استشهاد الأسير الفلسطيني وليد دقة بعد أربعين سنة في الأسر
استشهاد الأسير الفلسطيني وليد دقة بعد أربعين سنة في الأسر
الأحد7أبريل2024_ حوالي أربعين عام وهو أسير ، راسخ كرسوخ الجبال على موقفه من قضية شعبه ، تعرض خلال الأربع العقود الماضية لشتى أنواع العذاب ، حتى لقي الله وهو أسيرا لدى قوات الاحتلال الصهيوني ، ليطوي بذلك قصة كفاح استمرت لأكثر من أربعة عقود، ولتستمر قضيته وقضية شعبة حية جيلا بعد جيل.
استُشهد الأسير وليد دقة، عن عمر ناهز 62 عاماً، داخل مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي، الأحد، ليتوج نضالاً دام نحو 4 عقود في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تعرّض فيها لسلسلة طويلة من الجرائم، ولاسيما الإهمال الطبي، بحسب ما أكد كلٌ من هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين ونادي الأسير الفلسطيني.
وأكدت عائلة الشهيد دقة، على لسان أخيه أسعد، أنّ سلطات الاحتلال لم تسلّمها جثمانه، موضحةً أنّ القرار بشأن ذلك هو عند وزير “الأمن القومي” في الحكومة الإسرائيلية، إيتمار بن غفير.
وكانت منظمة العفو الدولية، طالبت الاحتلال الإسرائيلي، السبت، بالإفراج عن الأسير الشهيد لـ”دواعٍ إنسانية”، مؤكدةً أنّه تعرّض للتعذيب والإهانة، والحرمان من زيارات العائلة، والإهمال الطبي، خصوصاً منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
والأسير الشهيد هو من قرية باقة المحتلة في منطقة المثلث، شمالي فلسطين المحتلة، وُلد في 18 تموز/يوليو 1961، وكان أحد أبرز أعلام الحركة الفلسطينية الأسيرة.
والتحق الشهيد دقة بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1983، وانضم إلى خلية عسكرية تابعة لها، ونفّذ مع رفاقه ضمن الخلية العسكرية سلسلةً من العمليات، بينها اختطاف الجندي الإسرائيلي ” موشي تمام” وقتله.
اعتُقل الشهيد دقة بعد عامين، وحُكم عليه بالإعدام في البداية، ثمّ بالسجن مدة 37 عاماً قضاها في السجون، ثمّ أضاف الاحتلال عليها حكماً بسنتين، بسبب اتهام الأسير الشهيد بإدخال الهواتف للأسرى، كي يساعدهم في الاتصال بعائلاتهم.
والأسير الشهيد هو أحد “رموز الأسرى وأيقوناتهم وعمدائهم”، إذ قضى هذه السنوات الطويلة في السجون الإسرائيلية، كما أنّه قاد العديد من نضالات الأسرى ضدّ مصلحة سجون الاحتلال.
كذلك، كان ضمن 23 أسيراً رفض الاحتلال الإفراج عنهم في كل صفقات التبادل، وتراجع الاحتلال عن وضعه في قائمة المحررين من الأسرى القدامى، عامي 2013 – 2014.
وعلى الرغم من ظروف الاعتقال، أصرّ الأسير الشهيد على مواصلة الدراسة، حيث حاز على الماجستير في العلوم السياسية، وتحديداً بالدراسات الإقليمية من جامعة القدس.
ويُعدّ من أبرز مفكّري الحركة الأسيرة، حيث كتب العديد من المقالات والكتب منها “يوميات المقاومة في جنين”، “الزمن الموازي”، “صهر الوعي” و”حكاية سرّ الزيت”، وهي رواية لليافعين، إضافةً إلى حكاية “سر السيف” في عام 2022.
إلى جانب ذلك، لم يمنع السجن الإسرائيلي الأسير الشهيد من أن يُرزق بطفلته ميلاد، في 3 شباط/فبراير 2020، التي لطالما حضرت في الفعاليات التي تُقام دعماً لأبيها المناضل، عبر تهريبه نطفةً إلى زوجته سناء.
وفي عام 2015، أُعلن عن إصابته بسرطان الدم، وفي عام 2022، تم تشخيص إصابته بمرض التليف النقوي، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، ويحتاج إلى زراعة نخاع في ظروف مناسبة. وفي نيسان/أبريل من العام الماضي، خضع لعملية جراحية لاستئصال جزء من الرئة اليمنى.
اقرأ أيضا:القوات اليمنية تنفذ خمس عمليات في البحر ضد سفن صهيونية وأمريكية وبريطانية