الإعلام الغربي.. ماكينة الأكاذيب التي تصنع الحروب

الإعلام الغربي.. ماكينة الأكاذيب التي تصنع الحروب
الثلاثاء 3 ديسمبر 2025-
تطرح الصحافية كاتلين جونستون في مقالها الأخير، رؤية نقدية لدور الإعلام الغربي، مؤكدة أنه لا يعمل لنقل الحقيقة بقدر ما يسعى إلى صناعة قبول الراي العام العالمي للسياسات الإمبراطورية الأمريكية.
جونستون توقفت عند تقرير نشرته الصحيفة بعنوان: “كيف تُغرق عصابات فنزويلا وجهاديون من أفريقيا أوروبا بالكوكايين”. التقرير جاء متزامنًا مع تهديدات إدارة ترامب للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، واحتوى على عناصر البروباغندا التقليدية: شيطنة “الطاغية”، تخويف من “الجهاديين”، وتبرير تدخل خارجي محتمل.
الكاتبة تؤكد أن الإعلام الغربي ليس حرًا كما يُروّج. فالمؤسسات الكبرى مملوكة لمليارديرات أو خاضعة لرقابة حكومية، وتعمل على تحديد السرديات المقبولة. الصحافيون يتعلمون سريعًا حدود ما يُسمح بنشره، ومن يتجاوزها يُقصى من المشهد.
حرب العراق مثال صارخ لما روج من أكاذيب وأساطير حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وربط صدام حسين بهجمات 11 سبتمبر جعلت الغزو مقبولًا لدى الجمهور الغربي. إنها عملية ممنهجة لزرع أفكار لم تكن لتخطر على الناس لولا الإعلام.
جونستون ترى أن كشف الحقائق هو السبيل لكسر السيطرة الإمبراطورية الامريكية، إدراك حجم الأكاذيب والنهب باسم الشعوب يمكن أن يوقظ وعيًا جماعيًا قادرًا على التغيير. لذلك تُبذل جهود هائلة لضمان استمرار الهيمنة عبر الإعلام، مراكز الأبحاث، وخوارزميات التكنولوجيا.
الرسالة التي يخلص إليها المقال واضحة تماما، وهي أن الإعلام الغربي خاصة الأمريكي ليس حرًا، بل أداة دعائية للحروب، والتسلط والخطوة الأولى نحو عالم أفضل تبدأ بوعيٍ جماعي يفضح الأكاذيب ويعيد للخبر وظيفته الأصلية، وهي نقل الحقيقة كما هي لا صناعة الحروب ونشر الخراب والدمار والفوضى كما هو حاصل.



