القربي… محاولات يائسة لتنظيف صفحة سوداء

القربي… محاولات يائسة لتنظيف صفحة سوداء
الأربعاء 24 ديسمبر 2025- صوت الشورى- خاص
في مشهد سياسي يموج بالتحولات، تبرز شخصيات تحاول الظهور بمظهر الوسطية والاعتدال، بينما تخفي وراء أقنعتها تاريخاً حافلاً بالمواقف المثيرة للجدل. أحد هذه الشخصيات هو أبو بكر القربي، الذي يحاول عبر تصريحات إعلامية منتقاة بعناية أن يرسم لنفسه صورة الوسيط المعتدل، متناسياً أن تاريخه السياسي يشهد عليه بما لا يدع مجالاً للشك.
وفي الآونة الأخيرة، كثف القربي من ظهوره الإعلامي، ملقياً بتصريحات تحاول تقديمه كصوت عقلاني وسط صخب المشهد السياسي. يحاول أن يروج لنفسه كجسر بين الأطراف المتنازعة، وكمصلح يسعى لخير الوطن. لكن المراقبين المطلعين يرون في هذه التصريحات مجرد غطاء جديد لمسار سياسي ملطخ بالتناقضات والمصالح الضيقة.
وبالتأكيد لا تنطلي محاولات التجميل هذه على من عايشوا تحولات القربي السياسية. فما يقدمه اليوم من خطاب “معتدل” يصطدم بحقيقة مواقفه السابقة التي تثبت انتهازيته وعدم مبدئيته. تصريحاته الحالية تشبه محاولة طلاء جدار متصدع بطبقة رقيقة من الطلاء، ستزول عند أول اختبار حقيقي.
يصنف القربي ضمن فئة السياسيين الذين “باعوا الوطن بالمجان”، حيث تنازلوا عن ثوابت ومبادئ أساسية مقابل وعود واهية أو مكاسب شخصية تافهة. لقد ظن أنه بمواقفه تلك سينال حظوة أو منصباً أو مكافأة تليق بما قدمه من تنازلات، لكنه في النهاية وجد نفسه في قائمة المنبوذين حتى من قبل أولئك الذين استفادوا من مواقفه.
زمن أغرب ما في سلوك القربي وغيره من أمثاله، اعتقادهم أنهم قادرون على إخفاء حقيقتهم عن الجمهور. يظنون أن بإمكانهم التلاعب بالرأي العام عبر بعض التصريحات المدروسة، غافلين عن أن تاريخهم السياسي مكشوف كالكتاب المفتوح، وأن محاولات التجميل تزيد من فداحة ما اقترفوه.
ان صفحة القربي السوداء في التاريخ السياسي ليست من النوع الذي يمكن تنظيفه ببضع تصريحات إعلامية. الارتزاق السياسي والتنقل بين المواقف وفقاً للريح والمصلحة يترك أثراً عميقاً في سجل أي سياسي. ما يفعله اليوم يشبه محاولة إخفاء جبل بورقة توت، فالشعب الذي عانى من تبعات هذه الممارسات لم يعد ساذجاً إلى درجة تصديق التبريرات الواهية.
قصة أبو بكر القربي تقدم درساً بليغاً للسياسيين في كل مكان: السياسة ليست مهنة للارتزاق، والوطن ليس سلعة في سوق المزايدات. الشعب أذكى من أن ينخدع بالشعارات البراقة عندما تكون الأفعال على النقيض منها. والغباء الحقيقي هو اعتقاد السياسي أنه قادر على خداع الجميع إلى الأبد.
اقرأ أيضا: أبو طالب: ما يجري في المحافظات المحتلة يفضح شعارات الدفاع عن الدولة والوحدة


