أخبار عربي ودولي

جيش الاحتلال يحول مدارس الإيواء للنازحين بغزة إلى مقابر جماعية

جيش الاحتلال يحول مدارس الإيواء للنازحين بغزة إلى مقابر جماعية

السبت24أغسطس2024_ وسط صمت المريب للمجتمع الدولي والعالم العربي والإسلامي ،والغير آنساني حول جيش الاحتلال الصهيوني مدارس الإيواء للنازحين التابعة لمنظمة الأونورا التابعة للأمم المتحدة إلى مقابر جماعية، من خلال توجيه جيش الاحتلال سكان غزة للاتجاه إلى هذه المدارس باعتبارها أماكن آمنة ومن ثم يقوم بقصفها ، ولعل مدرس التابعين التي راح ضحيتها المئات من الشهداء من الأطفال والنساء والمدنيين أثناء تأديتهم لصلات الفجر لأكبر دليل على وحشية وإجرام الكيان الصهيوني المدعوم بشكل مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية.

فمنذ العدوان الصهيوني على قطاع غزة من بعد السابع من أكتوبر 2023، وسكان قطاع غزة في نزوح مستمر من مكان لآخر، حيث  فـرّ آلاف النازحين في محافظتَي غزة والشمال، بعد قصف الطائرات الصهيونية مدارس الإيواء، وتدمير أجزاء منها وقتل وإصابة العشرات من النازحين.

ولم يعرف الكثير من هؤلاء النازحين وجهتهم المقبلة في ظل انعدام الخيارات أمامهم، بعد تجدد القصف واستهداف مراكز الإيواء، ويحاول سكان غزة وشمال القطاع البحث عن سبل النجاة في ظل كارثة إنسانية مستمرة هناك، ويحاول الكثير منهم الصمود والبقاء داخل مراكز الإيواء، في ظل التهديد المستمر والخوف من قصف جديد.

صمود وتحدٍ

ويحاول سكان غزة وشمالها الصمود داخل مراكز الأيواء في ظل الظروف المأساوية التي يواجهونها، و بالحد الأدنى من الإمكانيات والوسائل المتاحة لديهم، أو ربما أصبح البقاء عند كثير منهم أفضل من نزوح جديد.

داخل مدرسة للإيواء في جباليا شمال قطاع غزة، يعيش المئات من النازحين في ظروف صعبة للغاية، خاصة بعد استهداف المدرسة بعدة صواريخ سقط إحداها داخل صف يعيش فيه عائلة الزعانين، ونجى عدد من العائلة.

ويقول أحمد الزعانين لوكالة “سبوتنيك”: “لقد اسقطوا علينا صاروخ وزنه 4 طن، حول الليل إلى نهار، وأخذت أطفالي وصرت أركض، وهربت حتى من الإسعاف، لأني لم أرى الطريق، ومكثنا فترة في مشفى كمال عدوان، وعدنا مرة أخرى إلى المدرسة”.

ويضيف : “عدت إلى المدرسة لأني أريد البقاء هنا، ولا أريد النزوح مرة أخرى، وكذلك هنا جيراننا وأصدقائنا، لكن هناك مشاكل عديدة نواجهها، الماء والطعام من جهة، وضيق المساحة من جهة أخرى، فالصف الواحد يتم تقسيمه بواسطة أقمشة بين عدة عائلات، وغالبية الصفوف فيها ذكرى لصاروخ أو هدم لجزء منها، هذه حياتنا في كل مكان نواجه الخطر وننتظر مصيرنا، لعل الله يغير حالنا”.

لا بدائل عن المدارس

ويعيش النازحون الذين قرروا البقاء في مراكز الإيواء في معاناة يومية، ويقول النازح إبراهيم أبو عمشة من سكان بيت حانون شمال قطاع غزة ” لسبوتنيك”:” لقد نزحنا من بيت حانون مع بداية الحرب إلى عدة أماكن، وتعرضت مراكز الإيواء في معسكر جباليا التي كنا فيها للتدمير، ونزحنا إلى مدينة غزة، ثم عدنا إلى مركز الإيواء، ونعيش داخل صف صغير، وعددنا 9 أفراد، ويوجد أطفال ونساء”.

 ويضيف: “دخل الجيش الصهيوني على المدرسة وحرق كل الخيام في الساحة الخارجية، وقصفوا الصفوف المجاورة لنا بالقذائف، وتحتنا مباشرة، قصفوا صف بقذيفة، وقطعت شظية رأس طفلة ، هذا ما نواجهه في مراكز الإيواء في الشمال بشكل مستمر، وحالنا مثل حال باقي المدارس”.

إحدى مدارس الايواء الت يقصفها الاحتلال

ويحاول النازحون في مراكز الإيواء جلب المياه والطعام بشكل يومي، في رحلة خطيرة يضطر لها النازحون، ويقول النازح إبراهيم لوكالة “سبوتنيك” عن حياتهم اليومية : “حياتي كل يوم مرتبطة بالماء وجلب الطعام من التكية، وأذهب إلى أماكن الماء وأحيانا تكون بعيدة، وأضطر للوقوف في طابور طويل لعدة ساعات، حتى أجلب الماء، ثم أذهب للتكية، وأقوم بنفس العمل لساعات في طوابير طويلة، حتى أحصل على طعام لعائلتي، وأولادي يقومون بما أقوم به حتى نستطيع تأمين الماء والطعام للعائلة، وكل يومين أو ثلاثة أذهب إلى منطقة بيت حانون لجلب الحطب، وقد تعرضت للموت أكثر من مرة، ولكني مضطر لذلك، وسوف أصمد هنا وأحاول البقاء مع عائلتي، بالرغم من النزوح المستمر، وقصف ومدارس الإيواء، فلا يوجد في القطاع مكان أمن”.

ولم تعد مدارس الإيواء التابعة للأونروا في غزة ملاذاً آمناً بالنسبة للآلاف من النازحين الذين فروا من بيوتهم بسبب سياسة القصف المتعمد ونسف المربعات السكنية، بل حولت إلى مقابر جماعية للضحايا من النازحين، الذين يسقطون بشكل متكرر، جراء القصف المباشر للفصول الدراسية التي تؤوي النساء والأطفال وكبار السن.

ويقول النازح محمد موسى لـ” سبوتنيك”: “نزحنا أكثر من مرة، واستهدفنا بالقذائف والصورايخ، ونقترب من سنة ونحن على هذه الحالة، لا طعام ولا ماء ولا دواء، وأمراض منتشرة، حياة صعبة للغاية، وفوق كل هذا قصف للمناطق التي يسمونها أمنة، لا يوجد أمان في مراكز الإيواء، ولا حتى في مكان أخر، إلى متى سيبقى هذا الحال، ومتى ستنتهي هذه الحرب”.

مدرسة التابعين قبل وبعد القصف الصهيوني

 وبحسب توثيق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإنَّ الجيش الصهيوني استهدف 177 مركز إيواء منذ بدء العدوان على غزة ، من بينها 157 مدرسة تابعة للأونروا وحكومية وخاصة مأهولة بالنازحين، ومنذ بداية الشهر الحالي، تم ارتكاب 8 مجازر في مدارس نزح إليها عشرات الآلاف من السكان، تركزت في مناطق مدينة غزة وأحيائها المختلفة، وسط مزاعم إسرائيلية متكررة بأنها بنية تحتية للمقاومة، وهو ما يتعارض مع الإحصائيات التي تؤكد أن أكثر من 90% من الضحايا من المدنيين.

ولا يزال جيش الاحتلال الصهيوني يشن عدوانه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر2023، وفي اليوم الـ 322 ارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان على القطاع، إلى 40,265 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة حوالي 93,144 آخرين.

اقرأ أيضا:50 شهيد في مجازر جديدة لجيش الاحتلال بقطاع غزة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى