كأس العرب: جولة أولى مشتعلة – مفاجآت – أهداف – ورسائل تتجاوز المستطيل الأخضر

كأس العرب: جولة أولى مشتعلة – مفاجآت – أهداف – ورسائل تتجاوز المستطيل الأخضر
الخميس 4 ديسمبر 2025- تقرير صوت الشورى
يوم الاحد الماضي في الأول من شهر ديسمبر الجاري بدأت بطولة كأس العرب لكرة القدم في نسختها الحادية عشرة لتؤكد أن الرياضة ليست مجرد منافسة على المستطيل الأخضر، بل فضاء جامع للهوية العربية والتاريخ العربي العريق، ومنصة للتعبير عن المقاومة والصمود.
الجولة الأولى من البطولة التي تحتضنها العاصمة القطر الدوحة على ملاعب المونديال حملت رسائل رياضية وسياسية وثقافية، وأظهرت أن كرة القدم قادرة على أن تكون مرآة للواقع العربي بكل تعقيداته.
فلسطين: المفاجأة التي تحولت إلى رسالة
أكبر حدث في الجولة الأولى كان بلا شك فوز الفدائي المنتخب الفلسطيني الأكثر من راااائع على قطر المنتخب الأكثر جاهزية وتحضير وذلك بهدف نظيف في افتتاح البطولة. هذا الانتصار لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل لحظة رمزية جسدت معنى المقاومة عبر الرياضة.
فلسطين دخلت البطولة كأحد المنتخبات الأقل ترشيحاً، لكنها خرجت من الجولة الأولى كعنوان بارز للبطولة، لتؤكد أن كرة القدم يمكن أن تكون ساحة للتعبير عن الهوية والكرامة.
كمتا لم تكن فلسطين هي المفاجئة الوحيدة بل هناك المنتخب السوري الذي قدم مباراة كبيرة جدا، وذلك بفوزه المثير على المنتخب التونسي العريق واحد أبرز المنتخبات المرشحة لإحراز البطولة.
المغرب والسعودية والعراق: المرشحون البارزون
المغرب: بانتصاره الكبير على جزر القمر بثلاثة أهداف مقابل هدف، أظهر المنتخب المغربي قوة هجومية وتنظيماً جماعياً يجعله في مقدمة المرشحين. أسماء مثل يوسف النصيري وأيوب الكعبي وسفيان رحيمي أثبتت أن المغرب يمتلك خط هجوم قادر على صناعة الفارق، كما أن فوز المغرب تأتي كنتيجة طبيعية مع ان منتخب جزر القمر لم يكن بالصيد السهل.
السعودية أيضا فوزها على عمان بهدفين مقابل هدف أكد خبرتها وقدرتها على الحسم في المباريات الصعبة، رغم ان مدرب المنتخب الأحمر العماني أكد من خلال رفعه للصور في المؤمر الصحفي عقب المباراة أكد ان منتخبه تعرض لظلم كبير، غير ان خبرة الدوسري وفراس البريكان قادا الأخضر بثقة، ليضعاه في دائرة الترشيحات لنيل البطولة.
العراق كذلك فاز منتخب البحرين بهدفين مقابل هدف، وفي هذه المباراة المثيرة أظهر أسود الرافدين شخصية تنافسية واضحة، مع توازن بين الدفاع والهجوم، ما يعزز فرصه في الذهاب بعيداً ما يؤكد ان المنتخب ممكن أن يذهب بعيدا في هذه البطولة.

وفي مباراة المنتخب الأردني مع الإمارات استطاع نشامى الأردن الفوز على الأبيض الاماراتي بهدفين مقابل هدف منح النشامى دفعة معنوية كبيرة، وأظهر أن المنتخب قادر على أن يكون رقماً صعباً في هذه البطولة.
كما كانت مباراة منتخب مصر والكويت، احدى مفاجئات البطولة ، وذلك للمستوى المهزوز للمنتخب المصري والذي خرج بالتعادل مع الكويت بهدف لكل فريق لم يكن النتيجة التي ينتظرها جمهور الفراعنة، لكنه أبقى على آمال المنافسة. مصطفى محمد سجل هدفاً مهماً، لكن الأداء يحتاج إلى تطوير.
الجزائر كذلك قدم مباراة متوسطة المستوى أمام السودان وخرج بنتيجة التعادل السلبي ، حيث أظهر منتخب السودان صلابة دفاعية، لكنه لم يعكس طموحات بطل العرب السابق الجزائري ، الذي يحتاج إلى رد فعل هجومي أقوى في الجولات المقبلة.
أجمالا أغلب المباريات انتهت بفارق هدف واحد، ما يعكس تقارب المستويات الفنية وارتفاع الحذر التكتيكي، كما غاب التفوق الفردي في قائمة الهدافين (جميعهم سجلوا هدفاً واحداً فقط) ما يعكس الطابع الجماعي للبطولة، ويؤكد أن الحسم سيكون عبر الأداء الجماعي لا النجوم الفرديين.
فالجولة الأولى من كأس العرب قطر 2025 أكدت أن البطولة ليست مجرد منافسة رياضية، بل حدث جامع تتقاطع فيه الرياضة مع السياسة والثقافة والهوية. المغرب والسعودية والعراق يبدون الأكثر جاهزية للذهاب بعيداً، لكن المفاجآت التي صنعتها فلسطين والأردن وسوريا قد تغيّر ملامح البطولة في أي لحظة.
إنها بطولة تُكتب على أرض قطر، لكنها تُقرأ في كل بيت عربي، حيث تتحول كرة القدم إلى لغة مشتركة للكرامة والانتماء والمقاومة.
