خارطة التواجد الأمريكي -البريطاني في اليمن وأسباب ذلك
خارطة التواجد الأمريكي -البريطاني في اليمن وأسباب ذلك
الاربعاء30 أغسطس2023 ارتفعت وتيرة التحركات العسكرية الأمريكية والبريطانية شرق وجنوبي اليمن خلال شهر أغسطس الحالي ونشرت قوات من الوحدات العسكرية الخاصة في محافظات شبوة و حضرموت والمهرة.
في 2 أغسطس 2023 : زار الملحق العسكري للسفارة البريطانية “بيتر ليجايسك” يرافقه كبير مستشاري الأمن “ماكس جاندل” وفد من الخارجية البريطانية محافظة مأرب.
الوفد البريطاني عقد لقاءات مع قيادات عسكرية و في السلطة المحلية ولكن أهمها اللقاء الذي جمعهم مع رئيس هيئة الأركان في الجيش المدعوم من السعودية “صغير بن عزيز” وبطريقة مستغربة وغير معهودة قام بتكريم الملحق العسكري البريطاني.
في 14 أغسطس- 2023 :وصل نائب السفير البريطاني لدى اليمن (تشارلز هاربر) والملحق العسكري (بيتر لي جاسيك) إلى عدن جنوبي اليمن والتقيا بمقر مصلحة خفر السواحل وكيل المصلحة، وتفقدا موقع ومنشآت من بينها الرصيف العائم وعدد من المنشآت والتي جاءت بالتزامن مع نشر قوات بريطانية محدودة في عدن. بالتزامن مع التحركات الأمريكية البريطانية المشتركة في خليج عدن وطول الشريط الساحلي جنوبي اليمن .
مصادر متعددة وتقارير استخباراتية أكدت تواجد قاعدة عسكرية مشتركة بين قوات البحرية البريطانية وقوات البحرية الأمريكية في جزيرة “ميون” التي تبعد عن 150 كيلو متر عن مدينة عدن والتي سيطرت عليها الإمارات عبر مليشيات الانتقالي الموالية لها.
في 19 أغسطس 2023 : أفادت مصادر محلية عن نشر قوات بريطانية في غيل باوزير – تقع في الشمال الشرقي تبعد مسافة 45 كيلومتر عن مدينة المكلا- بمحافظة حضرموت شرق اليمن وأفادت المصادر أن القوات البريطانية التي اختارت منطقة مزارع الشين وهي منطقة زراعية يمتلكها الأهالي وصلت ترافقها قوات وحماية من مليشيات الإمارات “النخبة الحضرمية” و المليشيات المدعومة من السعودية “درع الوطن”.
أشار مراقبون أن ذلك يأتي ضمن مساعي القوات البريطانية لإنشاء قاعدة عسكرية لها في غيل باوزير والتي تعتبر من المناطق القريبة للساحل.
في 21 أغسطس 2023 : عقد محافظ شبوة عوض الوزير – المتواجد في دولة الإمارات – لقاء مع “تشارلز هاربر” القائم بأعمال سفير المملكة المتحدة بريطانيا عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة بحضور ملحق السفارة العسكري والذي نوقش فيه جوانب عسكرية وأمنية.
ألمحت مصادر مقربة من المحافظ أن القائم بأعمال السفير البريطاني “هاربر” طلب السماح بنشر وحدات بريطانية في شبوة بالقرب من المناطق النفطية مبرراً أن ذلك تعزيزاً لدور الإمارات في استتاب الأمن والاستقرار.
تزامن ذلك مع تغيير الإمارات بشكل كامل للقيادات العسكرية التابعة لها في ميناء بلحاف لتصدير الغاز بعد تعرض القاعدة الإماراتية في بلحاف لهجوم بسبب خلافات مع قبائل المنطقة، كما تشير إلى توجه إماراتي لتصدير الغاز اليمني المسال مع تعزيزها تواجد الميليشيات الموالية لها في محيط المنشأة الواقعة ضمن مديرية رضوم الساحلية في محافظة شبوة.
في 25 أغسطس 2023 : أفادت مصادر إعلامية وصول طائرة عسكرية بريطانية تحمل تعزيزات لقوات بريطانية إلى مطار الغيضة الخاضع للقوات السعودية بمحافظة المهرة شرق اليمن والمحادة لسلطنة عُمان .
كشفت تقارير نشرتها صحف بريطانية عن تواجد قوات بريطانية في مطار الغيضة وذلك ماذكره الشيخ علي سالم الحريزي وكيل محافظة المهرة السابق في 2019 عن استحداث منشآت ومباني ومواقع عسكرية داخل مطار الغيضة تستخدمها القوات البريطانية.
وفي 28 أغسطس 2023 : وصلت فجر الاثنين، فرق عسكرية أميركية على متن طائرة عسكرية سعودية إلى مدينة سيئون بوادي حضرموت شرقي اليمن.
أحيطت الزيارة بسرية كبيرة خاصة وأن مسؤول أمني كبير في سفارة أمريكا باليمن ضمن الوفد الذي لم يكشف عن سبب زيارته .
خلال يوم الاثنين زار مدينة تريم التاريخية ومستشفى سيئون العام ويتولى حماية الفريق الأمريكي حراسة خاصة من المارينز الامريكي بالإضافة إلى مدرعات سعودية وآليات من المنطقة العسكرية الأولى الموالية للسعودية .
ويوم أمس الثلاثاء 29 أغسطس ظهرت فرقة حراسة من المارينز الامريكي أثناء زيارة الوفد الأمريكي إلى قرية الغرفة – تبعد 8 كيلومتر – عن سيئون بوادي حضرموت.
عززت الولايات المتحدة الأمريكية من تواجدها في سواحل اليمن وكشف البنتاغون الامريكي في فبراير الماضي امتلاك واشنطن قواعد عسكرية شرق وجنوبي اليمن وبين أن القاعدتين تتبعان جهاز الاستخبارات الامريكي CIA احدهما في المكلا بمحافظة حضرموت والأخرى لم يكشف عن موقعها، ويرجح أنها في المهرة شرقي اليمن.
كما أعلنت الدفاع الأمريكية في 17 يوليو الماضي إعادة نشر قوات إضافية في الشرق الأوسط وأرسلت بارجات وقوات من المارينز إلى خليج عدن ومضيق هرمز والبحر الأحمر والتي أعقبتها في ذات الأسبوع الزيارة المفاجأة لسفير أمريكا في اليمن ستيفن فاجن إلى مدينة عدن الخميس 20 يوليو 2023 برفقة فريق عسكري واستخباراتي أمريكي – لايزال متواجد في قصر المعاشيق المفروض عليه حراسة مشددة منذ تلك الفترة وحتى يومنا هذا – .
يحمل الملف اليمني أهمية إستراتيجية لدى أمريكا وبريطانيا بسبب الموقع الجغرافي المهم للبلد والذي يأتي مع تصاعد الصراع الدولي المحموم وتسابق على مناطق السيطرة والنفوذ الدولية والتحولات العالمية. كما أنه يكشف حقيقة عن التنسيق البريطاني الأمريكي المشترك في الملف اليمني برؤية احتلالية واستعمارية تهدف لتقاسم الموانئ والجزر بما يعزز قدرتيهما لقطع الطريق أمام الطموح الصيني للتوسع في عدن وتقليص نفوذها في خليج عدن و البحر الأحمر، كما أن هذه التحركات في المناطق النفطية شرقي اليمن وخاصة في شبوة تكشف عن صراع أمريكي بريطاني أخر مع أوروبا وفرنسا من خلال تعزيز التواجد البريطاني في شبوة و ميناء بلحاف الذي كانت تديره شركة توتال الفرنسية.
كما أن أمريكا وبريطانيا تلعبان دوراً كبيراً في إطالة الحرب علي اليمن والضرورة الملحة للتدخل والتواجد العسكري للقوات الانجلو امريكية المباشر على الأرض في شبوة وحضرموت والمهرة قد يأتي لتخفيف حدة التوترات البارزة بين وكلائهما الإقليميين في تحالف السعودية والإمارات والذي كرس منذ بداية العدوان على اليمن مارس 2015 على خلق ولاءات عبر مليشيات تابعة لكل منهما بينها مليشيات ذات توجه ديني متشدد مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي والتي تتخذها أمريكا وبريطانيا ذريعة لتواجدهما على الأرض الذي سيلعب دور في تقسيم مناطق النفوذ والحدود بين أدواتهما المحلية ومليشيات المرتزقة المواليين للرياض وأبوظبي بعد تراجع بريطانيا عن تمرير قرار في مجلس الأمن يسمح بنشر قوات عسكرية أممية في مناطق الثروات على غرار ما جرى في الحديدة 2018.
اقرأ أيضا:صنعاء تكشف عن تجربة صاروخية في البحر الأحمر أربكت القوت الأجنبية