كتابات فكرية

عائشة المزيجي تعود لصوت الشورى بعد انقطاع بنص بديع بعنوان “عافية مؤجلة”

 عائشة المزيجي تعود لصوت الشورى بعد انقطاع بنص بديع بعنوان “عافية مؤجلة”

 الأربعاء 10 ديسمبر 2025-

 بعد انقطاع ليس قصير عادت الكاتبة الدكتورة عائشة عبد الله المزيجي، أستاذ النقد الحديث المساعد بجامعة ذمار للكتابة في صوت الشورى، وذلك عبر نص مدهش عنونته “بعافية مؤجلة”.

في نصها الأخير “عافية مؤجلة”، تفتح الكاتبة عائشة عبد الله المزيجي نافذة واسعة على ذاكرة التعليم واللغة، حيث تتحول الطباشير من مجرد أداة مدرسية إلى رمز ثقافي عميق.

الطباشير كما عرفناها في مدارسنا ليست ذلك المسحوق الأبيض الذي يتناثر على السبورة الخشبية، المعلقة على جدار الصف الدراسي.

بل نفحة صدق وبركة، هذه الطباشير الجصية شاهدة على زمن الإخلاص في العمل، وعلى تفاني المعلم ليخرج جيلا مسلحا بالعلم والثقافة وقبل كل ذلك بالأخلاق الحميدة، شاهدة على اللغة العربية التي كانت ولا تزال حاضرة في المدارس والبيوت والفضاءات العامة، ولو انها تراجعت عما كانت عليه.

عافية مؤجلة – نص بديع يفيض بالحنين لكنه لا يكتفي به؛ إنه نقد ثقافي للواقع اللغوي، حيث تراجعت نسبيا لغتنا العربية على ألسنة أبنائها، وضاعت المعاني، وغابت القدرة على صياغة جملة سليمة حتى لدى بعض المتخرجين. الطباشير في النص تقف مذهولة أمام هذا الانهيار، لكنها لا تغار من التقنية الحديثة، بل تستنكر غربة اللغة في زمن الشاشات والمداد الملون.

من خلال هذا النص، تتبدى شخصية الكاتبة كناقدة مثقفة، تحمل حسًا إصلاحيًا ووجدانيًا، ترى اللغة العربية هوية وكرامة، وتعتبر فقدانها مرضًا يحتاج إلى علاج. هي شخصية تجمع بين الحنين والوعي النقدي، بين العاطفة والالتزام، وتكتب بلغة شاعرية تجعل من التفاصيل الصغيرة رموزًا كبرى، كيف لا وهي أستاذة النقد بجامعة مرموقة كجامعة ذمار.

“عافية مؤجلة” بهذا المعنى ليس مجرد نص أدبي، بل رسالة مفتوحة إلى القارئ: أن العافية اللغوية ممكنة، لكنها تنتظر من يوقظها ويعيدها إلى واقعنا الثقافي والاجتماعي. النص يذكّرنا أن اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي روح الأمة، وأن فقدانها يعني فقدان جزء من الذات.

كما يذكرنا هذا النص البديع بكاتبه وأديبة كبيرة انقطعت عنا لأسبابها الخاصة بعد ان عودتنا على هكذا نصوص تعالج الكثير من واقعنا.

نرحب مجدد بالدكتورة القديرة عائشة عبدالله المزيجي أستاذ النقد بجامعة ذمار وتـأمل منها مواصلة كتابة هكذا نصوص يشتاق إليها القارئ اليوم، كما نرحب من خلال هذه الاسطر بكل الكتاب والأدباء والصحفيين لنشر انتاجاتهم في صوت الشورى..

اقرأ أيضا: عافية مؤجلة

الصورة تعبيرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى