شارع الستين بصنعاء .. الطريق الأقرب للسماء

شارع الستين بصنعاء .. الطريق الأقرب للسماء
- محمد حسن زيد
الأحد 28 ديسمبر 2025-
يعتبر شارع الستين في العاصمة صنعاء، من أطول خطوط السيارات في صنعاء وأهمها أظن ان الرقم ٦٠ إشارة إلى مدى عرض الشارع فهو عريض لا يفوقه سوى ميدان السبعين.. لكن الدخول في هذا الخط السريع مجازفة يومية سواء كان للمارة أو المركبات.
فجسور المشاة لقطع خط الستين محدودة ومتباعدة ولذلك تجد المشاة يتحينون الفرص لقطع الشارع عند أي ثغرة سانحة معتمدين على تقديرهم للمسافات والسرعات ونوع المركبات ومهارة السائقين وقوة أعصابهم مع قدر من الحظ واللطف الإلهي.. ولعل من أخطر المواقف التي عشتها انا وعائلتي في أحد منعطفاته (بعد مستشفى ابن سيناء مباشرة) انني فوجئت بشخصين في منتصف الخط يريدان قطع الخط وحين شاهداني قرر أحدهما قطع الخط بينما قرر الاخر الوقوف!!
فلو حاولت الفرار من أحدهما فسأتجه نحو الآخر ولم يبق لي سوى الرهان على قوة الفرامل مما عرضني مع عائلتي لخطر فقدان السيطرة على السيارة ولولا عناية الله تعالى وقيادتي بسرعة معقولة وعدم وجود سيارات مسرعة خلف سيارتي لما أمكن تدارك هذا الموقف الخطير والتجربة المفزعة!! فالحمد لله أولا وآخرا ظاهرا وباطنا نسأله تعالى أن يلطف بنا ويرحمنا ويكفينا بفضله المهمات والأحزان والمصائب.
هناك ظاهرة أخرى خطيرة في شارع الستين وغيره ينبغي التيقظ لها وهي وجود مركبات تسير عكس خط السير يتفاجأ بها المشاة مثلما تتفاجأ بها السيارات وقد صدمتني دراجة نارية بينما كنت أقطع شارع الزبيري ماشيا حين كان عاكسا للخط مسرعا وفوجئت به يصدمني بمجرد قطعي للشارع في استهتار عجيب ببديهيات المرور..
كما ان هناك سيارات ودراجات نارية تقطع الشوارع بطريقة عرضية أو تقفز فوق الأرصفة وبين الحواجز الاسمنتية لتختصر المسافة فتظهر فجأة وسط الخطوط السريعة من أماكن غير متوقعة وتتسبب في مفاجأة السائقين ودفعهم للانقلاب أو التصادم كما حدث في السبعين وتسبب بحادث أليم يمكن مشاهدته في اليوتيوب.
عقلية الكسل مع غياب الضبط المروري تدفع الكثيرين للاستهانة والتمادي مما يعرض الجميع للخطر.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
وكأن التحديات لمن يرتاد طريق الستين الحيوي تتجاوز المخاطر القادمة من الأرض فهذا الشارع الذي ابتلي هو ومحيطه بالقصف المتكرر الذي لا يأبه بوجود المدنيين ولا يقيم لهم أي وزن أصبح جديرا بعنوان “شارع الستين في صنعاء أقرب طريق إلى السماء”.
ختاما ..
ن ما يعيشه مرتادو شارع الستين وغيره من الشوارع والخطوط المشابهة بصنعاء يوميًا من مخاطر جسيمة، سواء بسبب ضعف البنية التحتية أو غياب الانضباط المروري، يفرض ضرورة عاجلة لتدخل الإدارة العامة لشرطة المرور، ووزارة النقل والاشغال العامة وغيرها من الجهات ذات العلاقة لإيجاد الحلول لمعالجة الاختلالات الموجودة في هذه الشوارع الحيوية.
ومن هنا، فإننا نوصي بزيادة جسور المشاة، وتشديد الرقابة على المركبات والدراجات النارية المخالفة، وإطلاق حملات توعية شاملة، بما يضمن سلامة المواطنين ويحد من الحوادث المميتة. فسلامة الأرواح أمانة ومسؤولية، والواجب يحتم أن يكون شارع الستين طريقًا آمنًا للحياة لا أقرب طريق إلى السماء.
ونسأل الله السلامة للجميع..
اقرأ أيضا: حفاظا على سلامة ركابها.. إدارة مرور العاصمة تحظر الدراجات النارية في اكبر شوارع بصنعاء




