لبنان تحت نار الاحتلال الإسرائيلي: عام من التهدئة المفقودة وجرائم حرب موثّقة أممياً

لبنان تحت نار الاحتلال الإسرائيلي: عام من التهدئة المفقودة وجرائم حرب موثّقة أممياً
الخميس 27 نوفمبر 2025-
بعد مرور عام كامل على اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، يتضح أن بنود الاتفاق بقيت حبراً على ورق من جانب الاحتلال، الذي واصل اعتداءاته بغطاء أميركي واضح، مسجلاً آلاف الخروقات ومخلفاً أكثر من 330 شهيداً وما يزيد على 900 جريح.
فمنذ الأيام الأولى للتهدئة، لم يتوقف الاحتلال عن شن غارات وعمليات اغتيال في القرى الحدودية والجنوب والبقاع، وصولاً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث سقط العشرات من الشهداء والجرحى، كما طالت الاعتداءات مواقع الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل”، في مؤشر على أن الخروقات باتت سياسة عسكرية ممنهجة تتجاوز حدود الجنوب إلى عمق البلاد.
وفي هذا الصدد أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أن حصيلة العدوان منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وحتى 25 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري تجاوزت 330 شهيداً وأكثر من 900 جريح. وفي السياق، شدّد المقرر الخاص للأمم المتحدة موريس تيدبول بنز على أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ترقى إلى “جرائم حرب” وتشكل انتهاكاً خطيراً لميثاق الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن 1701.
من جهته أكد النائب علي عمار، عضو كتلة الوفاء للمقاومة، أن العدوان الإسرائيلي نُفّذ برعاية أميركية رغم التزام لبنان الكامل بالقرار 1701، مشدداً على أن “السلاح باقٍ ما دام هناك احتلال”. وأوضح أن المقاومة تمارس “الصبر الاستراتيجي” وتمنح الدولة الوقت للمسار الدبلوماسي، لكنها متمسكة بمعادلة “الجيش والشعب والمقاومة”، مؤكداً أن “إسرائيل لا تريد السلام بل الاستسلام”.
هذا وقد نص الاتفاق على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي خلال مدة 60 يوماً ونشر 10 آلاف جندي لبناني جنوب الليطاني، لكن الاحتلال امتنع عن الانسحاب وما زال متمركزاً في خمس تلال أساسية (الحمامص، الدواوير، جبل الباط، اللبونة، جبل بلاط) مع توسع انتشاره.
اللجنة الخماسية وخروقات متصاعدة
اللجنة الخماسية برئاسة الولايات المتحدة، والتي تضم فرنسا ولبنان و”اليونيفيل” و”إسرائيل “بدورها عقدت 13 اجتماعاً في رأس الناقورة، لكن عملها اتسم بالبطء ولم يحقق تقدماً في إنهاء الاحتلال، في المقابل، سجلت قوات “اليونيفيل” أكثر من 7500 انتهاك جوي و2500 بري منذ توقيع الاتفاق، فيما تتواصل الغارات الإسرائيلي بشكل يومي ودمرت العديد من الحقول والأراضي الزراعية، مع استمرار تحليق الطائرات المسيّرة فوق الأجواء اللبنانية.
لذا يتضح للمتابع أنه بعد عام على اتفاق وقف النار، أن الاحتلال الإسرائيلي قوّض أسس التهدئة، وواصل ولا يزال مستمرا في اعتداءاته على لبنان بشكل شبه يومي، في ظل غياب أي مؤشرات على انسحاب قريب أو التزام فعلي بالقرار 1701، ما يضع البلاد أمام مرحلة تتطلب رفع مستوى الجاهزية لمواجهة التصعيد المستمر.