كتابات فكرية

الصحافة النسوية ومواجهة الثقافة الذكورية

الصحافة النسوية ومواجهة الثقافة الذكورية

  • أمين الجبر

الأحد29يونيو2025_

الصحافة النسوية في اليمن المعاصر تمثل ركيزة ثقافية وفكرية حاسمة، شكلت منبرًا صلبًا لنضال المرأة اليمنية في مواجهة ثقافة ذكورية متجذرة وجهل مستشري. منذ انطلاقتها مع الصحافة الحديثة عقب ثورة 26 سبتمبر 1962م، كانت هذه الصحافة صوتًا جريئًا يكسر قيود الصمت، ويكشف عن معاناة المرأة اليمنية، مطالبًا بحقوقها المشروعة في التعليم، المدنيّة، والمشاركة السياسية.

لم تكن الصحافة النسوية مجرد مساحة للكتابات النسائية فحسب، بل كانت ساحة شاملة تناولت قضايا المرأة من كل الزوايا، رجالا ونساءً، لتكون لسان حال المرأة اليمنية ومرآة صادقة لواقعها المرير وطموحاتها العظيمة. عبر صفحاتها، توهجت مطالب التمكين والتثقيف، وتجلت محاولات التغيير الاجتماعي في وجه أيديولوجيات التهميش والإقصاء.

صحف ومجلات مثل “فتاة شمسان” و”نساء اليمن” و”حواء” و”المرأة” لم تكن مجرد منشورات، بل كانت شعلة أضاءت دروب الكفاح النسوي، ورفعت منسوب الوعي المجتمعي، متحدية التقاليد البالية، ومطالبة بإعادة صياغة مكانة المرأة في المجتمع اليمني.

الصحافة النسوية في اليمن ليست مجرد ظاهرة إعلامية، بل هي مشروع حضاري ينبض بالحياة، يعكس إرادة المرأة اليمنية في التحرر، والاعتراف بحقوقها، والمساهمة الفاعلة في بناء وطنها. ورغم كل محاولات التهميش، تظل هذه الصحافة منبرًا لا يمكن تجاوزه في فهم نضال المرأة اليمنية وتطلعاتها المستقبلية.

اقرأ أيضا:الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب لصوت الشورى عن أخطر الأمراض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى