حسن الدولة .. شهادة القدسي تؤيد ما نشرت عن مخطوطات الرائي الأستاذ عبدالله البردوني المصادرة

حسن الدولة .. شهادة القدسي تؤيد ما نشرت عن مخطوطات الرائي الأستاذ عبدالله البردوني المصادرة
الأحد 7سبتمبر 2025-
كتبت بعد وفاة البردوني أن ضابطا كبيرا حضر اثناء اسعاف الأستاذ البردوني إلى مستشفى الثورة العام إثر مغص معوي شديد بعد ان تناول فنجان من القهوة ، وقد صادف انني حضرت فجرا لزيارة منزلي المجاور لسوبر سيتي مارك الذي انفجر بصاحبه الجنوبي (سوبر شميله هاري حاليا) فوجدت المنازل القريبة من منزل الأستاذ البردوني قد تعرضت للأضرار فذهب لزيارته والاطمئنان عليه فقالت لي زوجته، ان قوة الانفجار اسقط الاستاذ من فوق السرير فقام الصباح وهو تاعب فقدمت له البن حسب العادة وخرجت لأحضر السباك فعدت ووجدت الأستاذ يعاني من مغص شديد فاتصلت وجاءت سيارة اسعاف ، وبعد ربع ساعة حضر فلان (اعطتني اسمه وهو ضابط مقرب من الرئيس السابق علي عبدالله صالح) ومعه فلان ..؟ شخص تربطني به علاقة صداقة وزمالة) وطلبوا كتب الأستاذ المخطوطة التي داخل الصندوق واشارت إلى الصندوق وقد اصبح فارغا كقلب ام موسى!.
واليوم ارسل صديق بمقابلة نشرتها وكالة انباء الشعر العربي أجرتها مع أحد كتاب الأستاذ عبدالإله القدسي المرفقة ربطا بهذا البوست ..
مرفق (1) منشوري كما نشرته في حينه والذي ظليت اكرر نشره كل عام:
أفرجوا عن اعمال البردوني

- حسن حمود الدولة
كنت في كل ذكرى رحيل الرائي عبدالله البردوني اناشد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالإفراج عن مخطوطات اعمال الاستاذ البردوني الشعرية والنثرية؛ واليوم وقد رحل صالح فنناشد السلطة القائمة بتكليف لجنة تقصي للبحث عن تراث الأستاذ البردوني وتبني طبعه فهو ثروة وطنية ومن سيقوم بذلك فسوف يدخل التأريخ من اوسع ابوابه واهم تلك الاعمال الاتي:
1- سيرة مواطن ( مذكراته الشخصية).
2- العشق على مرافئ القمر (شعر) 《طبع وتم مصادرته》
3-رحلة إبن من شاب قرناها (شعر )《طبع وتم مصادرته》
4- أحذية السلاطين (شعر). مخطوط.
5- الجديد والمتجدد في الثقافة اليمنية (ادب ونقد وفكر) قال عنه الاستاذ البردوني في أخر حوار معه نشر في صحيفة (رأي) انه من اهم كتبه وقال بالحرف الواحد:(لقد انجزت أهم عمل أعده ثمرة العمر كله – يتألف من الف وثمانمائة صفحة استغرقت كتابته مني خمس سنوات ) وذكر عنوان الكتاب.
6- وكتاب (الجديد والتجديد في الثقافة اليمنية) من اول الحضارة المعينية وحتى القرن العشرين.. ويشمل دراسة عن شخصيات سياسية وادبية وفقهية وشعراء وخطباء ولغويين الشاعر …..الخ والكتاب يناقش قضايا فكريه وفقهية وادبية إلى جانب قضايا ابداعية اخرى ، وقد خص ايضا علماء اليمن وفقهاءها الأجلاء المطلعين على الثقافات اليونانية – الفلسفة والمنطق – وقال في نفس المقابلة :” كما انجزت اربعة دواوين شعر”
7- وله ايضا مسرحية شعرية حاكى فيها مسرحيات شكسبير وشوقي الشعرية “مخطوط”
8- رواية “العم ميمون ” التي اشار اليها في المقابلة انفة الذكر.
9- “الجمهورية الرابعة” وقد كان الاستاذ يحرص على اخذه من يد كاتبه المرحوم الأستاذ محمد الشاطبي وقد صادف انني زرته ذات يوم واملى امامي صفحة منه وبعد الانتهاء قام من مكانه واخذ الكتاب من يد الكاتب الذي خجل منا وقال للأستاذ انك تشعرني بأنك تخاف مني على هذا الكتاب فرد عليه الاستاذ:” يا عزي انا مش خايف عليه منك انا خايف عليه من فلان – وذكر اسم الضابط – !!؟
10- “كتاب عن المجتهدات والأديبات اليمنيات ” مخطوط وقد ذكر هذا الكتاب في احدى المقابلات الصحفية وقال انه جاهز للطبع وذكر ان سبب تأجيل طباعته تراكم الديون عليه قال بالحرف الواحد :” لقد تراكمت علي الديون حتى وصلت إلى عشرين الف دولار ما يجعل الطباعة في ظروفي الحالية صعبا وما في اليد حيله).”مخطوط”.
11- كتاب “أحياء في القبور” تناول فيه أعلام الادب والفكر المهمشين والمغمورين) “مخطوط”
12- كما أن له دراسات أدبية تحت عنوان (مجلة الفكر والادب) كانت تذاع من إذاعة صنعاء وهي محفوظة في ارشيف اذاعة صنعاء وقد كان جمع اغلبها الإعلامي القدير الذي كان يلقيها بصوته الراحل عبدالملك العيزري وهي حلقات استمرت دون انقطاع منذ عام 1956م وحتى شهر وفاته .
13- المقابلات الادبية والحوارات عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وفي الصحف والمجلات الادبية المحلية والعربية والدولية، وهي ستحوي مجلدات ،وعليه فإننا نناشد وزيري الثقافة وكليات الآداب في جامعاتنا ان يشكلوا لجان تقوم بمهمة جمع تراث البردوني والعمل على طباعتها ومن سيفعل ذلك سوف يخلده التاريخ.
—————————————————————–
* كتبت هذا المنشورفي السنة الأولى من رحيل الرائي وفي كل عام اعيد نشره حتى يستجيب لندائي المعنيون بالثقافة في بلد الحكمة والإيمان لكني هذا العام قمت بشطب فقرة لم يعد لها علاقة بالمطالبة بل تسببت في استياء اصدقاء اعزاء علي …!

مرفق(2) : المقابلة مع عبدالإله القدسي
أسرار عن حياة البردوني ….عبدالإله القدسي لوكالة الشعر العربي …. الجزء الثاني..
في الحلقة الثانية من حواره مع وكالة الشعر العربي الذي نُشر بتاريخ ٢٧ /٧/ ٢٠١٠م
“عبدالإله القدسي للوكالة: #البردوني باع ديوان “أحذية السلاطين” لطبيب سوري لدفع تكاليف علاج زوجته الأولى.. ومخطوطاته اختفت بعد ساعة من وفاته”
📌 بعد مراسم الدفن عدتُ إلى المنزل فوجدتُ” الصندوق مفتوحاً “
📌 “العم ميمون “أول عمل روائي له ،كان سيحدث هزة في الضمير العربي “لكنه أختفى”
📌 لا وجود لأي مخطوطة بردونية في مكتبة الكونجرس وهي شائعة هدفت للفت الأنظار
📌 “العشق على مرافئ القمر” ديوان تنبأ بأحداث صعده “فاختفى قبل أن يُطبع”
📌 توفى البردوني والمفتاح مُثبت على خصره وزوجته رفضت تسليم صندوق مخطوطاته
📌 اتحاد الأدباء والكتاب لم يفعل شيئاً ووزارة الثقافة “جعجعة بدون طحين”
🖋 وكالة أنباء الشعر- اليمن- محمد السيد
تواصل وكالة أنباء الشعر العربي فتح ملف شائك في حياة الشاعر اليمني الكبير الفقيد #عبدالله_البردوني ، ملف ظل مغلقاً منذ رحيل الفقيد البردوني ، حيث يكشف جليس وكاتب الشاعر البردوني الأستاذ والكاتب عبد الإله القُدسي في الحلقة الثانية والأخيرة من حوار مثير وصريح أسرار مثيرة عن المخطوطات الإبداعية للراحل التي اختفت في الساعة الأولى من وفاته ولم يُعرف مصيرها حتى اليوم . فها هو القُدسي يؤكد في شهادته للوكالة عن اختفاء جميع الدواوين والكتب المخطوطة التي كان الفقيد يستعد إلى تقديمها لإحدى دور النشر بدمشق، منها رواية ” العم ميمون ” التي تُعد أول عمل روائي له ، مُفصحاً ولأول مرة عن اضطرار البردوني إلى بيع ديوان ” أحذية السلاطين ” إلى أحد الأطباء السوريين لتغطية نفقات علاج زوجته التي كانت تعاني من مرض السرطان ، ليختفي الديوان هو الآخر وتتوفى زوجة البردوني!!
ونفى الكاتب عبد الإله القُدسي نفياً قاطعاً أن يكون الراحل قد أحتفظ بمخطوطاته الإبداعية في مكتبة الكونجرس، مستعرضاً العديد من القضايا الأخرى، وإلى حصيلة الحلقة الثانية من شهادة جليس البردوني.
📖 مع الحلقة الثانية والأخيرة..
🔸️• في إحدى حواراتك أستاذ، أشرت بأنك لعبت مع البردوني خلال حياته دوراً سلبياً ،ماذا تقصد بذلك؟
🔹️ليس أنا من يقول ذلك ، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على أوراقه ونتاجاته التي لم تتم طباعتها ونشرها والتي كان مصير العديد منها الضياع والاختفاء بعد موته .
فقد اعتدنا من الراحل عندما كان ينتهي من كتابة أي موضوع أو ديوان ، كان يحتفظ به في صندوق خاص به ، حيث كان له صندوقه الخاص الذي يحتفظ بمخطوطات الإبداعية بداخله ، وله مفتاح مثبت دائماً على خصره ولا يُسلم مفتاحه حتى لزوجته ، وعندما توفي كان مفتاح الصندوق مُثبتا على خصره .
📌 اختفت وضاعت!
🔸️• نطمع في معرفة المزيد من التفاصيل عن دواوين البردوني الشعرية ومخطوطاته الأدبية غير المطبوعة ؟
🔹️أستطيع القول أن جميع دواوينه وإبداعه المخطوط قد اختفى وضاع بعد وفاة الشاعر البردوني بالساعة الأولى من وفاته. ولعل أهم هذه الكتب في الجانب الإبداعي الشعري هما : ديوان ” رحلة العشق إلى مرافئ القمر ” و” ابن من شاب قرناها ” حيث الزمنا الفقيد بإعادة قراءة نتاجه الشعري غير المطبوع كله وقسَّمه إلى هذين الديوانين اللذين كانا جاهزين لقذفهما إلى دور نشر ” الكتاب العربي ” بدمشق ، إلاَّ أنهما اختفيا بعد وفاته مباشرة وهما لا يزالان بخط اليد !
ومن ضمن مخطوطاته التي اختفت ، رواية ” العم ميمون ” التي تشرفتُ أنا بنسخها بخطي ، بالإضافة إلى مخطوط ” الجديد والمتجدد في الأدب اليمني ” وكذا مخطوط ” الجمهورية اليمنية ” وكتاب ” أحياء في القبور ” وديوان ” رجعة الحكيم بن زايد”
📌 البردوني تنبأ بحرب صعده!
🔸️• ديوانا ” العشق على مرافئ القمر ” و ” من شاب قرناها ” عن ماذا كانا يحكيان ؟
🔹️كانا يحكيان ويتنبئان بأحداث مستقبلية كثيرة ستحدث في اليمن منها ” حرب صعده ” بل وفي ديوان ” رجعة الحكيم بن زايد ” نجد الفقيد يتنبأ فيه بأحداث صعده التي نشهد فصولها اليوم.
🔸️• وماذا بشأن كتابي ” الجديد والمتجدد في الأدب اليمني ” و” رجال في القبور”؟
🔹️هذا مخطوط كان مكونا من نحو ألفي صفحة ، وأذكر أنني في عام 88 م همست في أذن الراحل البردوني مُسائلاً إياه وبإلحاح ، طالباً الإجابة المقنعة منه عن المعوَّق والمانع من قذف هذا المخطوط إلى المطبعة بدمشق ؟! فأجابني بضحكته المعهودة بصخب ” أوقدك تاعب ” ؟! وعزا لحظتها إلى أهمية تسمية المخطوط ” بالجديد والمتجدد بالأدب اليمني ” فقد احتوى خطوطاً عامة استند إليها أستاذنا البردوني في دراسات نقدية شاملة لنصوص الحداثة الشعرية في اليمن ، إلاَّ أن هذا المخطوط لم ير النور حيث تم فقدانه واختفاءه هو الآخر !!
أما عن كتاب “رجال في القبور” فلم ينشر أي فصل من فصوله في أي صحيفة إطلاقاً وقد عنونه ” رجال في القبور ” ثم عَدَل عن تسميته إلى ” أحياء في القبور ” وهو يتناول بعضاً من أعلام الأدب والفكر في اليمن المغمورين منهم والمهمشين
🔸️• لكنك قلت ، أن جميع تلك الأعمال كانت معدة للطبع ، حيث انتهيت أنت والأستاذ الشاطبي من نسخها ومراجعتها ، لكنها اختفت فجأة ؟
🔹️بالفعل ، لم يتم طباعتها وقد اختفت تماماً ، وأنا على ثقة بأنها لازالت في صندوق البردوني ، الذي انتقل المفتاح الخاص به بعد موته إلى زوجته الثانية ، والتي امتنعت بدورها عن تسليم الصندوق !!
📌 مكتبة الكونجرس!
🔸️• أشرت أستاذ ، بأن محمد الشاطبي قال في ليلة وفاة البردوني ، ن كل الأعمال الخاصة بالراحل موثقة ومحفوظة لدى ” مكتبة الكونجرس ” ماذا كان يقصد بذلك ؟
🔹️نعم ، فقد قال الشاطبي هذا الكلام ، وهو يقصد بأن المخطوطات الأدبية والشعرية للبردوني هي في الحفظ والصون ، وكان يقصد بـ ” الكونجرس ” مكتبة الكونجرس الأمريكية ، إلاَّ أن البردوني لم يودع أو يحفظ شيئا هناك ، وأعتقد بأن الشاطبي أشار إلى الكونجرس ، بهدف لفت نظر الآخرين ، ويجب أن يوجه هذا السؤال إلى الشاطبي نفسه !!
📌 باع “أحذية السلاطين “لعلاج زوجته!
🔸️• أسأل عن ظروف وملابسات اختفاء ديوان ” أحذية السلاطين ” ؟
🔹️لقد أضطر الأديب عبد الله البردوني إلى بيع هذا الديوان وهو لا يزال مخطوطاً ، بهدف تغطية نفقات تكاليف علاج زوجته الأولى التي كانت تعاني من مرض السرطان ، حيث رفض البردوني أخذ أي مساعدة مالية من الحكومة اليمنية – حينها – لعلاج زوجته التي كانت تتلقى العلاج في العاصمة السورية ، فهو كان لا يحب التسول من أحد ، رغم أنه كان من حقه الحصول على هذه المساعدة المالية ، لكنه أتفق مع أحد الأطباء السوريين على بيعه الديوان المخطوط ، مقابل قيامه بعلاج زوجته ، شريطة نشر الديوان باسم الشاعر البردوني ، بينما العائد المادي من مبيعات الديوان تذهب للطبيب السوري ، الذي وافق بدوره على هذا الاتفاق ، لكن الديوان اختفى تماماً ، حيث لم يتم طباعة المخطوط كما هو مُتفق علية ولا نعلم مصير الديوان إلى اليوم ، بينما توفيت زوجة البردوني !
📌 اختفاء أول عمل روائي له!
🔸️• ما هي حكاية رواية ” العم ميمون ” ؟
🔹️الرواية تعد أول عمل روائي للبردوني ، وهي من ضمن أعماله ونتاجاته التي اختفت وفُقدت بعد وفاته مباشرة وهي لا تزال مخطوطا وقد أُمليى عليَّ منها أكثر من 200 صفحة ، وفيما لو كانت ظهرت هذه الرواية مطبوعة ، كانت ستحدث هزة نوعية إبداعية في الضمير الإبداعي اليمني والعربي ، كما ستكون دراماها أكثر تأثيراً في نفوس قارئيها ربما لطابعها التاريخي الموسوم به شخوصها في رفضهم لسائد حياتهم من الجمود والدَّعة والاتكالية ، وستشكل أكثر من حافز للخوض في إستكناه وأبعاد تنبؤاتها بما يدور في الحاضر وتوقعات ما سيحدث في المستقبل القريب أو البعيد على حدًّ سواء .
🔸️• على ماذا كانت تدور أحداث فصول هذه الرواية ؟
🔹️لم أعد الآن ملماً إلماماً كاملاً بكل أحداث فصولها ، لأن ما طلبه مني أستاذي وأبي الراحل البردوني .. هو : مشروع محدود أملى فيه 200 صفحة في ثلاث ليالٍ ربيعية من ليالي آذار مارس من عام 92 م ، من القرن المنصرم ، حينئذٍ كان الشاطبي ” أحد كُتَّاب الفقيد ” في رحلة إستطبابية إلى ” براغ ” .. لكنه بعد أن عاد ، أكد لي الشاطبي أنه شرع في كتابة ما يُمليه عليه أستاذنا البردوني من صفحات ، وفي شهر رمضان الموافق فبراير عام 93 م ، كُنت في عصر ذلك اليوم لدى الأستاذ البردوني ، فبشرني بالانتهاء من كتابة الرواية ، وشرَّفني بنسخها بخطي مع إعادة الأصل” المُسودة” إليه بعد استنفاد نقلها بخط واضح وخال من الخدوش ،فظللت في جيئة وذهاب إلى غرفة خصصها لي الأستاذ البردوني في منزله لمدة شهرين متتاليين وزهاء خمسة أيام..
📌 الصندوق مفتوح!
🔸️• بعد دفن البردوني ، عُدتَ أنت إلى منزله مباشرةً ، وسألت – حينها – زوجته ، عن أعمال ومخطوطات الفقيد ، ماذا كان ردها ؟
🔹️بعد مراسم الدفن عدتُ إلى منزل البردوني ، لأجد الصندوق الخاص بأعمال البردوني مفتوحاً ، وعندما سألتُ زوجة الراحل عن مصير تلك المخطوطات ، أجابت بأنها سلمتها للدولة !!
لقد غدا جلياً بعد تشييع جثمان أستاذنا إلى مثواه الأخير ، إصرار زوجته على عدم تسليم مفتاح الدولاب الموضوع فيه إبداعه المخطوط غير المنشور من شعر وكتابة نثرية لأبناء أخ الراحل ، بحجة أنها أكثر حرصاً على إرث زوجها الأدبي ، ومن منطلق أن قامة وشخصية مثل البردوني ، هو وميراثه الأدبي الإبداعي ملك لشعبه صغيراً وكبيراً ولوطنه اليمني ، بل هو كما قالت : ملك للإنسانية جمعاء ، على حد زعمها ! لكن ( تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ) إذْ تبين بعد ذلك بساعات قليلة – ونحن نستقبل وجهاء ومشايخ قبيلة الفقيد – أن الصندوق قد تم فتحه وإخلاؤه من جميع البحوث والكتب غير المنشورة ، وتم تسليمها إلى ذوي الشأن في الدولة على حد تعبير فتحية الجرافي زوجة البردوني ، وهذا ما لم نتأكد منه إلى اليوم ، فإذا كان قد سُلم فعلاً للدولة ، لماذا لم يتم طباعتها ونشرها ؟ !!

📌 نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً!
🔸️• لكننا سمعنا عن تشكيل لجنة من وزارة الثقافة ، تتولى طباعة هذه المخطوطات الإبداعية ؟
🔹️سمعنا عن ذلك كثيراً ، إلاَّ أننا للأسف الشديد ” نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً ” !!
لكن يظل الغريب في الأمر ، أن نجد بعض الصحف الرسمية ” كملحق الثورة الثقافي ” يُطالعنا من وقت لآخر بقصائد جديدة للفقيد ، يقول أنها تُنشر لأول مرة !
والسؤال هنا ” من أين مصدر هذه القصائد ” ؟! هناك أخبار بأن زوجة البردوني ” فتحية الجرافي ” قامت بتسليم بعض القصائد إلى صحيفة الثورة .. إذن ، إذا كانت زوجة البردوني قد أهدت الصحيفة هذه القصائد ، لماذا لم تتول الصحيفة وهي الرسمية مهمة طباعة هذه القصائد وإصدارها في ديوان . أما أن يتم نشر القصائد من وقت لآخر على هذا النحو ، فإنه أسلوب يجعل الكثيرين يتشككون في مصدرها .
📌 اتحاد الأدباء “مهلنيش”!
🔸️• أين اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين من كل هذا ؟
🔹️كان من المفترض أن يساهم الاتحاد في الكشف عن مصير تلك الأعمال المفقودة ، وأن يقوم بنشرها وطباعتها ، كون البردوني يعد من أول المؤسسين للاتحاد ، لكن ظهرت أعذار وحجج تُفيد بأن أسرة الفقيد وورثته في حالة خلاف على ميراث تلك الأعمال ، مشيرين إلى أن الخلاف في القضاء اليمني ، وهو الشيء الذي لم نتأكد منه إلى اليوم ولا يوجد دليل ملموس بهذا الخصوص . واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين للأسف لم يفعل شيئاً إزاء ذلك!
📌 إلى القضاء!
🔸️• هل صحيح بأن زوجته الثانية ” فتحية الجرافي ” لجأت إلى القضاء بخصوص ميراثه الأدبي المفقود ؟
🔹️هي قالت بأنها قامت بتسليم كل الأعمال والمخطوطات الخاصة بالفقيد والتي لم تُطبع لذوي الشأن في وزارة الثقافة اليمنية ، لكننا لم نسمع عن القضاء شيئا، وهذه مجرد ” أعذار ” وتتويه ، لأننا لم نجد أي دعوة قضائية ملموسة حول ذلك سواءً من زوجته الثانية أو من ورثة البردوني .
لذا فقد تأكد لي بأن تلك مجرد أعذار وتتويه لصرف نظر الآخرين لكي لا يسألوا عن الأعمال والمخطوطات الشعرية والأدبية المفقودة . فلا يوجد إلى اليوم أي قضية منظورة أمام القضاء.

📌 السيرة الذاتية
📍من حياة البردوني
– عبدالله بن صالح بن عبدالله بن حسين البردوني.
– ولد في قرية البردون .. شرق مدينة ذمار.. اليمن عام 1929م.
– أصيب بالجدري وهو في الخامسة أو السادسة من عمره وعلى إثره فقد بصره.
– بدأ تلقي تعليمه الأولي في قريته وهو في السابعة من العمر، وبعد عامين انتقل إلى قرية (الملة عنس)، ثم انتقل إلى مدينة ذمار وهناك التحق بالمدرسة الشمسية.
– حين بلغ الثالثة عشرة من عمرة بدأ يغرم بالشعر وأخذ من كل الفنون إذ لا يمر مقدار يومين ولا يتعهد الشعر قراءة أو تأليفاً، قرأ ما وقعت عليه يده من الدواوين القديمة.
– انتقل إلى صنعاء قبل أن يتم العقد الثاني من عمره حيث درس في جامعها الكبير، ثم انتقل إلى دار العلوم في مطلع الأربعينيات وتعلم كل ما أحاط به منهجها حتى حصل على إجازة من الدار في (العلوم الشرعية والتفوق اللغوي).
– عين مدرساً للأدب العربي شعراً ونثراً في دار العلوم.
– رأس لجنة النصوص في إذاعة صنعاء، ثم عين مديراً للبرامج في الإذاعة إلى عام 1980م.
– استمر في إعداد أغنى برنامج إذاعي ثقافي في إذاعة صنعاء (مجلة الفكر والأدب) بصورة أسبوعية طيلة الفترة من عام 1964م حتى وفاته.
– عمل مشرفاً ثقافياً على مجلة الجيش من 1969م إلى 1975م، كما كان له مقال أسبوعي في صحيفة 26 سبتمبر بعنوان «قضايا الفكر والأدب» ومقال أسبوعي في صحيفة الثورة بعنوان «شؤون ثقافية».
– من أوائل من سعوا لتأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وقد انتخب رئيساً للاتحاد في المؤتمر الأول.
📍أعماله الشعرية:
صدرت له 12 مجموعة شعرية هي:
– من أرض بلقيس
– في طريق الفجر
– مدينة الغد
– لعيني أم بلقيس
– السفر إلى الأيام الخضراء
– وجوه دخانية في مرايا الليل
– زمان بلا نوعية
– ترجمة رملية.. لأعراس الغبار
– كائنات الشوق الآخر
– رواغ المصابيح
– جواب العصور
– رجعة الحكيم بن زائد.
📍الكتب والدراسات:
1- رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه.
2. قضايا يمنية.
3. فنون الأدب الشعبي في اليمن.
4. اليمن الجمهوري.
5. الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية.
6. الثقافة والثورة في اليمن.
7. من أول قصيدة إلى آخر طلقة..دراسة في شعر الزبيري وحياته
8. أشتات.
📍وله مخطوطات لم تطبع :
رحلة ابن من شاب قرناها (ديوان شعر)
العشق على مرافئ القمر (ديوان شعر)
العم ميمون. (رواية)
الجمهورية اليمنية (كتاب)
الجديد والمتجدد في النقد الأدبي (دراسة)
📍نال العديد من الجوائز :
1. جائزة أبي تمام بالموصل عام 1971 – 1391هـ.
2. جائزة شوقي بالقاهرة عام 1981 – 1401هـ.
3. جائزة الأمم المتحدة »اليونسكو« والتي أصدرت عملة فضية عليها صورته في عام 1982م – 1402هـ كمعوق تجاوز العجز.
4. جائزة مهرجان جرش الرابع بالأردن عام 1984م – 1404هـ.
5. جائزة سلطان العويس بالإمارات 1993م – 1414هـ.
📍كتبت عنه العديد من الكتب والدراسات التي تناولت حياته وشعره منها :
1. البردوني شاعراً وكاتباً لطه أحمد إسماعيل رسالة دكتوراة – القاهرة.
2. الصورة في شعر عبدالله البردوني د. وليد مشوح – سوريا.
3. شعر البردوني، محمد أحمد القضاة رسالة دكتوراة – الاردن.
4. قصائد من شعر البردوني ناجح جميل العراقي.
📍أعمال مترجمة إلى اللغات العالمية :
1 . عشرون قصيدة مترجمة إلى الإنجليزية في جامعة ديانا في أمريكا.
2. الثقافة الشعبية مترجمة إلى الانجليزية.
3. ديوان مدينة الغد مترجم إلى الفرنسية.
4. اليمن الجمهوري مترجم إلى الفرنسية.
5. كتاب بعنوان الخاص والمشترك في ثقافة الجزيرة والخليج مجموعة محاضرات بالعربية لطلاب الجزيرة والخليج ترجم إلى الفرنسية.
توفي البردوني في صنعاء يوم الأثنين الموافق 30آب / اغسطس 1999م
———-‐————————–
المصدر : وكالة أنباء الشعر العربي
27 / 7 / 2010م
اقرأ أيضا:عن البردوني و(مهرجان أبي تمام).

