لماذا نحتفل بجمعة رجب؟
لماذا نحتفل بجمعة رجب؟
لماذا نحتفل بجمعة رجب؟
*عبدالرحمن مطهر
الخميس11يناير2024_ يٌحيي اليمنيون الجمعة الأولى من رجب الحرام، باعتبارها ذكرى دخولهم في دين الله أفواجاً، ولما تمثله هذه الذكرى الغالية على قلب كل يمني من أهمية في تعزيز الارتباط بهويته الإيمانية، ودور هذا الشعب العظيم في حمل راية الإسلام والعقيدة ونشرها إلى أرجاء المعمورة.
يقول تعالى:” بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً”
ويقول الكثير من مشايخ الدين أن هذه الآيات الكريمة نزلت في أهل اليمن الأرق قلوب :” قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أتاكم أهل اليمن، هم ألين قلوباً، وأرق أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفقه يمان)
لذلك أعتبر أهل اليمن الجمعة الأولى من شهر رجب من كل عام هجري عيداً دينياً يعبّرون فيه عن حمدهم لله تعالى على نعمة الإسلام بمظاهر من الابتهاج وإحيائها باحتفالات وابتهالات وموشحات دينية وإنشادية.
بل كانت تعتبر أول جمعة من رجب مفتاح الأعياد الدينية للشعب اليمني حيث يأتي بعده أعياد المسلمين كافة عيد الفطر المبارك ومن ثم عيد الأضحى المبارك،لذلك كان لليمنيين ثلاثة أعياد مباركة يفتتحها عيد جمعة رجب، قبل أن تجرمه الوهابية وتعتبره بدعه، وتريد من الشعب اليمني أن يحذو حذوها في الاحتفال بمسابقات الكلاب وغيرها من المناسبات والاحتفالات المسخة والدخيلة على مجتمعاتنا وشعوبنا العربية والإسلامية.
كما تشكل “جمعة رجب” بالنسبة لليمنيين، حدثاً مهماً لتجديد العهد والولاء والارتباط بالإسلام وتعزيز القيم والمبادئ واستحضار الفضائل التي اعتاد أهل اليمن منذ القدم على إحياءها بزيارة الأهل والأقارب وصلة الأرحام والتوسع على الأهل بالذبائح ولبس الثياب الجديدة، إذا توفرت الإمكانيات.
ويأتي عيد جمعة رجب هذا العام وأمتنا العربية والإسلامية تعيش أسوء مراحلها ، من خلال الخضوع والتخاذل على ما يقترفه جيش الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي من عمليات إجرامية وإبادة جماعية بحق أشقائنا من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
غزة التي تدافع عن شرف وكرامة كل أبناء الشعوب العربية والإسلامية أمام الاستكبار الصهيوأمريكي الغربي، وسط تخاذل الدول العربية والإسلامية ووحدها جنوب افريقيا التي تربطها بالشعب الفلسطيني فقط رباط الإنسانية ، هي من رفعت دعوى ضد الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية بلاهاي .
وكعادته كل جمعة منذ حوالي مائة يوم ، سيحتفل الشعب اليمني هذا العام بعيد جمعة رجب في مختلف الميادين والساحات العامة وخاصة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء ، دعما وإسنادا للشعب الفلسطيني العزيز ، كما هي عادته في الخروج المشرف في المظاهرات والمسيرات دعما للأشقاء في قطاعه غزة.
مناسبة خاصة:
ويجد اليمنيون في جمعة رجب مناسبة خاصة بخلاف عيدي الفطر والأضحى اللذين يمثلان عيدين لكافة المسلمين، بينما عيد جمعة رجب عيدا خاصا بأهل اليمن، يُحتفى به في مناطق متعددة من البلاد أبرزها في المساجد والمقايل والصالات وتنظيم الندوات والمحاضرات في المساجد، خاصة في الجامع الكبير بصنعاء الذي له خصوصية كبيرة لدى الشعب اليمني.
ويتم خلال هذا اليوم المبارك زيارة الأرحام ،وتوزيع الحلوات وتقام الولائم ، ويفرح الأطفال ويتم إعطائهم المال لشراء اللعب الخاصة بهم.
وتُعد العاصمة صنعاء ومنطقة الجند بمحافظة تعز،من أكثر المناطق اليمنية احتفاءً بعيد جمعة رجب لمكانتهما الدينية والتاريخية المرتبطة بدخول الإسلام اليمن ووصول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مبعوث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى صنعاء والصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، إلى منطقة الجند.
وتجري الاستعدادات لإحياء جمعة رجب، حيث يتوافد الآلاف من كافة أنحاء اليمن إلى الجامع الكبير بصنعاء وإلى جامع الجند التاريخي للاستماع إلى الخطب والأناشيد والمدائح النبوية، وحلقات الذكر التي تقام بهذه الذكرى العطرة ومعايشة أجواء وتاريخ الإسلام في اليمن.