كتابات فكرية

أبي القاسم ..قلبي يقطر دما على رحيلك

أبي القاسم ..قلبي يقطر دما على رحيلك

 أبي القاسم ..قلبي يقطر دما على رحيلك

أحمد سليم الوزير

  لقد أخذني رحيلك إلى مناطق سوداء في قلبي لم أتجرأ أن افتحها ، أريد أن اكُذب ما سمعت .

لقد خلط رحيلك الحقيقة بالجنون ، لماذا بهذه السرعة ، لماذا يا والدي وأستاذي وصديقي الذي لم أعرفه إلا منذ بضع سنوات، ثمانين عاما ونيف العام من عمرك لم احظ منها سوى بساعات قليله .

أتظن أن حزني مبالغ به ،ربما أظن ذلك أيضاً لكن مافي اليد حيله، أحياناً نحزن ونفرح و نحب ونكره لا ندري لماذا، المشاعر شي غبي إذا انفجرت ضاع سلطان العقل و غابت الحكمة ،فهل الاختباء يساعد في حزمها ،لقد رحل أشخاص عاشرتهم لم احزن هكذا على فراقهم ، لماذا كل هذا الحزن عليك ، ربما لأن مئات الحوارات حدثت معك في مخليتي عندما أقرأ لك كتاب أو قصيدة.

يا والدي قاسم سامحني ،أرجوك سامحني، فأنت الأب العطوف الذي ابتلاه الله بالولد الشقي، وأنت الكريم الذي استنزفته، وأنت وأنت وأنت وأنا وأنا وأنا ..

لقد تغير شي كبير برحيلك، أصبحت كالعاري يبحث عن ورقة التوت لتستره إلا انك أنت كنت تلك الورقة ، فقد علمت الكثير من مصائبي وبعد ستر الله سترتها.

أبي الغالي لقد رحلت وتركت لنا إرث كبير، و هذا إذ هو شي نفخر به ، إلا انه يترك على كاهلنا حمل ثقيل، أمانه عظيمة يجب أن نحافظ عليها ونصونها.

أبي الغالي صحيح أن مرضك كان طويل ورحيلك متوقع إلا أن صدمة رحيلك توازي صدمة رحيل شهيد، ربما لم تقتل بطلقة ولكنك قتلت بألف طلقة من المعاناة و الكذب وقابلت كل ذلك بالصبر و الاحتساب.

أبي الغالي كم قابلت الإساءة بالإحسان، و الفقر بعزة النفس، والغنى بالجود، و المصائب بالصبر والتجلد، لقد قابلت النجاحات بالتواضع، والفشل بالحمد لله والتوكل.

عهدا نسير على خطاك و نتبع سنتك و نقول قولك حتى إذا دخلت جحر ضب دخلنا، ليس ذلك تعصبا أعمى منا ، ولكن لأننا من كتاباتك عرفناك، وبأفكارنا أأتمناك، حتى إذا غضبت غضبنا و إذا أحببت أحبينا  .

بكل صبر و احتساب نتقبل رحيلك، ونسأل الله أن يحشرك في زمرة الأولياء والشهداء …

#أحمد_سليم_الوزير

اقرأ أيضا:القاسم المشترك في حياة اليمن العظيم قاسم علي الوزير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى