مع أميركا على تايوان، والهند وباكستان، وإيران وإسرائيل في الشرق الأوسط، وكوريا الشمالية في صراعها مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وعن إمكانية مواجهة العالم الأخطار النووية، قال بخاري إن الطريقة الوحيدة للحماية بشكل فعال هي تعزيز نظام الأسلحة النووية الدولي الحالي، بالإضافة إلى أهمية النظر إلى أمثلة النجاحات السابقة لنزع هذا السلاح. وقال إنه لا يوجد سوى عدد قليل من هذه الحالات، التي تشمل كازاخستان وبيلاروسيا وأوكرانيا وجنوب أفريقيا، والتي يقدم كل منها دروسا مهمة يمكن أن تساعد في تعزيز الجهود نحو الأمن النووي الدولي.

نموذج كازاخستان

يقول بخاري إن حالة كازاخستان جديرة بالملاحظة بشكل خاص، إذ كانت دولة جديدة خرجت من تحت أنقاض الاتحاد السوفياتي، وكانت تمتلك رابع أكبر ترسانة نووية في العالم. وقد مات عدد لا يحصى من المواطنين بسبب التسمم الإشعاعي أو الإصابة بالسرطان أو الطفرات نتيجة لأكثر من 450 تجربة نووية سوفياتية في كازاخستان.

لم تتخل كازاخستان عن الأسلحة النووية فحسب، بل ظهرت أيضا بوصفها رائدة في الجهود الدولية لنزع السلاح النووي، كما يتضح من الأمر التنفيذي الأول للرئيس السابق نور سلطان نزارباييف عند الاستقلال: الإغلاق النهائي للمفاعل الذي تسبب في المآسي المذكورة.

مبادرة كازاخستان لعام 2009 لجعل الأمم المتحدة تعلن يوم 29 أغسطس/آب يوما دوليا لمناهضة التجارب النووية، تم تبنيها بالإجماع في الجمعية العامة، واحتفل العالم مؤخرا بهذا التاريخ المهم.

تعبئة العمل الجماعي

وقال بخاري إنه على الرغم من كونها ذات طابع رمزي، فإن مثل هذه التحركات تقطع شوطا طويلا في تعبئة العمل الجماعي الضروري لتعزيز المعايير الدولية الحاسمة لعدم الانتشار العالمي للأسلحة النووية، وتعزز الدبلوماسية المتعددة الأطراف المعتادة، والتي تواجه قيودا خطيرة.

وأضاف أن العمل كالمعتاد غير كاف لتقييد سلوك الدول التي تجد نفسها في مواقف وجودية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن ردع قادة الأنظمة “الخبيثة” عن التصعيد النووي إذا علموا أنه من غير المرجح أن يتركهم المجتمع الدولي يفلتون من تبعات قراراتهم.

وأشار أيضا إلى أن جائزة نوبل للسلام، التي أنشئت لأول مرة لتعزيز السعي العالمي لتحقيق السلام، يمكنها لعب دور رئيسي في تشكيل الحوار العالمي، لكن في العقود الثلاثة الماضية، مُنحت الجائزة السنوية مرتين فقط تقديرا للجهود المبذولة لتحقيق الأمن النووي.

المصدر : ناشونال إنترست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى