اخبار محلية

انحسار الدور السعودي وصعود الإمارات في جنوب الوطن: تبادل أدوار أم إعادة رسم لخريطة النفوذ

  انحسار الدور السعودي وصعود الإمارات في جنوب الوطن: تبادل أدوار أم إعادة رسم لخريطة النفوذ

الخميس 11 ديسمبر 2025-خاص صوت الشورى

في الجنوب الغالي من الوطن اليمني، تتجلى اليوم صورة سياسية وعسكرية معقدة، عنوانها الأبرز هو تراجع النفوذ السعودي وصعود الدور الإماراتي. ما يبدو للوهلة الأولى مجرد تنافس بين شريكين في التحالف غير انه في الواقع تبادل أدوار حسب التوجيهات الأمريكية الإسرائيلية لهما.

يتضح عند التدقيق أنه تبادل أدوار يعكس اختلافاً في الرؤى والأدوات، ويكشف عن إعادة توزيع النفوذ في الساحة اليمنية بما يخدم مصالح إقليمية أكثر مما يخدم استقرار اليمنيين.

منذ أن قادت السعودية تحالف العدوان على اليمن عام 2015، كانت تراهن على الجنوب كمنطقة نفوذ بديلة بعد أن فقدت السيطرة على الشمال. لكن هذا الرهان يتهاوى اليوم أمام تمدد الإمارات عبر المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بات القوة الأكثر تنظيماً وتسليحاً في المحافظات الجنوبية. في المقابل، تراجعت أدوات الرياض التقليدية بتوجيهات غير معلنة، حتى ما تسمى بقوات “درع الوطن” وهي القوات التابعة فعليا للسعودية تراجعت وسملت مواقعها للانتقالي طواعية دون أي قتال استلام وتسليم حسب التوجيهات.

الإمارات، بخطوات محسوبة، استطاعت أن تفرض معادلتها في حضرموت والمهرة، أكبر وأغنى المحافظات اليمنية، لتؤكد أن مشروعها في الجنوب ليس مجرد حضور عسكري، بل بناء سلطة تمتلك القرار السياسي والاقتصادي. هذا التمدد لا يمثل فقط مكسباً ميدانياً، بل يعيد رسم الخريطة لصالح أبوظبي، ويضع الرياض أمام تراجع غير مسبوق في قدرتها على إدارة الملف اليمني.

المتابع لما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية وعلى وجه الخصوص حضرموت والمهرة يتخيل ان ما يجري عبارة عن توتر بين علاقات الطرفين الاماراتي والسعودية، خاصة انه الاعلام السعودي صعد ضد المجلس الانتقالي، غير ان الرياض لم تتخذ حتى الآن أي إجراءات عملية على الأرض متا يؤكد ان كل ذلك عبارة عن مسرحية بين الرياض وأبوظبي وتبادل أدوار حسب توجيهات مشغلهم الأمريكي والإسرائيلي، تم تنفيذ هذه المسرحية بعد عودة ولي العهد السعودي بن سلمان من زيارته لواشنطن.

في هذا السياق، يصبح الجنوب واليمن بشكل عام مسرحاً لـ”عبث النفوذ”، حيث تتبادل السعودية والإمارات الأدوار: الرياض تتراجع بعد عقد من الحرب، فيما تتقدم أبوظبي بمشروع أكثر تنظيماً وجرأة باتجاه الانفصال، النتيجة المباشرة هي التحضير لعملية صراع طويلة لإبقاء اليمن في دائرة الفوضى والعبث والدمار والخراب لصالح أمريكا والكيان الإسرائيلي.

ختاما .. ما يجري في الجنوب ليس مجرد تنافس بين قوتين، بل تبادل أدوار يعكس فشل السعودية في الحفاظ على موقعها، وصعود الإمارات كلاعب رئيسي يفرض معادلاته الخاصة بتوجيهات امريكة إسرائيلية، كلا البلدين يمارسان عبثاً سياسياً وعسكرياً يزيد من تمزيق اليمن، بينما تبقى القوى الوطنية منشغلة بمحاولة حماية ما تبقى من الأرض والقرار.

اقرأ أيضا: جنوب الوطن أمام صراع النفوذ .. فما قراءة صنعاء لهذا المشهد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى