شكل الدولة بين الإسلام والسياسة

شكل الدولة بين الإسلام والسياسة

- احمد سليم الوزير
الأثنين7أبريل2025-
لقد جاء خير المرسلين بالرسالة الخاتمة، وجاء القران ليحدد الملامح الرئيسية للسياسة في هذا الدين .
لقد جاء القران وأوضح لنا سنن الله في الكون و كيف أن عز المسلمين لن يكون إلا بالتمسك به .
لكل من يؤمن بالإسلام كدين هذه الأمور من البديهيات، لكن مهلا إسلام من ؟ هل الشيعة أم السنة ، أو أي طائفة من طوائفهم العديدة؟
كيف شكل الدولة في الإسلام و ما هو هدفها؟
من يقرأ القران يدرك أن هدف الدولة في الإسلام هو إقامة العدل (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْـمِيزَانَ ) لم يبحث الإسلام عن بناء دولة الرفاهة الاجتماعية كما هو الحال في العقيدة الرأس مالية أو بناء مجتمع متساوي ماليا كما هو الحال في العقيدة الماركسية، لقد جاء الإسلام من اجل إقامة العدل.
يبين لنا القرآن الكريم أيضا من هم الأعداء و كيفية اختيار الحلفاء ( إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِـمُونَ )
لم يأتي القران ليحدد شكل الدولة ونوع الحكم فيها لم يأتي ليقول يجب أن يكون نظام الحكم ملكي أو جمهوري ، ولكنه حث على أن يكون نظام الحكم جماعي شوروي ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ )
لقد جاء القرآن بالقليل من الأحكام التي تأتي في سياق إقامة العدل كحد الزنا و حد السارق و حد القاتل وكذلك تقسيم المواريث وبعض أحكام الزواج و الطلاق وكذلك الزكاة والجزية ومنع الربا وغيرها ، ولكنه ترك الحكم في باقي المعاملات للعرف أو للقانون الوضعي البشري (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )
إذن هل يمكن أن تقام دولة علمانية إسلامية، لقد أثار الفلاسفة المسلمين هذا التساؤل، هل يمكن أن تقام دولة تحترم أفكار سكانها تحت غطاء إسلامي عام ؟
لقد جاء الإسلام للحفاظ على المجتمع لا الدولة فالدول تتغير و تتبدل وهذه من سنن الله ولكن الإسلام ثابت لم يتغير، إذا درسنا التاريخ الإسلامي سنجد الكثير من الفتن الذي راح ضحيتها الآلاف فقط بسبب التفسيرات المختلفة فمثلا فتنة هل القرآن مخلوق أو فتنة المطرفية في اليمن وغيرها الكثير جدا.
نجد أن الدين عندما يسيطر على الدولة فانه يتقمص مذهب معين ويبدأ بالتضييق على المخالفين له، ولكن عندما نشاهد بدايات الدولة الإسلامية بعد وفاة الرسول نجد أن الخلفاء الأربعة لم يلتزموا بمذهب واحد، بل أن سياساتهم تغيرت و تطورت ، فقبل بيعة عثمان بن عفان سئل الإمام علي هل ستسير على كتاب الله وسنة رسوله و سنة الشيخين فأجاب باني سأسير على كتاب الله وسنة رسوله ولم يوافق على أن يسير بسنة الشيخين،
بمعنى آخر لقد جعل ما ذهب إليه الشيخين اجتهاد شخصي لهما يجوز للحاكم أن يخالفه بما يضمن مصلحة الدولة.
فكيف نأتي اليوم ونقول بأننا نريد تطبيق مذهب معين،وهو اجتهاد لشخص في زمن ماضي.
هل تتعارض الدولة العلمانية مع الدين ، الحقيقة أن فكرة العلمانية تعني بان الدولة لا دين لها، أي هي كيان مؤسسي تقوم بالعمل الإداري لإدارة المجتمع بتجرد تام عن الأفكار وبمعزل عن الدين.
للعلمانية الكثير من المآخذ، فمثلا العلمانية تساوي جميع الأفكار أمام القانون ،فإذا أخذناها بشكلها المتطرف سوف نساوي بين المسلمين مثلا وعبدت الشيطان أمام القانون وهذا أمر مرفوض في مجتمعاتنا ،أيضا سوف نفتح باب للاختراق الفكري والثقافي فتستطيع الدول المختلفة بالقليل من المال خلق أو إدخال أفكار جديدة أو نشر ثقافات شاذة عن المجتمع.
في المقابل قد نستطيع خلق نظام يدمج بين المبادئ الإسلامية وتشريعاته الرئيسية داخل نظام علماني يضمن للجميع نفس الحقوق والحريات أمام القانون .
اقرأ أيضا:المدعو علي هاشم علي هاشم وشتمه للصحابة
