اخبار محليةحوارات

الوقفات القبلية تؤكد جهوزية الشعب اليمني لمختلف التحديات

الوقفات القبلية تؤكد جهوزية الشعب اليمني لمختلف التحديات

الأربعاء 10 ديسمبر 2025-

تتجدد يوميا الوقفات القبلية المسلحة في مختلف الساحات والميادين العامة بمختلف محافظات الجمهورية.

 هذه الوقفات لم تعد مجرد مظاهر احتجاجية أو تجمعات شكلية، بل تحولت إلى أداة عسكرية وسياسية واجتماعية واستراتيجية تعلن للداخل والخارج أن المجتمع اليمني حاضرا كعادته في معركة الأمة، وأن الشرعية الحقيقية هي شرعية الشعب اليمني لا شرعية الفنادق، شرعية تُبنى يوميًا عبر المشاركة الشعبية، وأن الردع ليس عسكريًا فقط بل اجتماعيًا ومعنويًا.

اليوم الأربعاء نظمت في صنعاء الجديدة، وقفة قبلية مسلحة كبرى، ارتبطت هذه الوقفة بذكرى الاستقلال في 30 نوفمبر، لتقول إن مسار التحرير مستمر، وإن اليمن الذي قاوم استعمار الأمس مستمر في مقاومة عدوان اليوم.

مستمر في مقاومة العدوان الأمريكي–الإسرائيلي مهما كان حجم التحديات والتضحيات.

وفي مديرية جحانة بخولان محافظة صنعاء حضر مسؤولو التعبئة والنقل والتدريب والنظم والمعلومات، ليؤكدوا أن الوقفة المسلحة لقبائل خولان، ليست عفوية، بل جزء من خطة تعبئة مؤسسية، هدفها تحرير الوطن والجهوزية العالية لمواجهة المخاطر المحدقة والعدو الأمريكي الإسرائيلي المتربص باليمن.

 وأكدوا أن المجتمع اليمني في حالة استعداد طويل الأمد عبر دورات “طوفان الأقصى” والدورات العسكرية، وان هذه الجهوزية ستستمر حتى تحرير كل شبر في هذا الوطن الغالي.

كذلك أعلن أبناء مديرية الحوك بمحافظة الحديدة النفير العام، ورفضوا أي دعوات للحياد أو المساومة، معتبرين أن معركة اليوم هي معركة مصيرية تتعلق بهوية الأمة وكرامتها، وداعين لدعم القوة الصاروخية والجوية والبحرية.

هذه الوقفات اليومية هي الشرعية المتجددة للسلطة في صنعاء، وهي الردع الشعبي الذي الموازي للقوات المسلحة اليمنية، وهي التعبئة المستمرة التي تُظهر أن المجتمع اليمني ليس في حالة استسلام، بل في حالة مواجهة دائمة.

الشرعية هنا لا تُبنى عبر اعتراف خارجي أو مؤسسات رسمية، بل عبر فعل يومي في الساحات والميادين العامة، القبيلة اليمنية اليوم رفعت سلاحها عاليا، مؤكدة جهوزيتها لمواجهة كل التحديات، وبطت مصيرها بمصير الأمة.

 كل وقفة للقبيلة اليمنية هي بمثابة استفتاء شعبي على الولاء للقيادة وتجديد للعهد مع قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، وكل شعار يُردّد هو إعلان أن الشرعية ليست نصًا مكتوبًا في الدستور، بل فعلًا يوميًا في الساحة.

الوقفات اليومية تحمل أهدافًا متعددة تتداخل في السياسة والاجتماع والاقتصاد. فهي أولًا تعبئة عسكرية اجتماعية مستمرة تبقي المجتمع اليمني في حالة استعداد نفسي وعسكري، حتى لا يضعف الحماس ولا يتراجع الالتزام.

كما العروض اليومية للقبيلة ورفعها للسلاح عاليا في وجه أعداء الأمة يرسل رسالة قوية وواضحة لا يشوبها أي غموض أو لبس، أن المجتمع اليمني كله جيش احتياطي، وأن أي محاولة لاختراق الداخل سيواجه بمقاومة شعبية.

كما أن هذه الوقفات تؤكد ارتباط الشعب اليمني بالقضية المركزية للأمة، فكل وقفة تربط الجهوزية القتالية بنصرة فلسطين، لتقول إن اليمن جزء من معركة الأمة ضد إسرائيل وأمريكا.

كما هي تفاوضية وضغط معنوي في مواجهة الخصوم، لإظهار أن أي تسوية أو تصعيد سيواجه تعبئة جماهيرية واسعة.

فالوقفات القبلية اليوم ليست مجرد فعل سياسي، بل فعل اجتماعي يعيد إنتاج دور القبيلة اليمنية، التي كانت تاريخيًا مركز القرار والحماية، وهاهي تعود اليوم لتلعب دورًا سياسيًا–عسكريًا جديدًا، فالوقفات تعيد إنتاج هذا الدور في سياق معاصر، حيث القبيلة تتحول إلى فاعل سياسي يشرعن القيادة ويُظهر الولاء، ويُعيد توزيع الموارد عبر القوافل الغذائية والمالية، ويُعزز التماسك الداخلي عبر سردية مشتركة. المشاركة في الوقفة ليست مجرد حضور، بل إعلان هوية، حيث الفرد يربط نفسه بالقبيلة، والقبيلة تربط نفسها بالأمة. هذا البعد الاجتماعي يُظهر أن الوقفات ليست مجرد فعل سياسي، بل فعل ثقافي يعيد إنتاج الهوية الجمعية.

كما انها ترسل رسالة للمجاهدين في مختلف الجبهات ومحاور القتال والتماس أنهم ليسوا وحدهم ولن يكونوا وحدهم، بل يقف معهم مختلف أبناء الشعب اليمني.

كما أن هذه الوقفات تحمل بعدًا اقتصاديًا لا يمكن تجاهله. فهي ليست فقط عرضًا للسلاح والشعارات، بل أيضًا مناسبة لإرسال القوافل الغذائية والمالية لدعم الجبهات. هذا يعكس إعادة توزيع الموارد داخل الشبكات القبلية، ويُظهر أن التعبئة ليست معنوية فقط، بل مادية أيضًا. لكن هذا البعد الاقتصادي يحمل أيضًا تحديات، حيث الضغط على الأسر الفقيرة، وتحويل الموارد من النشاط الإنتاجي إلى النشاط التعبوي. ومع ذلك، يبقى الدعم الاقتصادي جزءًا من الشرعية الشعبية، حيث المجتمع يُظهر استعداده لتحمل التكاليف من أجل المعركة الكبرى. وهنا يصبح الاقتصاد نفسه أداة سياسية، حيث المشاركة في الوقفة تعني استعدادًا لتحمل مختلف الأعباء والتحديات الاقتصادية، وتأكيدًا أن الشرعية ليست مجانية، بل تُبنى بالدم والمال والجهد.

ومن الملاحظ ان خصوم صنعاء، يقرأون ان صنعاء ليست ضعيفة، بل قادرة على تعبئة المجتمع بشكل مستمر، فهذه الوقفات تُظهر أن أي رهان على انهيار الداخل اليمني غير واقعي، وأن الحرب لن تُحسم بسهولة، وأن المجتمع اليمني في حالة استعداد دائم. كما تُقرأ أيضا كرسالة رفض الشعب اليمني للتطبيع بكل اشكاله وصوره.

الخصوم الدوليون، أمريكا وإسرائيل، يرونها جزءًا من خطاب المقاومة الإقليمي، حيث اليمن يربط نفسه مباشرة بفلسطين وحزب الله. هذه الوقفات تُظهر أن اليمن ليس مجرد ساحة محلية، بل جزء من معركة أوسع ضد إسرائيل وأمريكا. بالنسبة لهم، الوقفات تعني أن سلطة صنعاء قادرة على تحويل المجتمع إلى قوة ردع شعبية، وأن أي محاولة لاختراقه سيتم مواجهته بقوة من قبل الشعب اليمني كما حدث مع شبكات الجواسيس العديدة والتي تم القبض عليها بالتعاون الشعب اليمني.

 كما تُقرأ كرسالة أن اليمن حاضر في محور المقاومة، وأنه لن يكون ساحة سهلة للعدوان أو التطبيع. في نظر واشنطن وتل أبيب.

فهذه الوقفات اليومية هي دليل على أن السلطة في صنعاء تمتلك قاعدة اجتماعية واسعة، قادرة على تحويل التعبئة الشعبية إلى شرعية سياسية، وإلى قوة ردع إقليمية.

الوقفات تحمل أيضًا بعدًا رمزيًا عميقًا. الشعارات والهتافات ليست مجرد كلمات، بل أدوات لإعادة إنتاج الهوية الجمعية. “البراءة من الخونة”، “الولاء لفلسطين”، “الجهاد المقدس”، كلها مفردات تُعيد صياغة العلاقة بين الفرد وقضايا الامة،

فهذه الشعارات تُحوّل الوقفة من حدث سياسي إلى حدث ثقافي، حيث الكلمة نفسها تصبح سلاحًا، والهوية تُبنى بالكلمة كما تُبنى بالسلاح، الوقفات أيضًا تستدعي التاريخ، كما في صنعاء الجديدة حيث ارتبطت الوقفة بذكرى الاستقلال في 30 نوفمبر. هذا الربط يُظهر أن المعركة الحالية ليست جديدة، بل امتداد لمعركة التحرر الوطني. التاريخ هنا يُستخدم كأداة شرعنة، حيث الماضي يُبرّر الحاضر، والحاضر يُعيد إنتاج الماضي.

الإعلام يلعب دورًا محوريًا في تحويل الوقفات من حدث محلي إلى رسالة وطنية وإقليمية. تصوير الوقفات ونشرها عبر المنصات الرسمية والمحلية يضاعف أثرها، ويُظهر أن المشاركة ليست محصورة في مكان واحد، بل ممتدة عبر الجغرافيا اليمنية. الإعلام هنا لا ينقل فقط، بل يصنع الشرعية، حيث الصورة نفسها تصبح دليلًا على الحضور الشعبي، والشعار المردّد يصبح رسالة للعالم. الإعلام الدولي أيضًا يقرأ هذه الوقفات، حيث تُستخدم كدليل على أن سلطة صنعاء تمتلك قاعدة اجتماعية، وأنها ليست مجرد جماعة معزولة، بل سلطة قادرة على تعبئة المجتمع بشكل مستمر.

ورغم كل ذلك، تبقى الوقفات القبلية المسلحة اليومية في اليمن أكثر من مجرد مظاهرات شعبية او جماهيرية، بل طوفان قبلي مسلح يؤكد ان الشعب اليمني قادرا على ردع أي عدوان، وسيكون في الوقت ذاته حاضرا في معارك الأمة لنصرة القضية المركزية للامة العربية والإسلامية، وأن هذه القضية ليست بعيدة، بل جزء من هوية كل اليمنيين وشرعيتهم.

كما انها ترسل رسالة تحذير للخصوم أن اليمن لن يكون ساحة سهلة للعدوان أو التطبيع. اليمن اليوم يكتب التاريخ بالسلاح والقبيلة، ويقول للعالم: نحن حاضرون، نحن مقاومون، نحن جزء من محور الأمة، ولن ننكسر أمام الحصار أو العدوان.

اقرأ أيضا: السيد عبدالملك: فاطمة الزهراء النموذج الأسمى لنهضة الأمة وكسر قيود المستكبرين بنور الإسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى