كتابات فكرية

الخلايا التجسسية .. فضائح واكتشاف وتعرية

الخلايا التجسسية .. فضائح واكتشاف وتعرية

الخلايا التجسسية .. فضائح واكتشاف وتعرية

بقلم :لطف لطف قشاشة

لم يكن الانجاز الأول ولن يكون الأخير ما أعلنته الأجهزة الأمنية اليمنية من اكتشاف خلية تجسسية تعمل لحساب أمريكا وإسرائيل فقد سبق لجهاز الأمن والمخابرات أن أعلن عن اكتشاف خلايا تستهدف امن البلاد ومختلف مناحي حياته وجميعها تعمل لحساب الدول المعادية للجمهورية اليمنية ..

ما يميز اكتشاف الخلية الأخيرة التي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية قبل يومين أنها كشفت أعمال امتدت لأكثر من ثلاثة عقود تستهدف الاقتصاد والزراعة والتربية وبالطبع الأمنية والعسكرية وغيرها، وهي أعمال امتدت من مرحلة العمل المغضى عنه إلى مرحلة العمل التجسسي المعقد في ظل نظام قائم أساسا على عقيدة المعاداة والمواجهة المباشرة مع أمريكا وأدواتها في المنطقة واليمن …

فيما مضى كان الاختراق للنظام القائم مبسطا ولا يمثل خطورة ولا يحتاج لجهود مضنية بسبب اتفاقيات النظام السابق لثورة 21 سبتمبر 2014 م التي أبرمتها مع البنك الدولي والدول والمنظمات المانحة مما سهل على الدول المتربصة عملية السيطرة والتحكم في جميع شئون البلاد وهذا ما لا ينكره إلا معاند ..

قبل ثورة الحرية والاستقلال لم يكن للجمهورية اليمنية من مظاهر الاستقلال والسيادة أي دلائل تذكر بل جل نشاط النظام فيها هو الإفساد والفساد، حتى وصلت اليمن إلى تصنيف الدول الفاشلة،  والأكثر فسادا ولم يحقق حينها ذلك النظام سوى الإثراء غير المشروع والمصالح الضيقة وترك الشعب يعاني من ويلات التدخل الخارجي الذي استطاع نهب ثروات البلاد وغير من هويتها الإسلامية والقومية والوطنية بفعل الاملاءات وبرامج ما يسمى الإصلاح الاقتصادي والمالي الذي فرضه صندوق النقد الدولي ودخل من ضمن مخططاته تغيير المناهج والتقرب من دول التطبيع مع الغدة السرطانية ..

بعد ثورة الحرية والاستقلال 2014 م ازداد حصار البلاد وازداد معها التدخل العسكري المباشر لوأد الثورة في مهدها لكن صمود الشعب ووعيه وحكمة قيادته الثورية والسياسية التي مضت في فرض مفاهيم إسلامية ووطنية جعلت لعنوان الثورة ( حرية واستقلال ) معاني تخالف المفاهيم المغلوطة والثقافات المهجنة للشعب اليمني التي فرضتها سياسات وإدارات الأنظمة العميلة لأكثر من ستة عقود وكانت القيادة الوطنية لثورة 2014 تنجح في خلخلة الرموز والمجاميع والمكونات المنتفعة الفاسدة التي أدارت البلاد قبلها فتعرت مفاهيم الله ثم الثورة ثم الوطن ثم الوحدة، التي في معانيها دلالات عظيمة لكنها كانت تتساقط واحدة تلو الأخرى  فسقط الولاء للجمهورية عندما تعرت بالتوريث وسقط مفهوم الوطن عندما وقفت المنظومة السابقة بأكملها في صف تحالف العدوان ( حكومة ومعارضة ) وسقط مفهوم الوحدة بمشاريع الانفصال الذي حمله مرتزقة تحالف العدوان ..

منذ ثورة 21 سبتمبر 2014 كانت تتساقط الأقنعة واحدة تلو الأخرى وتم خلالها اكتشاف العديد من الخلايا التجسسية بدايتها الخلايا المرتبطة بمجاميع الارتزاق التي وقفت في صف العدوان وقاتلت معه ،ثم تلك الخلايا التي جندتها دول تحالف العدوان وفي كل مرة تسقط خلية تتفتح لدى الأجهزة الوطنية الحرة أبوابا كانت موصدة تثبت السلسلة المترابطة بين المرتزق المحلي ومن جنده من دول تحالف العدوان العربي وارتباط تلك الدول المعتدية بإدارة وتوجيه الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا الشيطان الأكبر ولعل المتابع لتلك الخلايا التي تساقطت تباعا سيدرك هذه الحقيقة كاملة ..

سقوط الخلية التابعة لأمريكا والتي ابتدأت مقالي بذكرها هي مرحلة متقدمة استطاعت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة المجلس السياسي الأعلى بصنعاء أن تسقطها وتنشر جزءا من أعمالها التخريبية حيث أنها أكدت على تنامي قدرات واحترافية جهاز الأمن والمخابرات وأنها بالفعل تضاهي كبريات الأجهزة العالمية في جانبها التقني والمادي ولكنها بالتأكيد تفوقها في الجانب العقدي والروحي لان منطلقاتها وسياساتها تعتمد على ثقافات وهوية أخلاقية وإيمانية عاليه ..

على ضوء ما تحقق من انجازات وتحت مظلة المعطيات التي سردناها سابقا فإن ما تحقق سيلحقه انجازات اكبر وأعظم تعزز من عناوين المرحلة التي عشناها ونعيشها منذ ثورة الحرية والاستقلال والتي جاءت ترجمة حقيقية لمعاني الحرية والسيادة والاستقلال وما كانت لتتم لولا أن اليمن قيادة وحكومة وشعبا وجه بوصلة العداء للعدو الفعلي للأمة برمتها واستعاد زمام المبادرة في ترسيخ ثوابت الأمة وهويتها الدينية وهي بحق التي ستحقق انجازات اكبر وأكثر ستظهر تباعا تؤكد أن اليمن كانت ومنذ 1962 وحتى 2014 م تتحكم فيها القوى الاستعمارية والصهيونية العالمية لذا فلا داعي أن يستمر البعض في المكابرة بان ما كنا عليه خير مما نحن فيه لان في هذه الجزئية يتضح لنا ان هذا البعض يعمل كخلايا نائمة وسيسقطون كما سقطت الخلايا السابقة إلا من رحم ربي ..والله من وراء القصد

 اقرأ أيضا:حديث عن المأزق العاطفي وانحراف الأمة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى