صرف الرواتب وإنهاء الحصار خطوات ضرورية لاستقرار حقيقي وليست مطالب تعجيزية
في ثاني رد من صنعاء على بيان الرباعية قال رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، أن صرف المرتبات وإنهاء الحصار على مطار صنعاء وميناء الحديدة وتثبيت وقف إطلاق النار خطوات ضرورية لاستقرار حقيقي يلمسه الشعب اليمني.
وأوضح عبدالسلام في تغريدة له، اليوم الأحد، أن تلك هي مطالب حق وليست مِنة من أحد، مشدداً بأن غير ذلك لن يكون له أي معنى.
كلام رئيس الوفد الوطني يأتي في سياق الرد على دعوات تحالف العدوان لتمديد الهدنة، والتي ستنتهي في الثاني من شهر أكتوبر المقبل.
الفرحان:هناك دلائل أن الحوثيين لن يوافقوا على تمديد الهدنة
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات دانت في بيان لها ما أسمته بـ “هجمات جماعة الحوثيين” قائلة إنها تهدد بعرقلة الهدنة في اليمن، وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن هناك دلائل على أن أنصار الله أو “الحوثيين” كما أسماهم لن يوافقوا على تمديد الهدنة التي تنتهي أوائل أكتوبر المقبل.
خارجية صنعاء: إبقاء البلاد في حالة اللا حرب واللا سلم، أمر مرفوض
وكانت وزارة الخارجية اليمنية بصنعاء أكدت في بيان لها، أمس السبت، أن محاولات دول العدوان تمييع الهدنة الحالية والتهرب من تنفيذ متطلباتها وإبقاء البلاد في حالة اللا حرب واللا سلم، أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً ولا يمكن القبول به.
العزي:مطالب صنعاء على تنطوي على أي تعجيز
من جانبه قال حسين العزي نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ أن مطالب صنعاء لا تنطوي على تعجيز، ولا تستدعي تنازلات من احد، لأنها حقوق إنسانية خالصة للشعب اليمني، وقال في تغريده له اليوم على “تويتر” إن الاستمرار في إعاقة هذه الحقوق الإنسانية كمنع الاستفادة من ثروات الشعب اليمني النفطية والغازية، أو المنع من السفر أو حجز سفن الوقود وغير ذلك، لا يليق بأحد ويعمق الإشكاليات.
ليندركينغ: نعمل على تمديد الهدنة في اليمن، لما بعد الثاني من أكتوبر المقبل
وكان المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ دعا في مقابلات مع الجزيرة والحرة ،إلى ضرورة تمديد الهدنة في اليمن، لما بعد الثاني من أكتوبرالمقبل، وشددا على ضرورة دفع الرواتب لموظفي الدولة ورفع ما أسماه الحصار عن تعز.
وعن تقييمه للهدنة قال ليندركينغ “تقييمي للهدنة هو أنها وفرت فوائد مهمة وملموسة للشعب اليمني، ولا ينبغي لي أو للولايات المتحدة الحكم عليها، بل أن ندع الشعب اليمني يفعل ذلك”.
وأضاف أنه منذ بدء الهدنة انخفضت نسبة الإصابات في صفوف المدنيين بنحو 60%، واستطاع 20 ألفا من اليمنيين السفر عبر رحلات تجارية من مطار صنعاء لأول مرة منذ عام 2016، وهناك إمكانية مهمة لحركة عبور المساعدات الإنسانية لم تتوفر قبل الهدنة.
وطالب المبعوث المجتمع الدولي، وقادة انصار الله بأن يبذلوا المزيد من أجل تمديد هذه الهدنة، ومن أجل مزيد من الرحلات الجوية ومزيد من خفض التصعيد.
وأشار إلى أن انصار الله أو ما أسماهم بـ “الحوثيين” شنوا بعض الهجمات في تعز وما حولها في الأسابيع الماضية، مما أدى إلى مقتل مدنيين وجنود من الجيش الموالي لتحالف العدوان.
الرياض تجدد التزامها بدعم الهدنة
وبعد بيان الرباعية جددت المملكة العربية السعودية، مساء أمس السبت، التزامها بدعم كافة الجهود الرامية لتثبيت الهدنة السارية في اليمن برعاية الأمم المتحدة وتنتهي في 2 أكتوبر القادم.
وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في كلمة أمام الدورة الـ77 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، “نجدد التزام المملكة بدعم كافة الجهود الرامية لتثبيت الهدنة، وتمكين مجلس القيادة الرئاسي من أداء أدواره، وصولاً إلى تحقيق السلام المستدام بين “الأشقاء” في اليمن على أساس المرجعيات الثلاث ومنها قرار مجلس الأمن (2216).”.
وأضاف “كما تستمر المملكة في دورها القيادي كأكبر داعم لتلبية الحاجات الإنسانية والتنموية للأشقاء في اليمن”.
وطالب الوزير السعودي، بإزالة جميع العوائق أمام تدفق السلع الأساسية وإيصال المساعدات وفتح الطرق المؤدية إلى تعز ثالث أكبر مدن اليمن، التي ما زالت تخضع للحصار حسب وصفه منذ عام 2015م.
مراقبون اعتبروا أن وصف الفرحان للأطراف اليمنية بالأشقاء بأنها محاولة للتقرب من أنصار الله والترويج للملكة بأنه عبارة عن وسيط بين أطراف متصارعة وليست طرف أساسي ورئيسي في الحرب الدائرة منذ مطلع العام2015 عندما شنت عدوان على اليمن من خلال تحالف عربي تقوده الرياض.
الدعم الأمريكي للسعودية والامارات يلحق الضرر بالمدنيين في اليمن
وكانت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الأمريكيين، حثت إدارة الرئيس جو بايدن على بذل المزيد من الجهد لضمان ألا يسهم الدعم العسكري الأمريكي للسعودية والإمارات في إلحاق الضرر بالمدنيين في اليمن.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير إن المشرعين ضغطوا على الإدارة الأمريكية بعدما أشار تقرير رقابي داخلي إلى أن الولايات المتحدة قد فشلت في تقييم علاقة مساعداتها بمثل هؤلاء الضحايا.
وحسب الصحيفة، أفاد التقرير أنه بينما أشرف البنتاغون على 54.6 مليار دولار من المساعدات العسكرية للسعودية والإمارات من 2015 إلى 2021، فشل كبار المسؤولين الأمنيين في جمع بيانات كافية وأدلة على الضحايا المدنيين أو مراقبة استخدام الأسلحة الأمريكية الصنع.
وفي رسالتين موجهتين إلى وزارة الخارجية والبنتاغون، وصفت السيناتور إليزابيث وارين الديمقراطية من ولاية ماساتشوستس، وبيرني ساندرز المستقل عن ولاية فيرمونت، ومايك لي جمهوري من ولاية يوتا، تقاعس الإدارة عن تحديد المدى الذي أدى إليه الدعم العسكري الأمريكي لإلحاق الأذى بالمدنيين في اليمن بأنه “فشل غير مقبول”.
وكتب أعضاء مجلس الشيوخ: “نحثكم على مراجعة ما إذا كانت الحكومتان السعودية والإماراتية تتخذان الاحتياطات اللازمة أم لا لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين في اليمن”.
وأضاف المشرعون : “إذا تبين أن أياً منهما ينتهك، فإننا نحث الدولة على وقف جميع مبيعات الأسلحة إلى أي من البلدين حتى تتمكن من التحقق من أنها تتخذ خطوات لحماية المدنيين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخسائر في صفوف المدنيين أصبحت شيئا من السمة المميزة للحرب في اليمن، حيث يشن التحالف الذي تقوده السعودية ضربات مميتة باستخدام طائرات مقاتلة وذخائر أمريكية الصنع مزودة بموافقة الحكومة الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أنه “في الأيام الأولى للحرب، ألقت طائرات سعودية قنابل أمريكية الصنع على بيت عزاء في العاصمة اليمنية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 140 شخصا، وقتلت في قصف حافلة مدرسية يمنية 44 فتى في رحلة ميدانية”.
وتابعت “قُتل أكثر من 150 ألف شخص في الحرب، بما في ذلك ما يقرب من 15 ألف مدني، وفقا لتقدير موقع الصراع المسلح ومشروع بيانات الأحداث”.
وأوضحت الصحيفة أنه في 21 يناير، تسببت غارة جوية على سجن يديره أنصار الله في مقتل 70 شخصا على الأقل وإصابة العشرات، وفقا لمسؤولين محليين،ومسؤولي الإغاثة الدولية. لكن الوفيات انخفضت منذ أن وافقت الجماعات المتحاربة في أبريل على هدنة مبدئية ساعدت الأمم المتحدة في التفاوض بشأنها. تم تمديد الهدنة لمدة شهرين في أوائل أغسطس.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن زيارة بايدن الأخيرة للسعودية كانت تهدف جزئيا إلى محاولة إنهاء الحرب بشكل دائم، وفقاً للصحيفة.
وقال مسؤول سابق في وزارة الخارجية تم إرساله لتقديم المشورة للتحالف الذي تقوده السعودية، إنه شاهد عن كثب كيف فشل التحالف في تجنب وقوع إصابات بين المدنيين في اليمن، وكيف اختارت الولايات المتحدة غض الطرف عن الموضوع.
كما وجد التقرير الداخلي أن البنتاغون كشف أنه لا يتتبع كيف استخدم التحالف ما لا يقل عن 319 مليون دولار في الدعم اللوجستي للسعوديين والإماراتيين، “مما يعني أن الضرر المدني يمكن أن يكون نتيجة مباشرة للمساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة دون علمنا”.
وقال المقدم روب لودويك، المتحدث باسم البنتاغون، في بيان، إن وزارة الدفاع “لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء جميع التقارير المتعلقة بسقوط ضحايا مدنيين، بما في ذلك الضحايا في اليمن، وستتخذ جميع الإجراءات المتاحة لتجنب مثل هذه المآسي”.
وأضاف أن البنتاغون “أنهى منذ فترة طويلة كل الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية الهجومية في اليمن من قبل التحالف الذي تقوده السعودية”، وأن المسؤولين الأمريكيين “يؤكدون باستمرار على ضرورة الالتزام بقانون النزاعات المسلحة ومنع الإضرار بالمدنيين”.
وجاء في الصحيفة إنه في فبراير 2021، أعلن بايدن أن الولايات المتحدة ستنهي دعمها للعمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن. ومع ذلك، قال إن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدة “الدفاعية” للسعودية، دون أن يوضح كيف ستضمن إدارته أن السعوديين لن يستخدموا ذلك في العمليات الهجومية.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تواصل بيع الأسلحة إلى السعودية والمساعدة في صيانة الطائرات المقاتلة الأمريكية الصنع وغيرها من المعدات العسكرية.
وأردفت الصحيفة “اشتد غضب الحزبين بشأن الذخائر التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات التي توفرها الولايات المتحدة للسعودية في الكابيتول هيل خلال إدارة ترامب، بعد مقتل جمال خاشقجي، كاتب العمود في واشنطن بوست عام 2018، حيث خلص مسؤولو المخابرات الأمريكية إلى أنه قُتل على يد فريق سعودي بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتحرك المشرعون في كلا الحزبين لمنع مبيعات الأسلحة، على الرغم من أن الرئيس دونالد ترامب تحايل على الكونغرس ومضى في الصفقات على أي حال”.
واستدركت “لكن غضب الحزبين تضاءل مع مرور الوقت، خاصة بعد أن تولى بايدن منصبه وتعهد بإنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، بما في ذلك بعض مبيعات الأسلحة”.
ولفتت رسالة المشرعين يوم الأربعاء إلى أن المخاوف عادت إلى الظهور في الكابيتول هيل، حيث يسعى بايدن إلى إعادة بناء العلاقات مع المملكة والأمير محمد بعد الغزو الروسي لأوكرانيا،.
ووفقاً للصحيفة “تصاعدت المخاوف في الكونغرس بشأن الكيفية التي تحاول بها الحكومة الأمريكية تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وسط أدلة متزايدة على تكرار الهجمات في إدارات متعددة قتل فيها مارة مدنيون خلال غارات بطائرات مسيرة”.
وأظهرت التحقيقات المنفصلة، التي اعتمدت على التقييمات السرية للجيش لأكثر من 1300 تقرير عن الخسائر المدنية التي حصلت عليها التايمز، أن الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة تميزت باستخبارات معيبة، وميل للموافقة على العملية، ومساءلة ضئيلة.
وقالت وارين: “لا ينبغي للولايات المتحدة أن تساهم بأي شكل من الأشكال في معاناة ملايين اليمنيين الأبرياء الذين وقعوا في فخ الحرب المدمرة التي تقودها السعودية”.
وأردفت وارين “هناك دعم قوي من الحزبين لإجراء تحقيقات شاملة في تواطؤ الولايات المتحدة المحتمل في إلحاق الضرر بالمدنيين في اليمن”.