الأسد:استئناف العلاقات بين إيران والسعودية مفاجأة رائعة وقطع العلاقات كمبدأ غير صحيح في السياسة
الأسد:استئناف العلاقات بين إيران والسعودية مفاجأة رائعة وقطع العلاقات كمبدأ غير صحيح في السياسة
الخميس16مارس2023 قال الرئيس السوري بشار الأسد إن سوريا منفتحة على التعاون الثنائي مع الدول العربية، كما أنها لا ترى العودة إلى جامعة الدول العربية غاية في ذاتها أو أكثر أهمية من العلاقات الثنائية.
وأوضح الأسد في مقابلة مع قناة “RT”، أن بلاده لم تعد ساحة صراع سعودي-إيراني مثلما كان الوضع خلال بعض المراحل، كما أن الرياض اتخذت منحى مختلفا في علاقتها مع دمشق منذ سنوات.
وأضاف الأسد في معرض جوابه عن سؤال حول العلاقات الثنائية مع الدول العربية وإمكانية لقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن “هذا موضوع آخر”.
وأوضح الأسد أن دمشق لا ترى أن التعاون الثنائي أقل أهمية من العودة إلى جامعة الدول العربية.
وتعليقا على استئناف العلاقات بين إيران والسعودية بوساطة صينية، قال الأسد إن ذلك تطور إيجابي، وهو مفاجأة رائعة.
وأوضح الأسد أن الحديث عن أن هناك علاقة سورية إيرانية يجب أن تنقطع، لم يعد يثار مع سوريا.
وأضاف أن هناك وفاء بين سوريا وإيران عمره أربعة عقود، وأن هذا الموضوع لم يعد مشكلة على الساحة العربية.
وأشار الأسد إلى أن التوافق السعودي الإيراني لا بد أن ينعكس إيجابا على المنطقة بشكل عام، ولا شك سيؤثر على سوريا.
وشدد الرئيس السوري على أن “السياسة السعودية اتخذت منحى مختلفا تجاه دمشق منذ سنوات، ولم تتدخل في شؤون سوريا الداخلية كما أنها لم تدعم أيا من الفصائل”.
وشدد الرئيس السوري بشار الأسد على أن “عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية ليست الهدف بحد ذاته، الهدف هو العمل العربي المشترك”.
وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع RT أجراها سرجون هدايه، ردا على سؤال عما إذا كانت سوريا ستشارك في القمة العربية التي ستعقد هذا العام إذا تلقت دعوة: “نحن لم نقطع يوما العلاقات مع أية دولة عربية. الدول العربية هي التي قطعت العلاقات مع سوريا ولا نعتقد أن قطع العلاقات كمبدأ أمر صحيح في السياسة، ومن الطبيعي أن نتواصل مع الجميع بما في ذلك مع الدول غير العربية التي قطعت علاقاتها مع سوريا”.
وأضاف الرئيس الأسد: “عضوية سوريا (في الجامعة العربية) مجمدة ولحضورها القمة يجب إلغاء التجميد والأمر يتطلب قمة عربية. العودة إلى الجامعة العربية ليست هدفا بحد ذاته، الهدف هو العمل العربي المشترك. الجامعة العربية نتيجة ظروفها ونظامها غير الواضح هي غالبا ساحة لتصفية الحسابات، لذا لا يجوز أن تعود سوريا و (جامعة الدول العربية) عنوان للانقسام فقط عندما تكون عنوانا للتوافق”.
فمازح الصحفي سرجون هدايه الرئيس الأسد قائلا: “ربما تمر آلاف السنوات قبل أن يتحد العرب” فرد الأسد قائلا: “إذا ننتظر آلاف السنين. هذا هو مبدأنا، لذلك قلت إن العودة بحد ذاتها ليست هدفا”.
وفيما يتعلق بالقصف الإسرائيلي للأراضي السورية، قال الأسد: “إسرائيل (تقوم بقصف الأراضي السورية) بشكل مستمر ولم تتوقف عن القيام بذلك وعملية خلط الأوراق في المنطقة تقوم بها إسرائيل من وقت إلى آخر. بدأت فيها في العام 2013 عندما تقدم الجيش السوري في مواجهة الإرهابيين، وبعدها قامت بالتعاون مع أمريكا بإطلاق داعش في 2014، وذلك على خلفية تقدم القوات السورية، الآن كلما كان هناك تقدم ضد الإرهابيين تقوم إسرائيل بضرب (سوريا) بتعاون مباشر مع الإرهابيين لذا فإن سياسة خلط الأوراق سياسة مستمرة نتوقعها بعد كل حدث إيجابي وهذا طبيعي لأن إسرائيل عدو من جانب وشبه دولة جبلت على الإرهاب”.
وأضاف الأسد أن “القصف يهدف لاستمرار إضعاف سوريا لا شيء آخر لا علاقة لإيران بذلك، لأن أغلب الأهداف التي تقصف أهداف سورية ولا علاقة لها بأي جهة إيرانية”.
اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن الدولار هو نقطة ضعف الولايات المتحدة، إذ مع انحسار العملة الأمريكية تفقد واشنطن مركزها المهين في العالم.
وردا على سؤال حول ما إذا كان العالم يتحول إلى عالم متعدد الأقطاب، أشار الأسد في مقابلة مع RT، إلى أن قيام الولايات المتحدة بمحاصرة شركات التكنولوجيا الصينية دلالة على أنها لا تنظر إلى نفسها على أنها القوة المطلقة.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن اللوبيات الأمريكية بدأت تخسر هيمنتها المطلقة على الأسواق والسياسة، مشددا على أن القطب الأخطر هو الاقتصادي ونقطة الضعف الأكبر لأمريكا هي الدولار.
وقال بهذا الصدد: “عندما نتحدث عن قطب واحد يجب أن نحدد ما هو هذا القطب، سياسي أم عسكري أم اقتصادي، أعتقد أن القطب الأخطر هو الاقتصادي ونقطة الضعف الأكبر لأمريكا هي الدولار، عندما يزاح الدولار عن قمة الهيمنة الاقتصادية عندها سيتغير التوازن الدولي وسيكون هناك عالم متعدد الأقطاب. أما إذا كان هناك عالم متعدد الأقطاب، سياسي وعسكري مع وجود دولار مهيمن سيبقى العالم ذو قطب واحد”.