قيادات التجمع اليمني للإصلاح في بريطانيا.. تحولات استراتيجية جراء الفشل في جنوب اليمن

قيادات التجمع اليمني للإصلاح في بريطانيا.. تحولات استراتيجية جراء الفشل في جنوب اليمن
الاحد 21 ديسمبر 2025- صوت الشورى خاص
تشهد الساحة السياسية اليمنية، ولا سيما في دائرة النشاط الخارجي، تحولات ملحوظة تثير تساؤلات حول الاستراتيجيات المستقبلية لتنظيم الاخوان المسلمين في اليمن.
في هذا الإطار، يبرز وصول عدد من قيادات بالتجمع اليمني للإصلاح ذي الصلة التقليدية بالتنظيم الى بريطانيا حيث تثير تحركات هؤلاء القادة ومشاريعهم نقاشاً حول إمكانية العودة إلى “الحاضنة الأولى”، وهي بريطانيا، التي كانت تاريخياً ملاذاً ونقطة انطلاق للعديد من النشاطات والترتيبات المشبوهة.
الملاحظ أن هذه القيادات تبذل جهداً ظاهراً في عقد لقاءات علنية مع مسؤولين بريطانيين، يتم تصويرها على أنها جزء من عمل دبلوماسي أو سياسي معتاد. إلا أن ثمة تحليلات ترى أن هذه اللقاءات ربما تكون مجرد واجهة لسيناريو جديد ومحتمل، يجري التحضير له بعيداً عن الأضواء.
هذا السيناريو يفترض إعادة هيكلة الاستراتيجيات وتحديد الأولويات في المرحلة المقبلة، خاصة في أعقاب ما يُنظر إليه على أنه فشل ذريع في جنوب اليمن
فقد شهدت السيطرة أو النفوذ الذي كانت تمارسه قوى مقربة من الإصلاح في مناطق الجنوب تراجعاً كبيراً، بل وانحساراً لصالح قوى أخرى. واللافت أن هذا الترافق الزمني مع صعود الدور الإماراتي المكثف في الجنوب، عسكرياً وأمنياً وسياسياً، يطرح فرضية قوية مفادها أن الجنوب اليمني، بمعنى ما، قد تم تسليمه للراعية الجديدة، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة واستخباراتها، التي أدارت عملية إعادة رسم الخريطة القبلية والسلطوية هناك بفعالية كبيرة.
في هذا السياق، تبدو الجهود البريطانية المعلنة للقيادات الإصلاحية وكأنها تحاول تعويض الخسارة الجغرافية والسياسية في الميدان اليمني، بالبحث عن دور مركزي جديد من خلال البوابة الدولية والدبلوماسية. لكن الطبيعة المحتملة لهذا الدور تبقى محل شك. هل هي محاولة لإعادة تشكيل أداة ضغط سياسية من الخارج؟ أم هي عملية لإعادة تموضع التنظيم عالمياً باستخدام البريطانيين كشريك ظاهري؟ أم أن البريطانيين أنفسهم، ولأسباب تتعلق بسياستهم في المنطقة، يرون في هذه القوى طرفاً يمكن التعاون معه في ملفات مستقبلية، ربما لموازنة نفوذ أطراف أخرى؟
بالتالي، فإن المشهد يشير إلى احتمال أن تكون بريطانيا مرة أخرى مسرحاً لـ “إعادة التجميع” و”إعادة التخطيط الاستراتيجي” لقوى إصلاحية/إخوانية، بعد أن فقدت الكثير من رصيدها الميداني. وأن اللقاءات الرسمية مع المسؤولين البريطانيين قد تكون إحدى أدوات شرعنة هذا التموضع الجديد، وربما بحثاً عن غطاء دولي، بينما الجوهر الحقيقي هو إدارة أزمة الفشل في الجنوب والاستعداد لمرحلة ما بعد العدوان على اليمن، حيث سيكون للدول الإقليمية مثل الإمارات والسعودية، والدولية مثل بريطانيا، الكلمة الأقوى في تحديد معالم اللعبة السياسية القادمة وأطرافها المسموح لهم بالحضور.
