كتابات فكرية

الكتابة: بين الفكر والوجدان بين الموهبة والفن

الكتابة: بين الفكر والوجدان بين الموهبة والفن

  • أمين الجبر

الاربعاء11يونيو2025_

ربما تكون أفضل قاعدة للكتابة هي تلك التي تقول: اكتب ما تفكر به، ولا تفكر فيما تكتب. ليس لأن الكتابة مجرد صنعة أو حرفة يتقنها الكاتب ويطورها بمهارة مستمرة، بل لأنها حالة شعورية تتكاثف فيها الأفكار، وتجليات فكرية تنساب بحبر الوجدان على صفحات الورق، فتتحول إلى تراكيب وتعابير تعكس عمق الكاتب وأفقه اللامحدود.

الكتابة ليست مجرد رصف كلمات أو تنميق عبارات، بل هي موهبة فريدة وفن احترافي راقٍ، أقرب إلى التعبير الصادق عن خلجات النفس واعتمال الفكر. إنها الصورة الحية والترميزية المثالية لهوية الكاتب، التي تتجلى في كل حرف وكل سطر.

تقول الحكمة الفلسفية العتيقة: «كل إنسان شاعر». فالشاعرية ليست حكرًا على الشعراء وحدهم، بل هي حالة إنسانية تتجلى بطرق متعددة، وفق مواهبنا المختلفة. فبعضنا يعبر عن شاعريته بقصيدة، وآخر بخطابة، وثالث برواية، وربما بنكتة، أو لوحة فنية، أو أداء تمثيلي. وهكذا تتعدد أشكال التعبير وتتنوع أساليبه، لتظل الشاعرية جوهرًا إنسانيًا متجددًا.

لكن، يبقى معيار الجودة والعمق رهينًا بقدرة الكاتب على صقل موهبته، وتجويد أسلوبه، وقوة طرحه. أما مسألة التفضيل والاستساغة، فهي متعلقة دومًا بمزاج القارئ واهتماماته، مما يجعل من القراءة تجربة شخصية فريدة لكل فرد.

على أية حال، تظل الكتابة رحلة مستمرة بين الفكر والوجدان، بين الموهبة والفن، بين الذات والقارئ، رحلة تتطلب الصدق مع النفس، والجرأة على التعبير، والاحتراف في الأداء.

اقرأ أيضا:السياسة العربية بين النخبوية والاستلاب الجماهيري

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى