كتابات فكرية

الأستاذ عبد العزيز البغدادي يتساءل.. أهذه غزة أم الدمار العالمي الجديد؟!

الأستاذ عبد العزيز البغدادي يتساءل.. أهذه غزة أم الدمار العالمي الجديد؟!             

يوميات البحث عن الحرية.. أهذه غزة أم الدمار العالمي الجديد؟!              

  • عبد العزيز البغدادي

الاثنين 6 أكتوبر 2025-  

 فيما لا يشبه الصدفة شاهدت على قناة العربية العَلم الأمريكي جنبا الى جنب مع العلم الصهيوني مغروزان في قلب مدينة غزة الفلسطينية التاريخية الاستراتيجية وقد أصبحت قاعاً صفصفاً بعد (طوفان الاقصى) والعروبة تهمة مباركة في نهج القناة وعنوانها المجني عليه!

اخذ المذيع العربي يتلوا على المسامع التي لا تعقل أولا تمتلك إرادة أن تسمع اشادة رئيس أعظم دولة في عالم لا اعتقد انه ما يزال يمتلك بقايا من ضمير انساني اشادة برئيس وزراء (الكيان الصهيوني) آخر وأقبح نظام عنصري متوحش عرفه التاريخ – نتنياهو-، ولا جديد في هذا!

رئيس وزراء هذا النظام المدلل من قبل أنظمة العار العربي قبل الغربي، وبالذات بعض وأهم دول الخليج التي دفعت حوالي 4 تريليون دولار مكافأة اشراف امريكا المباشر على سحق غزة وتحويلها الى غبار يرسم اخر وأقسى عملية ابادة جماعية حصلت عبر التاريخ!

ما تلاه هذا المذيع العربي الذي بدى مشغولاً  بسماع رنين ما افرزت هندسة الصوت الحديثة الممولة بسخاء لمواكبة اخر ما توصل اليه العلم كي يتمكن الاعراب من تضخيم الصوت كخلاصة للظاهرة الصوتية التي تعكس كل كينونة الاعلام العربي المعبر عن لب السياسة العربية وعمقها المفرغ من المحتوى والاخلاق العربية النابعة من اعماق ومخزون الصحراء والقبيلة العالقة في الذاكرة الميتة والنخوة والكرامة التي لا مثيل لها والسياسة التي يستحيل ان يوجد لها نظير. نقل المذيع اشادة ترامب المبجل بنتنياهو على قبوله الوقف المؤقت لإطلاق النار في غزة حسب وصفه! ولا ندر ماذا تبقى لم يدمر ليكون وقف اطلاق النار مؤقتا!.

بالمناسبة هذا الاعلام العربي يردد ما يقوله الاعلام الصهيوني العالمي: ان إبادة غزة وسحقها وانهائها من الوجود يعد حربا، لا يهم بين من ومن طالما ان الاعلام الصهيوني قد سماها حربا فهي كذلك حربا!

 مسيرة الابادة هذه مهد لها الاعلام الصهيوني وصداه العربي بان حماس تمتلك في أنفاق غزة المبجلة ترسانة من الصواريخ الدقيقة جدا كفيلة بمحو اسرائيل من الوجود، وهو نفس ما ردده الاعلام الصهيوني تمهيدا لتدمير المدينة بكل هذه القسوة للوصول لترسانة الصواريخ المزعومة!

ألست اجساد الاطفال والمدنيين الغَزيين العزَّل من السلاح والذين تم ويتم إبادتهم بدك كل المباني والبيوت فوق رؤوس ساكنيها ليلا ونهارا.

هؤلاء العزل هم الطرف المكافئ بنظر الاعلام الصهيوني والغربي لآلة الحرب التي يمتلكها الكيان الصهيوني المدجج بأفتك انواع الاسلحة على مستوى المنطقة!

وهذا الكيان من اوائل دول العالم التي تمتلك أحدث انواع الاسلحة، ومن بينها السلاح النووي، حيث يحوز حوالي 300 راس نووي وله الحق الحصري في المنطقة والعالم للدفاع عن نفسه من خطر الحجارة التي يشهرها في وجهه أطفال فلسطين أحياناً!

هذه الترسانة معدة لتكون في مواجهة الشعب الفلسطيني الاعزل الذي تستباح ارضه وتنتزع ارواح ابنائه منذ 1948 وقبلها!

وهو يفعل ذلك حسب ما يردد اعلامه وكما أشرنا دفاعا عن النفس والحفاظ على امن اسرائيل من خطر الطفل الفلسطيني المدجج بالحجارة!

وفي مقابل ما يخفيه ذكاء اعلام الكيان الصهيوني وصراخه من خطورة حماس واطفال فلسطين على امن اسرائيل هناك غباء فاضح في الاعلام العربي وبالذات من يعدوا أنفسهم في خندق المواجهة والمقاومة يعتمد على التباهي بترديد تصريحات المسؤولين الصهاينة بان مئات الالاف من المستوطنين (شعب اسرائيل) قد وجدوا لهم تحت الارض ملاجئ تؤويهم من أي خطر يرونه محتمل لا يمتلكها من يدعون ان ايديهم على الزناد ويزعمون انهم اعداء اسرائيل، يتحدونها دون حاجة في نظرهم لان يعدوا لها ما يستطيعون من قوة ومن رباط الخيل!

 وفي نظرهم فإن الاستطاعة هي ما يؤهلهم للاعتماد على الغيب، ولا يهمهم التفريق بين الانتحار والمقاومة!

لا أحد يعرف كم هي الملاجئ التي أعدها الكيان الصهيوني لمستوطنيه الابرار!

هذا الكيان تمكن برعاية الغرب وتمويل الخليج العربي او بعض دوله ودويلاته من بناء أحدث المستوطنات، وتحتها مدن من الملاجئ والمطارات السرية وعجائب من المنشآت المحصنة!

انه كيان يعرف ما يفعل ومن يواجه وكيف تكون المواجهة ومتى!

مشهد غزة الكائن اليوم وبعد حوالي عامين مما أطلق عليه (طوفان الاقصى) في 7اكتوبر 2023 يحكي الكثير الكثير من تراجيديا السياسة العربية!

ولعل البعض يستعد للاحتفال بما وصل اليه حال الامة وقرارات المقاومين الاشاوس التي ادت الى هذا المشهد المروع!

 بعض اوردتي هناك

وقلبي هنا يتوجع يغلي

بعض روحي

غارق في التفاسير

جسدي انهكته الحروب دفاعاً عن المستحيل

عن وطنٍ في الفيافي يهيم

قلب غزة مازال يخفق

سيبقى كذلك

رغم كل الخراب

وكل الدماء

اقرأ أيضا للكاتب: تبنى الدولة المدنية الحديثة باحترام سيادة القانون وليس بالفتاوى الشرعية!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى