الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب عن المهندس/ محمد حسين جغمان – الشاهدٌ والمشهود لهُ

الأستاذ عبد العزيز البغدادي يكتب عن المهندس/ محمد حسين جغمان – الشاهدٌ والمشهود لهُ
يوميات البحث عن الحرية .. المهندس/ محمد حسين جغمان – الشاهدٌ والمشهود لهُ
- عبد العزيز البغدادي
الاثنين14أبريل2025_
كل الكلمات والمداخلات التي قيلت يوم الأحد الماضي 13/إبريل/2025 عقب استكمال المهندس محمد حسين جغمان لعرضه لكتابيه :- 1- (ذكرياتي في رحلاتي عبر حياتي) 2- خطرات قلم – مقالات صحفية الذي استمعنا له لعرض تلخيص لمحتوياتهما خلال جلستين احدهما قبل شهر رمضان الفائت والثانية يوم الأحد الماضي 13/ابريل/2025 الموافق 15/ شوال 1446 بمركز ( د ) الذي يرأسه الأستاذ القدير الدكتور حمود صالح العودي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء ويشارك في إدارة جلساته كل أحد الأستاذ المهندس والنقابي المعروف الأخ العزيز عبد الرحمن العلفي ؛
كل الكلمات والمداخلات عبرت عن محبة وتقدير مستحقَّين للأستاذ جغمان المشهود له بالعصامية والحس الوطني اليقظ والمواقف الشريفة ونظافة اليد في مختلف محطات تأريخه الوظيفي والعملي وهذه بعض أهم صفات من ينبغي أن يتولى الوظيفة العامة بكل مستوياتها وبخاصة العليا منها؛
والمحتفى به مستشار لرئاسة الوزراء يعاني التهميش ممن لا يعون ما تعنيه المستشارية سوى كونها قسم الفائض من الموظفين كما كان يطلق عليهم في السبعينات والثمانينات من القرن الفائت، أو سلة المستشارين تساوي سلة المهملات، ووظيفة المستشار في بلد العجائب = مكان لاستيعاب بعض المنتمين لما يطلق عليها الوظيفة العامة ممن ضاقت بهم القيادات التائهة، وضاقت بما لديهم من قدرات أو أراء بها فائدة أو مصلحة عامة!.
ومعلوم أن الوظيفة العامة في هذا الوطن باتت ملكية الخاصة لمن نهبو مراكزها العليا المتحكمة في القرار ليصاب بالبؤس والشقاء!.

جوهر مذكرات المهندس جغمان شهادة صادقة وتلقائية تنطلق من الذات لتصل إلى افق إنساني واسع، وهذا النوع من الشهادات فائدتها شاملة وفي مقدمة الشهادات المطروحة للرأي العام لهذا فهي عرضة للقراءة النقدية على كل المستويات وكل عمل أيا كان مستواه الفني والموضوعي يثريه النقد البناء وهو أساس من أسس بناء الدولة والمجتمع وطريق من طرق استجلاء مضامينه التي يظهرها النقد والدراسات النقدية الجادة لتكون المادة التي تبنى على أساسها الدولة وينمو من خلاله وعي المجتمع؛
أن معاناة من أسهموا بأي قدر في بناء مؤسسات السلطة لا بد أن توضع في الاعتبار لتنتهي حالة التعامل مع الوظيفة العامة من قبل من تولوا القيادات العليا كملكية خاصة.
يجب أن يصان التراكم المعرفي وتراكم الخبرات والتجارب لتنمية والبناء على ما سبق كونها ملكية عامة لا يجوز التفريط بما أنفق في سبيل إنجازها أحيانا باستهتار وأخرى بسبب الأنانية السلبية لا لأناني هو صاحب براءة الاختراع والمؤسس لما لم يؤسس!!.
ولهذا تعرضت مؤسسات الدولة في مراحل التقلبات السياسية المختلفة لتجريف ذاكرتها شأنها شأن التراث بكل تفرعاته.
أما ما ذكره الأخ الدكتور حسين محمد جغمان ابن عم صاحب هذه المذكرات من أن شهادته مجروحة كونه كما قال ابن عم المشهود له والذي يرجع إليه الفضل في دعمه وتعليمه في بداية دراسته وعمله، هذه العوامل لم تعد من عوامل وأسباب الجرح في الشهادة وبالأخص إذا كانت متعلقة بالشأن العام؛
بل وكثير من النظم القضائية المعاصرة وصلت اليوم فيما يتعلق بالجرح والتعديل إلى درجة بان صارت معايير قبول الشهادة موضوعية تختلف كليا عن المعايير الشكلية التقليدية كالقرابة والنسب وتبعية الشاهد للمشهود له والشراكة معه بأنواعها المختلفة.
وصار للقاضي المعاصر في معظم البلدان المتقدمة سلطة تقديرية واسعة في المسائل الجنائية والمدنية ، وفي مختلف القضايا وصلت حد تجويز سماع شهادة الأب أو الأم لابنهما أو عليه ، وكذلك سماع شهادة الإبن لوالديه أو عليهما لأن القوانين في هذه البلدان تتطور بتطور الحياة نحو الأفضل لا إلى الأسوأ كما حدث في بلادنا في بعض القوانين والتعديلات التي تمت وفق إجراءات واضحة البطلان كالبنوك والزكاة وغيرهما ، تلك الإصدارات والتعديلات التي عادت بروح القانون إلى ما هو أظلم من القرون الوسطى وبصورة تسيء للدين وتضر بالمجتمع !.
والتقدم أو التخلف يرجعا إلى عوامل حضارية وثقافية وينتج عنهما تطور واختلاف معايير اختيار القضاة ومستوى تقدم أو تخلف السياسة التعليمية والتربوية التي تصاحب الفرد منذ نشأته الأولى حيث يتربى في البلدان المتقدمة على الثقة بالنفس والشجاعة في الرأي واحترام قيمة الحرية وأثر كل ذلك في تنمية روح الإبداع والقدرة على التصرف.
وفي ظل هذه البيئة الخلاقة لا تواجهك أي صعوبة وأنت في اختيار قاضٍ عادلٍ نزيه أو رئيس جمهورية لديه الإحساس المطلوب بحجم المسؤولية التي يتحملها، وذلك بالطبع من خلال انتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة تعبر عن وعي مجتمعي رفيع المستوى بأهمية الشراكة المباشرة وغير المباشرة في صنع القرار!.
كما لا يصعب عليك أيضاً أن تجد أستاذاً ومعلماً يؤتمن على تربية وتعليم جيل للمستقبل المشرق لا خزاناً للأكدار والخرافات والمظلم من التراث المقدس!.
الإنسان المليء بالحياة الحرة المتفائلة الباحثة عن إشراقات العلم وهو يحافظ على ذاته الأصيلة لا يتجمد عند محطة بذاتها من محطات التاريخ المظلم الذي يراد تكليسه، ولكنه يؤهل نفسه وتؤهله طاقة المجتمع الحر للانتقال من الأنا الصغرى (الذات المتكلسة للإنسان) لتعينه على التدرج أفقياً للانطلاق من الأسرة فالقبيلة فالوطن إلى أن يصل إلى البعد الإنساني بما يؤهله في الإسهام ببناء عالم جديد.
أما الذات غير الأصيلة فإن عقدة النقص تدفع بصاحبها إلى حالة التقوقع والانكفاء والركود.
ومن يصيبه مرض الانكفاء يحاول استغلال انتمائه القبلي خدمة لذاته غير الأصيلة أو المريضة بمرض العنصرية الذي تناولته في ثلاثة مقالات وثلاث يوميات سابقة.
الطابع العام لما أصدره العزيز محمد حسين جغمان يحفز نحو الانطلاق من الذات الأصيلة إلى الذات الإنسانية الأكثر رقياً وحرصاً على الحياة وديمومة التقدم ، تجلى ذلك من خلال تجربته وإسهامه الفاعل في تأسيس جمعية خولان التعاونية التي أكدت هذا البعد للعمل التعاوني ومنع استغلال الانتماء لقبيلة خولان ذات الامتداد الواسع في واقع وتأريخ اليمن العريق لمصالح ذاتية أنانية ضيقة، وحين وصل إلى طريق مسدود ترك الساحة للمتسابقين ليدون تجربته وشهادته للتأريخ ، فله خالص التحية.
هولاكو الأمريكي
أو هولاكو المتأمرك
هولاكو المستور المكشوف
ذو الوجه المتنكر
والذيل الممدود بلا لون
مزروع في أوردة الحكام البلهاء
وفي أنفاس المحكومين
اقرأ أيضا للكاتب:الأستاذ عبد العزيز البغدادي يتساءل عبر صوت الشورى هل العنصرية جريمة أم مرض؟!
