اخبار محليةكتابات فكرية

القاسم الوزير ..الكرامة أولاً

 القاسم الوزير ..الكرامة أولاً

بقلم :  ناجي صالح السهمي

الاربعاء28مايو2025_

كان الفقيد قاسم بن علي الوزير أحد أهم قيادات اتحاد القوى الشعبية، كما كان واحدا من أبرز رجالات الوطن الذين كان همهم بناء دولة يمنية مستقرة تخدم المواطن وتنهض بالوطن.  قضى القاسم بن علي الوزير شبابه مع إخوانه في رحلة سفر طويلة بعيد ثورة 1948 الدستورية وإعدام والدهم الشهيد الأمير علي الوزير، تنقلوا من عدن إلى السودان وإلى القاهرة، حتى قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 ، فكانت عودتهم إلى صنعاء للمساهمة في تعزيز النظام الجمهوري وفقا لأهداف اتحاد القوى الشعبية، الذي تأسس عام 1960، وكان له دور كبيرا في العمل على إرساء السلام باليمن، بعد أن طالت الحرب الجمهورية الملكية، وتدخلات الإدارة المصرية في كل شؤون الدولة الفتية، ما أثار حفيظة غالبية رموز الصف الجمهوري، ومنهم الشهيد محمد محمود الزبيري والمفكر الإسلامي إبراهيم بن علي الوزير، فتداعوا إلى عقد مؤتمرات شعبية مثل مؤتمر خمر ومؤتمر عمران، وصولا إلى مؤتمر الطائف، الذي كان يعبر عن اتحاد القوى الشعبية وإبراهيم الوزير إدارة ورؤية. كان القاسم إلى جوار أخيه إبراهيم مساعدا ومستشارا للحزب، وبرغم عمق فكره ومستوى أدائه السياسي والقيادي إلا أنه حرص كل الحرص أن يقدم نفسه تلميذا في مدرسة إبراهيم الوزير، ولما عرضت عليه بعض المغريات والمناصب خصوصا في الفترة الأولى من عهد علي صالح آثر أن يلتحق بأخيه وأستاذه إبراهيم ، خاصة بعد وفاة أخيهم الأكبر عباس الوزير.  كان القاسم إلى جانب دوره السياسي وعطائه الفكري أديبا لامعا، وشاعرا استطاع أن يطوع الكلمة للتعبير عن مكنونات نفسه الجياشة إلى غد أفضل ينعم به كل اليمنيين. ومن أبياته الشعرية التي تفسر لماذا عاش أكثر من نصف عمره في بلاد الاغتراب، قوله:

إني أهاجر لا خوفا ولا طمعا  لكن حفاظا على نفسي كإنسان  لقد لخص الفقيد في هذا البيت الشعري حال اليمن حين غادرها للمرة الأخيرة، منتصف ثمانينات القرن الماضي، ونتحدث هنا عن الحالة السياسية التي وصلت حدا لا تطيقه النفوس الكريمة، إذ كان قد استشرف مستقبل اليمن من خلال أداء الرجل الأول في السلطة، وعرف أن مسايرة هذا النوع من الحكام لن تكون إلا على حساب الرصيد القيمي والأخلاقي لمن ينخرطون في خدمة الرئيس ودولة فخامته، وهذا ما لا يقبله رجال من طراز القاسم، الذي فضل العيش في الشتات محتفظا بكرامته وإنسانيته ومتطلعا إلى واقع جديد عبرت عنه قصائده الشعرية التي استجمعها ديوانه ” لم تشرق الشمس بعد “. كان القاسم وهو يدعو إلى حرية التعبير يأنس إلى الإبداع ويشجع عليه، لكنه في المقابل لا يقبل بالتجديف، كون الكلمة مسئولية، وهي عنوان قائلها أو كاتبها، وكان وهو يتابع استمرار السلطة وأدواتها في استهداف اتحاد القوى الشعبية اليمنية وتفريخه تحت مسميات شتى، يرى أن الأحزاب برسالاتها لا بأسمائها، وأن الفكرة هي الأساس، فإذا غابت الفكرة بزغ الصنم.  ما أحوجنا وأحوج اليمن اليوم للحرث في حقول قاسم الوزير، من أجل وطن ينعم بالشورى في الأمر، والعدل في المال، وتعود خيرات أرضه لكل المواطنين.

*أمين الأمانة الشعبية باتحاد القوى الشعبية

اقرأ أيضا:اضاءات في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر والأديب والمفكر السياسي القاسم بن على الوزير

نشر في العدد الخاص من صحيفة الشورى بتاريخ 20مايو2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى