لبنان وتكنولوجيا القتل الفاشلة
لبنان وتكنولوجيا القتل الفاشلة
بقلم / لطف لطف قشاشة
أساليب الإجرام الإسرائيلي لن تقف عند حد، طالما وإنها قد أدركت حتمية زوالها بفعل تطورات الأحداث المتلاحقة التي يتقدم فيها محور الجهاد والمقاومة في إيلام الكيان عاما بعد عام ..
كان الكيان الغاصب بعيدا عن أية معركة جدية مع الدول العربية المحيطة به بل أن اتجاهات القوى العالمية المؤثرة في القرار الدولي تتجه صوب هدف واحد هو الحفاظ على امن واستقرار هذه الغدة حتى لا تمس مصالح تلك القوى العالمية بأي انتكاسات أو تراجع في منطقة الشرق الأوسط ..
في لبنان البلد الصغير والمتعدد طائفيا استطاع حزب الله من تغيير الوضعية التي رسمتها القوى العالمية المؤثرة في منطقة وأبقت على إسرائيل محاطة بسياج من الحماة المدافعين عن أمنها وللأسف أن جزءا من هذا السياج قوى لبنانية ذهبت بعيدا في عمالتها وخانت وطنها وأمنها واستقرارها ووقفت مناوئة لنجاحات وانتصارات حزب الله الذي حرر الأرض وامتلك أدوات الردع والحق بالعدو هزائم متوالية جعلته يدرك انه يتجه فعليا نحو الزوال ..
تغيرت قواعد الردع وأصبح العدو الغاصب يتلقى الهزائم دون أن ينفعه السياج الحامي وأصبح يخوض مواجهات مباشرة وطويلة ويتكبد فيها خسائر أشدها ضررا سقوط الهالة العظيمة التي سعت هي والدول الغربية والعملاء العرب أن تحيط نفسها بها وبأنها القوة التي لا تقهر وما إلى ذلك من دعايات تضليلية تساقطت تباعا حتى بانت اوهن من خيوط العنكبوت عقب أحداث طوفان الأقصى ..
في هذه الأيام أظهرت الأحداث جريمة منكرة من جرائم العدو وهي تفجيرات أجهزت البيجر واللاسلكي واللابتوبات وهي جرائم تلجأ إليها الغدة السرطانية لأول مرة في مواجهاتها مع محور الجهاد والمقاومة بشكل واسع وملحوظ ضمن معارك التكنولوجيا الحديثة التي كانت محدودة وتستهدف أشخاص بعينهم في عمليات اختراق متباعدة ومعقدة ..
استخدام إسرائيل التكنولوجيا الحديثة وسيلة من وسائل المواجهة لا يعني أنها تتجه الى تغيير معادلة الردع لصالحها مطلقا فقد شهدت المواجهات المتلاحقة والتي تطورت فيها قدرات حزب الله اللبناني أن إسرائيل قد غيرت من تكتيكاتها وطرق إدارتها للمعارك ونوعيات الأسلحة وكانت في كل مرة تسعى إلى نشر الرعب داخل المجتمع اللبناني عبر إمعانها في القتل والتدمير لعلها بهذه الفضايع أن تغير قرارات المواجهة الثابتة عند المقاومة الإسلامية في لبنان ولكنها تفشل وسيظهر فشلها قريبا عندما ينقشع غبار الحدث المأساوي على الشعب اللبناني والذي خلق نشوة انتصار زائفة عند قيادة العدو وسيدركون أنهم لن يجنوا من وراء المزيد من إجرامهم إلا المزيد من الثبات والصبر والتصدي لكن بمستوى أعلى وعبر إنشاء قواعد ردع جديدة تدفع بالعدو الى الندم لأنه ذهب الى هذا المدى الذي سيجني عليه المزيد من الويلات والخسائر ..
العدو الغاصب عنده منسوب الغباء أضعاف أي كائن في هذه المعمورة فهو حينما يعتقد ان الإسراف في التدمير والقتل كما يفعل في غزة وعندما يعربد بتجاوزه الخطوط الحمراء في المواجهة كما حدث باغتيال القادة إسماعيل هنية وشكر وعندما يستخدم الحرب التكنولوجية لقتل المدنيين بهذه الطريقة الواسعة التي حدثت في لبنان إنما يعبر بجلاء عن ارتفاع منسوب هذا الغباء لأنه بغبائه سيعزز من حقيقة وحتمية تتابع الهزائم التي لم تتوقف بجلاء منذ أحداث 2000 م في لبنان إلى خيبة أمله وانكساره في غزة الصامدة ..
محور الجهاد والمقاومة قد اتخذ قراره في المضي في المواجهة حتى زوال إسرائيل لأنه أولا يوقن أن من المستحيل أن تبقى هذه الغدة السرطانية في خصر هذه الأمة لأنها تمثل الخطورة المطلقة للأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم وثانيا لأنها قد امتلكت وسائل القوة والردع وتمضي قدما في تعزيز تأثيرها في المنطقة بشكل ملحوظ وثالثا لان المشروع الغربي الصهيوني الامبريالي قد لحقته من الهزائم ما يجعله عاجزا عن لملمت إخفاقاته وانه لم يعد يمتلك من الأدوات والعملاء من يمكن أن يثق بهم وبقدراتهم ..
أخيرا لبنان ستتعافى وغزة ستتعافى ومن سقط من الشهداء فإنما هي دماء وتضحيات لازمة في طريق القدس ..
ولله عاقبة الأمور..
أقرأ أيضا للكاتب:الأسطوانات المشروخة ومآلات الصراع العربي الإسرائيلي