كتابات فكرية

الرد الإيراني المنضبط .. رسالة محسوبة دون كسر الخطوط الحمراء

الرد الإيراني المنضبط .. رسالة محسوبة دون كسر الخطوط الحمراء

بقلم: الدكتور / عبدالرحمن المؤلف

الاثنين23يونيو2025_

في أول رد مباشر على الهجمات الأميركية التي استهدفت منشآتها النووية، أطلقت إيران عشرة صواريخ باتجاه قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر، لتدخل واشنطن رسميًا في دائرة الرد، ولكن ضمن معادلة منضبطة ومحسوبة بعناية فائقة.

المثير أن طهران، وقبيل تنفيذ الضربة، نسّقت مع الدوحة، وأبلغت قطر أن الهجوم لا يستهدف أراضيها ولا يشكل خطرًا على السكان أو الدولة، ما يعكس حرص إيران على عدم توسيع دائرة الحرب أو استعداء أطراف جديدة.

الأهم أن واشنطن كانت على علم مسبق بالهجوم الإيراني، بل قامت بإخلاء القاعدة من القوات بشكل احترازي، وهو ما حال دون وقوع إصابات، مما يؤكد أن الضربة الإيرانية كانت رمزية واستعراضية أكثر من كونها هجومية مدمّرة.

بهذا الرد، استطاعت طهران حفظ ماء الوجه أمام جمهورها الداخلي ومحورها الإقليمي، وقالت للعالم: لقد رددنا. وفي الوقت ذاته، منحت إدارة ترامب مخرجًا سياسياً مشرفًا لعدم الرد، بما أن الهجوم لم يُسفر عن أي خسائر بشرية.

الواضح أن الطرفين – طهران وواشنطن – لا يرغبان في الانزلاق إلى حرب شاملة، فالحرب هنا مكلفة على كل المستويات، من الأمن القومي إلى الاقتصاد العالمي المتأزم أصلًا.

وفي المحصلة، استطاعت إيران أن ترسل رسالة حازمة للولايات المتحدة دون أن تشعل جبهة شاملة، بينما تُبقي المواجهة مفتوحة مع “إسرائيل” ضمن إطارها الخاص والمباشر.

إنها ضربة مدروسة بعناية، توازن بين الرد والردع، وتفتح بابًا لمزيد من الحسابات السياسية… لا للانفجار الكبير.

اقرأ أيضا:روسيا.. الشراكة الإستراتيجية بين موسكو وطهران غير قابلة للكسر

الصورة أرشيفية لصواريخ إيرانية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى