لماذا قررت إدارة الرئيس الأمريكي إعفاء الهواتف الذكية من الرسوم الجمركية الانتقامية؟

لماذا قررت إدارة الرئيس الأمريكي إعفاء الهواتف الذكية من الرسوم الجمركية الانتقامية؟
السبت12أبريل2025_ بعد فرضها للرسوم الجمركية الانتقامية خاصة على الصين،قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا إعفاء الهواتف الذكية والحواسيب والأجهزة الإلكترونية الأخرى من الرسوم الجمركية “الانتقامية” التي فرضتها مؤخرًا، في خطوة من شأنها تخفيف الضغط عن شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “أبل” و”سامسونغ” بحسب ما أفادت به وكالة بلومبيرغ.
وذكرت الوكالة الأميركية أن الإعفاءات التي أعلنت عنها دوائر الجمارك وحماية الحدود الأميركية -في وقت متأخر من مساء الجمعة- تشمل مجموعة من المنتجات الإلكترونية التي لا تُصنّع بالولايات المتحدة، أبرزها الهواتف المحمولة، والحواسيب المحمولة، ومحركات الأقراص الصلبة، والمعالجات، وشرائح الذاكرة.
وأضافت بلومبيرغ أن هذه المنتجات كانت خاضعة في السابق للرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين بنسبة 125%، بالإضافة إلى تعريفة أساسية بنسبة 10% على معظم الدول الأخرى.
كما أشارت بلومبيرغ إلى أن الإعفاءات تشمل أيضًا المعدات المُستخدمة في تصنيع أشباه الموصلات، الأمر الذي اعتبرته مهمًا بالنسبة لشركة “تايوان لصناعة أشباه الموصلات” “تي إس إم سي” (TSMC) وغيرها من الشركات التي أعلنت عن استثمارات ضخمة داخل الولايات المتحدة.
في السياق ذاته، قالت مذكرة لدوائر الجمارك الأميركية -نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية- أن هذه الإعفاءات تخص بالدرجة الأولى المنتجات الإلكترونية المستوردة من الصين، رغم فرض إدارة ترامب في وقت سابق رسوما جمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية.
وأضافت الوكالة الفرنسية أن الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات كانت أصلاً معفاة من الرسم الإضافي البالغ 10%، والذي كانت تسري عليه السياسة التجارية الجديدة مع أغلب الشركاء التجاريين لواشنطن.
وبحسب بلومبيرغ، فإن هذه الخطوة تُظهر محاولة واضحة من الإدارة الأميركية لتقليص الأثر السلبي للتعريفات الجمركية على سوق الإلكترونيات الاستهلاكية، خصوصًا في ظل صعوبة نقل خطوط إنتاج تلك السلع إلى داخل الولايات المتحدة، وهي عملية قد تستغرق عدة سنوات.
وتقول مصادر بان الولايات المتحدة أعفت الهواتف الذكية من الرسوم الجمركية لأسباب اقتصادية وإستراتيجية متعددة، وأبرزها حماية المستهلك الأميركي، لأن فرض رسوم على الهواتف الذكية يعني رفع أسعارها داخل السوق الأمريكي، ما يُثقل كاهل المستهلك. ونظرًا لأن الهواتف أصبحت سلعة أساسية، فإن إعفاءها يخفف من آثار التضخم ويحافظ على القوة الشرائية، كذلك لتخفيف الاعتماد الكبير على الخارج، فمعظم الهواتف الذكية تُصنّع أو تُجمّع في دول مثل الصين أو فيتنام، وبالتالي فرض رسوم على تلك المنتجات سيؤثر بشكل مباشر على الشركات الأميركية مثل آبل (Apple) التي تعتمد على مصانع خارجية، ما يؤدي إلى تعطيل سلاسل الإمداد ورفع التكاليف.
ويرى خبراء أن سياسة رفع التعرفات اتل جمركية التي أقرتها إدارة ترامب خاصة على المنتجات الصينية الواردة للولايات المتحدة الأمريكية نهف إلى سحب الشركات الصينية المصنعة من داخل الصين إلى الولايات المتحدة ، خاصة أن الميزان التجاري بين بكين وواشنطن لصالح بكين وبفارق كبير.