اخبار محلية

طارق وعيدروس .. من المرتزق المفضل لدى الإمارات

طارق وعيدروس .. من المرتزق المفضل لدى الإمارات

الاثنين 22 ديسمبر 2025- خاص صوت الشورى

تحت سقف السماء نفسها التي شهدت ثورة شعبٍ رفض الخنوع، تدور الآن مسرحيةٌ مزرية. مسرحية لا تخص أبناء اليمن الذين عانوا الويلات بحثاً عن كرامتهم، بل تخص شخصيتين تسابقان الزمن ليكشف كل منهما عن مدى تفريطه في تلك الكرامة التي دفع الآلاف دماءهم ثمناً لها.

الوجهان معروفان: طارق محمد عبدالله صالح، و عيدروس الزبيدي. لكن الشخصيتين اللتين يقدمانها الآن على المسجد المهترئ ليستا من صنع الماضي الثوري، بل هما نتاج حاضر مهين. حاضِر يُقاس بقدرة كل منهما على الانبطاح، ليس لأجل شعب، ولا لأجل وطن، بل لأجل رضا سيدٍ إقليمي. إنها لعبة خطيرة، لكن قواعدها بسيطة وسوقية: من يقدم الولاء الأكثر تهجماً؟ من يرفع لواء التبعية أكثر؟ من يصوغ خطاب العبودية بأسلوب أكثر خضوعاً؟ ومن يتحول إلى مرتزقٍ أكثر فعالية في خدمة أجندات لا تمتّ لهذه الأرض بصلة؟

يقف المتفرجون من أبناء اليمن مذهولين، لا من فظاعة المشهد فحسب، بل من سرعة التحول. كيف لهم ان يكونوا أدواتٍ في يد من ساهموا في تمزيق الوطن؟ يتسابق الرجلان في تقديم قرابين الولاء، كلٌ يخشى أن يسبقه الآخر في حظوة السيد، وكأن الحكم الذي يسعون إليه ليس حكماً على جغرافيا، بل على قطعة أرض محترقة يعاد بناؤها على مقاس المصالح الخارجية.

لكن وراء هذه المسرحية الكوميدية-التراجيدية، يكمن شبحٌ أكثر إثارة للرعب. إنه السؤال الذي يلفه الصمت الرسمي ويتناقسه الهمس في البيوت اليمنية: من منهما سيتولى المهمة الأكثر ظلامية؟ من سيكون الأداة المفضلة، الخادم الأمثل، لتنفيذ أجندة لا تقف عند حدود الدور الإماراتي، بل تتعداها إلى تنفيذ مخططات أبعد وأخطر؟

التكهنات تذهب إلى أن الجائزة الكبرى في هذا التسابق المهين ليست مجرد رضا أبوظبي، بل هي التكليف بملفٍ مصيري. ملفٌّ يُختزل في كونه بوابة العبور لمشروع استعماري جديد، مشروعٌ تستخدم فيه الخلافات المحلية والصراعات بالوكالة كجسر لتمرير وجود واستراتيجيات لا تخدم إلا الكيان الصهيوني وأطماعه في البحر الأحمر والمياه الإقليمية اليمنية. المصيبة الكبرى ليست في وجود تابع، بل في وجود تابعٍ سيكون يده الطولى ونافذته المباشرة، مجهزاً بقوة محلية وغطاء إقليمي، لتمهيد الطريق أمام تدخلات ونفوذ يهدد سيادة اليمن ومستقبله لأجيال قادمة.

الضحكة المُرّة تكمن في أن هذا التسابق لا يُدار على أرض المعركة، بل في دهاليز السياسة المالية والقروض المشروطة والزيارات المتلاحقة. الشعب اليمني، الذي كتب بأحرف من ذهب ودماً صفحات من الكبرياء، يجلس اليوم على كرسي المتفرج المُكره، يشاهد تمثيلية العبودية الطوعية لشخصيات تدّعي تمثيله. إنه مشهد لا يخلو من العار، ولكن العار الحقيقي يقع على من صنع هذه القاعة وزودها بالإضاءة، ومن يدفع ثمن التذاكر من مقدرات شعب أعزل.

السردية هنا لا تحتاج إلى عناوين فرعية، فالعنوان الرئيسي كتبه اليمنيون بقلوبهم قبل أقلامهم: “خيانة”. والخيانة التي تبدأ بالانبطاح لسيد إقليمي، قد لا تنتهي إلا بتسليم المفاتيح لسيد عالمي جديد، تحت شعارات مُغْرِرة ووعود كاذبة. والطريق من التبعية إلى الخيانة العظمى، قد لا يكون طويلاً في زمنٍ انهارت فيه كل الخطوط الحمراء.

اقرأ أيضا: الامارات.. ناطق الصهاينة الرسمي في المنطقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى