كتابات فكرية

نشر الدمار .. سياسة الإدارة الأمريكية

نشر الدمار .. سياسة الإدارة الأمريكية

بقلم: الدكتور عبدالرحمن المؤلف

الأحد22يونيو2025_  في مشهد يعكس الارتباك الإستراتيجي داخل البيت الأبيض، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية مليئة بالتناقضات، حد التنافر. ففي الوقت الذي أعلن فيه “نجاحًا عسكريًا رائعًا”، و”القضاء الكامل على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان”، عاد ليكرر أن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد”، داعيًا إيران إلى “صنع السلام”.

فكيف يستقيم الحديث عن “السلام” مع التهديد المتكرر بـ”ضربات أكبر بكثير”؟

وكيف يُروّج لفكرة “الردع” بينما يتم استهداف أهم أصول السيادة الإيرانية دون إعلان حرب رسمي، وبلا تفويض من الكونغرس؟

ثم، إذا كانت المنشآت “قد دُمّرت بالكامل”، فلماذا يكرر ترامب أن هناك “أهدافًا أخرى كثيرة تنتظر القصف”؟

هذه المفارقات تكشف عن خلل في سردية القرار الأمريكي: فالإدارة تلوّح بالسلام بينما تسير بخطى متسارعة نحو الحرب، وتحاول تصدير صورة المنتصر في الوقت الذي تتهيّب فيه من الرد الإيراني المقبل، وتستبق تداعياته بتجييش سياسي وإعلامي داخلي.

ترامب الذي قال يومًا إن “الغموض جزء من القوة”، يبدو اليوم أسيرًا لتناقضاته، لا قائدًا لمعادلة حسم واضحة.

وما بين “صنع السلام” و”قصف فوردو”… يبدو أن الإدارة الأمريكية لا تزال تكتب فصول الحرب بقلم الارتجال.

 اقرأ أيضا:رغم العدوان الأمريكي رشقات صاروخية إيرانية مؤلمة على مستوطنات العدو الإسرائيلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى