“الأضحية لمن أستطاع إليه سبيلا”
“الأضحية لمن أستطاع إليه سبيلا”
“الأضحية لمن أستطاع إليه سبيلا”
عبدالرحمن مطهر
الأُضْحِيَّةُ هي إحدى شعائر الإسلام، التي يتقرب بها المسلمون إلى الله بتقديم ذبح من الأنعام وذلك من أول أيام عيد الأضحى حتى آخر أيام التشريق، وهي من الشعائر المشروعة والمجمع عليها، وهي سنة مؤكدة لدى جميع مذاهب، ويحرص عليها أغلب أفراد الشعب اليمني ، كغيرهم من المسلون في مختلف أنحاء العالم، وكان الكثير من المواطنين ، ها قد معك “عيد” أي هل اشتريت اضحية ، فالعيد في عيون الكثير هو توفر الاضحية ، ويتم أخذ جزء منه بما يعادل تقريبا الثلث ويوزع بقية الأضحية للفقراء والمساكين ليشعروا ويفرحوا بالعيد السعيد كمختلف أبناء الأمة الإسلامية.
وحاليا أصبحت هذه الشعيرة صعبة للغاية لدى معظم أفران الشعب اليمني ، فمثلا الزائر لسوق نقم المركزي بالعاصمة صنعاء هذه الأيام يلاحظ اصطفاف الخراف المعدة للبيع في المكان المخصص لبيع المواشي،بسوق نقم ، كما تنشر بعض الأسواق العشوائية لبيع الأضاحي خاصة الخراف في أكثر من مكان بصنعاء ، وأشهر هذه المواقع في شارع خولان بجانب سور مقبرة ماجل الدمة.
ومع قرب عيد الأضحى المبارك، قام تجار بيع المواشي بعمل إعلانات ممولة للإعلان عن مواشيهم وأسعارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك، وعند سؤال صوت الشورى أحد تجار الأضاحي إلى سبب الإعلان عن أضاحيهم هذا الموسم ، فرد قائلا هي طريقة حديثة في التسويق وأيضا بسبب ضعف الإقبال على الشراء، فتم اللجوء إلى بعض الطرق الحديثة في التسويق.
وكل تاجر يقدم عروض وتخفيضات حسب إعلاناتهم ، ويقولوا أنها عروض مغرية للمواشي البلدي.
غير أن الزائر لسوق نقم المركزي ، يلاحظ أيضا رغم أن المعروض من المواشي كبير جدا ، إلا أن الإقبال هذا العام ضعيف جدا حسب ما يشاهده الزائر للسوق ، وحسب كلام عدد من تجار المواشي ، وان كل موسم تضعف عملية البيع أكثر فاكثر، بالرغم آن الأضحية تعتبر من ابرز الطقوس التي يحرص عليها الشعب اليمني ، ومن أهم شعائر عيد الأضحى المبارك،إلى جانب صيام الأيام العشر ويوم الوقوف في جبل عرفات لذلك تعتبر الأضحية من أبرز ما يحتفل به المسلمون، كتتويج لشعائر موسم الحج إلى مكة المكرمة.
تجار الواشي يقولون أن أسعار المواشي ليس مرتفع كثير ، وأنهم لا يحرصون على جني أرباح كبيرة ، وإنما “ما يمشي الحال” حسب تعبيرهم، لان هناك مصاريف كبيرة تصرف على المواشي طوال العام.
الكثير من المواطنين يرجعون سبب عدم الإقبال على شراء الأضاحي ، لضعف القدرة الشرائية لدى المواطن ، خاصة أن عموم الموظفين في الجهاز الحكومي والمختلط كانوا يعتمدون على رواتبهم ومستحقاتهم التي انقطعت منذ ثمانية أعوام من قبل تحالف ومرتزقة العدوان، وما يصرف حاليا هو عبارة عن نصف راتب ما بين حين وآخر، بمجموع راتبين في العام تقريبا، كما أن رواتب الموظفين التي كانت حوالي 75مليار شهريا كرواتب فقط كانت تضخ للسوق شهريا فيستفيد منها الجميع وليس الموظف فقط باعتبارها دورة حياة اقتصادية.
فإلى جانب قطع الرواتب ، هناك الارتفاع الكبير في أسعار المواشي ،حسب كلام الكثير ، والذي لا يستطيع تحمله الغالبية العظمى من المواطنين ، وبالتالي يحرمهم من أداء هذه الفريضة التي تنطوي على أبعاد إيمانية لدى المسلمين، وهذا الارتفاع طال أنواع الأضاحي كافة، من خراف وأغنام وماعز وأبقار، وجعل قلة قليلة فقط ،تستطيع شراءها اليوم، فيقول أحدهم أصبحت “الأضحية لمن أستطاع إليه سبيلا”، مثل الحج تماما لمن استطاع إليه سبيلا.