كيف استخدم الموساد بصمة الصوت والذكاء الاصطناعي في اغتيال العلماء والقادة الإيرانيين؟

كيف استخدم الموساد بصمة الصوت والذكاء الاصطناعي في اغتيال العلماء والقادة الإيرانيين؟
بقلم الدكتور : عبدالرحمن المؤلف
الثلاثاء24يونيو2025_
تمهيد: في زمن تتسارع فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي والتجسس السيبراني، أصبح استهداف الأفراد لا يعتمد على الأسلحة وحدها، بل على خوارزميات وتحليل بيانات فائقة التعقيد. الموساد الإسرائيلي مثال صارخ على هذا التحوّل، حيث استخدم منظومات متقدمة لرصد وتتبع واغتيال قادة وعلماء إيرانيين باستخدام بصمة الصوت والتقنيات المرتبطة بها.
أولاً: ما هي بصمة الصوت؟ بصمة الصوت هي الخصائص الصوتية الفريدة التي تميّز كل إنسان، وتشمل ترددات الحبال الصوتية، نبرة الصوت، الرنين، طريقة النطق، وحتى طول المجرى التنفسي. هذه البصمة تُستخدم اليوم كأداة بيومترية يُمكن عبرها التعرّف على الأشخاص بدقة.
ثانياً: كيف يجمع الموساد بصمة الصوت؟ اعتمد الموساد على عدة مصادر لجمع البصمات الصوتية:
1. اعتراض المكالمات الهاتفية.
2. اختراق تطبيقات الهاتف.
3. زرع أجهزة تنصت في المكاتب والسيارات.
4. التعاون مع شركات اتصالات أجنبية.
5. الحصول على تسجيلات من اجتماعات ومقابلات علنية أو مغلقة.
ثالثاً: كيف تتم عملية التتبع والاستهداف؟ بمجرد تخزين بصمة صوت الهدف في قاعدة بيانات، يتم:
1. استخدام أنظمة ذكاء اصطناعي لمسح ملايين الاتصالات.
2. عند رصد تطابق، يُحدد الموقع الجغرافي عبر بيانات الاتصالات أو الأقمار الصناعية.
3. يتم تنفيذ الاغتيال بدقة شديدة باستخدام:
قنابل موجهة.
طائرات مسيّرة.
أسلحة آلية تعمل بالتحكم عن بُعد.
أو عبر فرق اغتيال ميدانية.
رابعاً: أمثلة واقعية على الاغتيالات:
1. محسن فخري زاده (2020): اغتيل قرب طهران في عملية معقدة استُخدم فيها مدفع رشاش يعمل بالذكاء الاصطناعي، تم توجيهه عبر قمر صناعي. التوقيت الدقيق للعملية يشير إلى اعتماد الموساد على تتبع فوري عبر بصمة صوته أو إشارة هاتفه.
2. داريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن: اغتيلا بواسطة دراجات نارية مفخخة أو إطلاق نار مباشر، بعد رصد تحركاتهم اليومية التي يُعتقد أنها تمّت عبر تحليل الصوت أو موقع الهاتف المحمول.
3. قادة الحرس الثوري: استُهدفوا بعد مكالمات هاتفية تم اعتراضها، مما ساعد على تحديد مكان وجودهم بدقة وتوجيه الضربات.
خامساً: خطورة التقنية في البيئة الاستخباراتية:
لا حاجة إلى شريحة SIM، فحتى الهواتف الصامتة يمكن أن تصبح ميكروفونات تعمل لصالح العدو.
يمكن تفعيل المايكروفون عن بُعد.
عند معرفة بصمة صوت الهدف، يمكن رصد أي تواصل له في أي وقت عبر شبكات الاتصال أو الأقمار الصناعية.
سادساً: مواجهة هذه الأساليب:
عزل الهواتف في الأماكن الحساسة.
استخدام غرف عازلة للصوت.
تغيير نمط الحركة وعدم الحديث في الأماكن المفتوحة.
استخدام وسائل اتصال بديلة غير رقمية.
خاتمة: الذكاء الاصطناعي لم يعد فقط أداة إنتاج أو ترفيه، بل أصبح أحد أخطر أسلحة الاغتيال والتجسس في القرن الـ21. واستخدام الموساد لبصمة الصوت في تتبع وقتل العلماء والقادة الإيرانيين يفتح باباً جديداً في عالم الحروب الخفية التي لا تُخاض في الميدان فقط، بل على شبكات البيانات.
المراجع:
تقرير وكالة رويترز عن اغتيال محسن فخري زاده (2020).
تقارير استخباراتية غربية نشرتها نيويورك تايمز وواشنطن بوست.
دراسات عن الذكاء الاصطناعي في الأمن القومي – مركز RAND.
وثائق ويكيليكس المتعلقة بالتجسس الصوتي والاختراق السيبراني.
اقرأ أيضا:الرد الإيراني المنضبط .. رسالة محسوبة دون كسر الخطوط الحمراء

الصورة لبعض القادة والعلماء الإيرانيين الذين اغتالتهم إسرائيل