إذا قد خطفوها تعال سجل البلاغ !!
إذا قد خطفوها تعال سجل البلاغ !!
كتب : حسن الوريث
ابلغني أحد الزملاء أنه ذهب إلى قسم شرطة الوحدة في منطقة سعوان بأمانة العاصمة لتقديم بلاغ عن محاولة اختطاف ابنته الصغيرة من قبل امرأتين أثناء ذهابها إلى المدرسة لكنه فوجئ بتعامل عجيب من ضباط وأفراد القسم الذي سخروا منه ومن طلبه وحاولوا تخويفه من هذا البلاغ وقال له أحدهم أنت ستتحمل مسئولية كبيرة وحين أصر على تقديم البلاغ طلبوا منه أن يحضر لهم توثيق من الكاميرات الموجودة في الشارع ، وفي نهاية الأمر رفضوا تسجيل بلاغه فذهب إلى عاقل الحارة الذي ذهب بنفسه إلى القسم لكنه عاد ” بخفي حنين ” كما يقال لكن الأغرب أن الضابط قال له بالحرف الواحد ” إذا قد خطفوها تعال سجل البلاغ ..
زميلنا والد الطفلة الآن يعيش في قلق على ابنته التي تعاني من حالة نفسية صعبة نتيجة الموقف الذي حصل لها كما يعاني من الإحباط نتيجة تعامل قسم الشرطة في هذه القضية وبالتأكيد انه ليس وحده فقط من يعاني الإحباط بل أن كل من عرف بهذا الأمر يستغرب من كل هذا البرود وهذا التعامل من قسم الشرطة الذي يفترض به حماية الناس ..
تعاني أقسام الشرطة من أوضاع بائسة ومزرية على مختلف الأصعدة والمستويات وضعف الإمكانيات المادية والبشرية الأمر الذي انعكس على أدائها ودورها أو بالأصح أفقدها ذلك الدور المطلوب منها في خدمة المواطن فمن يزور أي قسم من هذه الأقسام سيتأكد بنفسه مما نقول بعيدا عن الزيارات الروتينية والمزايدات الإعلامية التي نسمعها من هذا المسئول أو ذاك لان الواقع يقول عكس ذلك ..
لو كان معالي وزير الداخلية أو نائبه أو الوكلاء أو سعادة المفتش العام للشرطة قاموا أولا بزيارات ميدانية واقعية إلى هذه الأقسام بعيدا عن الأضواء واطلعوا على ملفات قضايا الناس وكيف يتم التعامل معها وتعرفوا على تلك المباني المخزية بل والمزرية لهذه الأقسام والسجون التي تسمى احتياطية فإنهم بالتأكيد سيصابون بالإحباط والشلل المفاجئ الدماغي وغير الدماغي مما سيشاهدونه فيها من أوضاع كارثية ومأساوية وما يعانيه المواطن جراء ذلك وما ظهر من بعض تلك القضايا سوى غيض من فيض ومجرد إذن الجمل فقط ..
أقسام الشرطة تحتاج إلى معالجات جذرية تبدأ أولا من تغيير في قانونها وهياكلها التنظيمية ومهامها وعلاقاتها مع المواطنين ومبانيها التي لا تشرف وزارة الداخلية ولا الحكومة ولا الدولة ولا البلد مرورا بإمكاناتها المادية والبشرية وصولا إلى ضرورة إعادة تدريب وتأهيل منتسبيها على أساليب وطرق التعامل مع الناس وحتى في المظهر العام لضباط وأفراد الأقسام وأيضا إعادة تنظيم العلاقة والانسجام بين كافة أجهزة الشرطة والأمن ولا مانع من الاستفادة من تجارب الآخرين الناجحة والقوانين المتطورة لهيئات الشرطة في دول العالم وتغيير الصورة النمطية للشرطة في أذهان الناس والتي نعرفها جميعا من تنافر وعداء وليس ان الشرطة في خدمة الشعب والمواطن صديق الشرطة فهذا الأمر ليس له وجود في بلدنا ومجتمعنا ومن يقول غير ذلك فهو يخدع نفسه ويكذب بكل تأكيد وكما يقال في المثل الشعبي.. من كذب جرب .. وسيجد في ذلك عجب العجاب ..
نتمنى أن تصل رسالتنا إلى من يهمه الأمر في الحكومة ووزارة الداخلية وان نرى ونسمع خلال الأيام القادمة إصلاحات حقيقية لدور ومهام أقسام ومراكز الشرطة وأيضا كافة الأجهزة الأمنية بشكل عام لنرتقي بها ونحقق الهدف والوصول إلى معادلة شرطة في خدمة الشعب وشعب صديق للشرطة وتكامل لتحقيق الأمن والأمان والاستقرار والسكينة العامة في المجتمع .. فهل سيتم محاسبة مسئولي هذا القسم على تعاملهم السيئ مع المواطن أم أن الأمر سيمر مرور الكرام؟وهل سنرى قريبا إصلاحات حقيقية لأقسام الشرطة ؟ أم أن لوبيات الفساد ستمنع كل خطوات إصلاح جادة وحقيقية ليبقى الميدان خاليا لها تعبث بكل شيء كما تريد وتبقى أقسام الشرطة هي اليد التي تعمل على تطفيش المواطن وزيادة سخط الناس على الدولة؟
ونحن نؤكد هنا بأن إصلاح أوضاع أقسام ومراكز الشرطة والأجهزة الأمنية بشكل عام سيكون أولى خطوات التغيير الجذري المطلوب لتحقيق الدور المأمول لها وللأجهزة الأمنية في خدمة الوطن والمواطن .. فهل وصلت الرسالة ..نتمنى ذلك؟؟
اقرأ أيضا:عام على الطوفان جحيم على الكيان