اتحاد القوى الشعبيةكتابات فكرية

الاتحاد العظيم بفكره وقياداته

الاتحاد العظيم بفكره وقياداته

بقلم / لطف لطف قشاشة

 اتحاد القوى الشعبية تنظيم سياسي إسلامي الهوية يؤمن بالتنوع الفكري والثقافي ويقوم على أسس ثابتة تقوم على ثلاثية العدل في المال والشورى في الأمر والخير في الأرض من تأملها تأمل الواعي المدرك لعظمة الانتماء للإنسانية التي يراعى فيها أن يعيش الإنسان حرا كريما يتمتع بخيرات هذه المعمورة التي سخرها الله للأنام بعيدا عن الجبروت والطغيان والتسلط والكهنوت والاستغلال الذي يمارسه طغاة البشر شياطين الإنس ويجعلون عباد الله خولا ومال الله دولا ودين الله دغلا فتضيع معها حقيقة معاني الاستخلاف في الأرض لإقامة القسط والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..

الاتحاد غني عن التعريف ولا يحتاج إلى تطبيل وتلميع ، لأنه لم يقم على هواجس ورغبات العالين في الأرض وإنما تأسس من اجل رفع الظلم والظلمات عن البشرية بأكملها من منطلقات التشريع الإلهي المنسجم تماما مع فطرة الإنسان التي فطره الله عليها  ..

نشأة الاتحاد والإعلان الرسمي عن نفسه لم يكن وليد فكرة طارئة أو رغبة وقتية لتحقيق هدف فئوي أو مذهبي أو طائفي أو من اجل التشارك مع القوى النفعية في مكاسب السلطة وهيلمان التسلط وإنما لمرارة ما لحق بالإنسان اليمني ومن حوله الأمة العربية والإسلامية من تخلف وضياع أوصلها لتكون أضعف الأمم واشد المجتمعات البشرية تمزقا وضياعا  ..

الاتحاد مشروع تنويري امتد تصاعديا حتى وصل إلى المنبع الأول لخير امة أخرجت للناس التي أخرجها المعلم الأول صلوات الله عليه وعلى آله من جاهلية الاستعباد والتناحر والتقوقع والارتهان لطغيان الأمم المحيطة بها والتي حدد ملامح خيراتها صلوات الله عليه وعلى آله بقوله ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ) لذلك ستجد في مشروع الاتحاد ملامح هذه المحجة البيضاء  ..

المشاريع العظيمة يحملها أناس عظماء وفي حالة اتحاد القوى الشعبية الذي ترك خلال مسيرته التنويرية والنضالية أثرا محمودا عندما كان في قضايا اليمن والأمة يتجاوز المصالح الضيقة مهما كانت مسمياتها ويغلب المصلحة العامة التي يتبين العقلاء معها من بقية القوى الأخرى أنها أنجع طريقة لحفظ التلاحم والسلم الاجتماعي وهذه المواقف تقودنا الى حقيقة لا ريب فيها بأن الاتحاد لديه قيادات عظيمة كعظمة التنظيم نفسه   ..

الاتحاد كمشروع وكقيادات يعتبر مدرسة متكاملة الأركان والوظائف لذلك كان يتم استهدافه من قوى الاستبداد ليحدوا من دوره التنويري الوطني والإنساني وقد عانت قياداته الكثير من هذه الاستهدافات والتاريخ يشهد بذلك وليس المقام مقام استعراض هذه الاستهدافات والتي كانت ممنهجة ومتكررة كثيرا  ..

ما هي مواصفات قيادات الاتحاد والتي مكنتهم لحمل هذا المشروع دون تأثر بالترغيب والترهيب ؟

كان يتمتع القادة خاصة المؤسسين أولا بطيب الأصل فهم من الأسر الكريمة في المجتمع اليمني كابرا عن كابر وهم رغم هذا الانتماء الأسري كانوا يرون انه تكليف ومسؤولية لا تعالي ولا تكبر وهذه الخاصية أضافوا إليها خاصية اكتساب مختلف العلوم والمعارف من منبع صافي ، منبع جامع غير مفرق فقد نظروا إلى تعاليم الدين الإسلامي بأنها تعاليم واجبة الالتزام بها من جميع من ينطق بالشهادتين وان هذا الالتزام يتبعه تحملهم لمسؤولية إقامة الدين ، وان هذه المسؤولية ليست حكرا على أسرة أو طائفة أو مذهب طالما وكانت مرجعيتها القرآن وصحيح السنة المتوافقة معه ومن ثم كان الاجتهاد عندهم هو المعول عليه لديمومة وصلاح وتجدد الإسلام الصالح لكل زمان  ..

من صفات هذه القيادات أيضا أنهم هم التغيير والتنوير رافضين الجمود والعمل في إطار التحالفات الوقتية والمتغيرات الدخيلة على ثوابت وقيم الدين والفطرة الإنسانية..

ظل القادة خاصة المؤسسين بعيدين عن الاستقطابات حينما امتلكوا شجاعة في قول الحق وثباتا في رفض المغريات والاملاءآت التي تلغي الحريات والحقوق الأصيلة للإنسان الذي كرمه الله عز وجل بها  ..

هذه القيادات كذلك كانت كثيرا ما تعود إلى ثوابت الأمة وتسقطها على المتغيرات الجديدة فقد كان لديها من الإمكانيات العلمية والفكرية ورجاحة العقل وحسن النظر ما يجعلها تنطق بالحق وتعالج الاختلالات بمنطق الوعي وحسن التدبير والمعرفة الواسعة بالسياسة وبعد النظر  ..

أشخاص يمتلكون هذه الصفات بالتأكيد أنهم لن ينشئوا تنظيما أو يقدموا مشروعا إلا إذا كان مشروع متكامل الأركان والحدود لذلك فمشروعهم الاتحادي ليس قائما على نظريات انسانيو الإدراك الناقص لأصحابها،وإنما مشروعا فكريا راسخا قابلا للتجدد بتجدد وسائل الحياة وتطوراتها  ..

من هنا يحق لكل اتحادي آن يفتخر بانتمائه لهذا الصرح الفكري التنويري والوطني والإنساني العظيم وان يظل هذا الانتماء دافعا لتحمل المسؤولية في خدمة الأمة والمستضعفين في الأرض  ..

والله من وراء القصد  ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى