استهداف مجمعات صناعية إيرانية و”نيوزويك” الأمريكية تؤكد:المحادثات النووية مع طهران ماتت
استهداف مجمعات صناعية إيرانية و”نيوزويك” الأمريكية تؤكد:المحادثات النووية مع طهران ماتت
الأحد29يناير2023 أعلنت وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية عن تعرّض احد مجمعات الصناعات الدفاعية التابعة للوزارة في اصفهان، مساء أمس السبت، لهجوم فاشل بأجسام طائرة صغيرة (مسيرّات) أصيب احدها من قبل الدفاع الجوي للمجمع فيما انفجر الاثنان الآخران بعد وقوعهما في فخاخ دفاعية حسبما أفادت وكالة ارنا الإيرانية.
وفي أعقاب الهجوم الذي استهدف أحد مجمعات الصناعات الدفاعية في أصفهان، قالت وزارة الدفاع في بيان أصدرته بهذا الصدد: هذا الهجوم الفاشل وقع مساء يوم السبت نحو الساعة 23:30 بالتوقيت المحلي (نحو 20:00 بتوقيت غرينتش) حيث تم بنجاح في ضوء التمهيدات والتدابير الدفاعية، إحباط هذا الهجوم الذي شن بأجسام طائرة صغيرة.
وأضاف البيان: ان هذا الهجوم الفاشل لم يسفر عن وقوع ضحايا ولحقت أضرار طفيفة بسقف المصنع والتي بفضل الله لم تتسبب في إحداث خلل في معدات ومهمات المجمع.
ولم تشير طهران إلى الجهة التي تبنت الهجوم ، بينما تتحدث مصادر ان الهجوم المسير هو من إسرائيل من الأراضي الإماراتية، غير أنه لم تؤكد ذلك أي جهة رسمية إيرانية أو إسرائيلية أو حتى إماراتية، ولم تتحدث طهران عن كيفية الرد.
وجاء هذا الهجوم بعد نشر مجلة “نيوزويك” الأميركية، مقال للكاتب دانيال ديبتريس، يناقش مسألة المفاوضات النووية الغربية مع إيران وتعثّرها، ويتحدث عن ضيق الخيارات الأميركية في هذا الإطار.
يناقش مقال في مجلة “نيوزويك” الأميركية، للكاتب المتخصص في الدفاع دانيال ديبتريس، وكاتب عمود مختص بالشؤون الخارجية في صحيفة “شيكاغو تريبيون”، مسألة المفاوضات النووية الغربية مع إيران وتعثّرها، ويتحدث عن ضيق الخيارات الأميركية في هذا الإطار.
ويبدأ المقال الذي نشرت شذرات منه الميادين بأنّ “الإيرانيين لا يبدون قلقين بشكل خاص من دخول المفاوضات في غيبوبة، إذ استعادت الحكومة الإيرانية بعض مبيعات النفط الخام، كما أفاد صندوق النقد الدولي أنّ صادرات النفط الإيراني قد تضاعفت منذ 2020”.
وأوضح المقال أنّ “الكثير من هذا النفط يذهب إلى الصين، الدولة التي تعارض محاولات واشنطن إقناع الدول الأخرى بالسير بحملة الضغط الأميركية ضد إيران، وبالتوازي، فإنّ العمل النووي الإيراني مستمرّ على قدم وساق”.
وقدّر أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية إجمالي مخزون طهران من اليورانيوم المخصب عند 3673.7 كيلوغرام، أي 12 مرة أكثر مما تسمح به خطة العمل الشاملة المشتركة.
ويقوم الإيرانيون الآن بالتخصيب بنسبة 60%، وهي خطوة تقنية قصيرة بعيداً عن الوقود المستخدم في صنع القنابل في منشأة “فوردو”.
وكان وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى شبكة المصانع الإيرانية ومواقع التخصيب ومنشآت تصنيع أجهزة الطرد المركزي محدوداً منذ أن أزال الإيرانيون بعض كاميراتهم، رداً على قرار الرقابة الأخير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشار المقال إلى أنّ “الولايات المتحدة لديها خيارات محدودة الآن، بعد أن تعثرت الدبلوماسية”، معتبراً أنّ “إدارة بايدن باتت تكرر، مثل الإدارات السابقة، تصريحاتها بأنها لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، ولا يتطلب الأمر الكثير من الخيال لفهم ما يعنيه البيت الأبيض هنا، بأنه سيقصف البنية التحتية النووية لإيران إذا لزم الأمر”.
لكنّ الكاتب يلفت إلى أنّ الواقع مختلف عن التصريحات، فـ”العمل العسكري محفوف بالمخاطر، إذ يوجد سبب وراء إحجام العديد من الإدارات الأميركية عن تنفيذ أو المساعدة في تنفيذ عملية ما ضد إيران.. فعندما يزن المرء الإيجابيات والسلبيات، يجد أنّ استخدام القوة لا يستحقّ كلّ هذا العناء الذي سينتج عنه”.
ويناقش الكاتب في أنّ “إيجابيات الحملة الجوية الافتراضية واضحة”، ورغم امتلاك الولايات المتحدة لقدرات تدميرية هائلة، إلا أن سلبيات الضربة العسكرية كبيرة”.
وأوضح مقال “نيوزويك” أنه “من المحتمل جداً أن تكون القيادة السياسية الإيرانية أكثر تصميماً على بناء قدرة نووية بعد الضربة أكثر مما هي عليه اليوم”، كاشفاً أنه “بحسب تقييم مجتمع الاستخبارات الأميركية في عام 2007، فإنّ طهران تسترشد لقراراتها بنهج التكلفة والعائد، بدلاً من الاندفاع نحو امتلاك سلاح (نووي) بغض النظر عن التكاليف السياسية والاقتصادية والعسكرية”.
منطق التكلفة والعائد والعقلانية الإيرانية
وفي الوقت الحالي، فإنّ “منطق التكلفة والعائد هو في صالح الابتعاد عن القنبلة (النووية)، لإنّ آخر ما يريده الإيرانيون هو الانتشار النووي في المنطقة، والمزيد من العزلة في علاقاتهم الخارجية، وخطر أن تدير الصين، أكبر مستهلك للطاقة، ظهرها للنفط الإيراني”، بحسب المقال.
ولكنّ “تحليل التكلفة والعائد، بالنسبة للإيرانيين، سيتغيّر بشكل ملحوظ في اليوم التالي لأي ضربة عسكرية أميركية مفترضة، لأنّ القيادة الإيرانية سيكون لديها الآن حافز لفعل كل ما في وسعها لحماية أمنها”.
كذلك، يشير المقال إلى أنّ “الردّ العسكري الإيراني الحتمي الذي قد يحدث بعد الضربة الأميركية المفترضة، سيأتي بنتائج عكسية بشكل مذهل على الولايات المتحدة، كما سيعطي دفعة شعبية للنظام ذاته الذي كانت واشنطن تأمل في إضعافه اليوم”.
وختم الكاتب لافتاً إلى أنّه “بخصوص احتمالات الردّ الإيراني على أي ضربة محتملة، فإنّ شبكة القواعد الأميركية في الشرق الأوسط تمنح طهران عدداً كبيراً من الخيارات”، مؤكداً أنّ “الدبلوماسية ميتة في الوقت الحالي، ويتعين على الولايات المتحدة وإيران أن تسألا نفسيهما ما إذا كان الوضع الحالي مستداماً”.
أقرأ أيضا:اغتصاب وقتل وإحراق وافدة فلبينية في جريمة بشعة تهز المجتمع