كتابات فكرية

المفكر والشاعر الكبير قاسم بن علي الوزير كماعرفته

المفكر  والشاعر الكبير قاسم بن علي الوزير كماعرفته

  • عزيز بن طارش سعدان

الاربعاء21مايو2025_

في الذكرى الأولى لرحيل المفكر والشاعر الكبير قاسم بن علي الوزير، نستذكر ذلك الفارس الذي ارتقى بروح جواده إلى خالقه في 20 مايو  2024. لقد كان لقاءنا أخويًا ومفعمًا بالمحبة والسعادة، حيث جمعنا هدف واحد: النضال من أجل شعبنا العظيم. لم يكن قاسم مجرد شاعر أو مفكر، بل كان يحمل حسًا وطنيًا لا يسعى لتحقيق مكاسب شخصية، بل يكرس حياته للوطن الكبير الذي يوحد الأمة العربية والإسلامية في نسق واحد.

إن غياب هذا المفكر والشاعر الفذ ترك أثرًا بالغًا في مسيرتنا الفكرية والنضالية من أجل يمن الإيمان والحكمة. فقد كان شاهدًا على جراح الأمة وأوجاعها، وكان يؤمن بأن ثورة 1948 كانت الشرارة الأولى لنهضة الوطن العربي، رغم أنها تعرضت للإجهاض، مما تسبب له في ألم شديد بفقدان والده الشهيد علي الوزير، وحرمان أسرته من ممتلكاتهم، ليجد نفسه وإخوته في رحلة تشرد ومعاناة زادت من إصراره على النضال.

لقد كان نضاله شاقًا في سبيل رفعة اليمن وعزته بين الدول المتقدمة، ولم يبدل أو ينحني أمام الطغاة، وظل صامدًا في وجه المحن والتحديات. ما زلت أتذكر كلماته التي نشرتها إحدى الصحف، حين قال: “نحن مشددون في فكرنا ونضالنا، وستظل الأيام والليالي تذكرنا.”

ومن الشخصيات التي أشادت به، والدي النقيب طارش بن يحيى سعدان، الذي تحدّث عنه وعن رفاقه عند عودته من مؤتمر الطائف، قائلًا: “إن أبناء الوزير لهم مكانة في قلوبنا، فهم قادة نفتخر بهم وبنضالهم.” لقد كانوا يقودون معركة شاقة لتحقيق الاستقلال الحقيقي لليمن، بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي أسالت دماء اليمنيين، وهو ما شكل ألمًا عميقًا في قلب الفقيد.

رحيل المفكر قاسم بن علي الوزير أحدث فراغًا عميقًا في قلوبنا، فقد كان قائدًا عظيمًا، لا تجود الأزمان بمثله، إذ خاض معركة بناء الاتحاد في أصعب الظروف، وظل شامخًا حتى ترسخ الاتحاد بقوته ورؤيته الحكيمة. ذكراه ستظل حاضرة في لحظات الحزن والشجن، حين نبحث في الكتب وأبيات الشعر ومقولات الأدباء عن كلمات تعبر عن فجيعتنا وألمنا.

إن الاتحاد فقد أحد أبرز رجالاته، رجلًا عظيمًا تحمّل الصعاب ليبقى الاتحاد شامخًا. لقد سهر الليالي والأيام في سبيل ترسيخ دعائمه، واستمر في نضاله حتى بلغ الاتحاد ذروته. لم يكن الحزن على فراقه مجرد لحظة عابرة، بل هو حزن على فقدان قائد من قيادات الأمة العربية والإسلامية، رجل كان يتحدث في الندوات الفكرية عن عظمة اليمن ومكانته في قلب العروبة والإسلام.

وفي هذه اللحظة، لا نملك سوى الدعاء له، فهو أغلى وأعز إنسان إلى قلوبنا. اللهم اغفر له وارحمه، ووسع مدخله، وارزقه جوار الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الفردوس الأعلى. رغم شوقنا وحنيننا إليه، فإن التراب يحول بيننا، ولكن الدعاء هو الشيء الوحيد الذي يصل إليه.

اللهم اجمعني به وبأحبتي تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.

اقرأ أيضا:عوامل النهضة العربية .. في فكر القاسم بن على الوزير   (2)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى