الشتاء يتحول إلى كارثة إنسانية في غزة

الشتاء يتحول إلى كارثة إنسانية في غزة
الاحد 28 ديسمبر 2025-
في قطاع غزة المحاصر، تحول المنخفض الجوي إلى مأساة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم بحق شعب أعزل.
حيث حصدت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية أرواح 20 مواطناً، وأسقطت 49 مبنى سكنياً، فيما غرقت أكثر من 127 ألف خيمة، تاركة آلاف العائلات في العراء بلا مأوى ولا دفء.
كما أنهارت جدران المنازل المتصدعة فوق رؤوس النازحين، فسقطت شابة قرب ميناء غزة، وطفلان قضيا برداً داخل خيامهم، فيما لا يزال ثلاثة مواطنين تحت الأنقاض. حتى الأشجار لم ترحم، فسقطت نخلة على خيمة لعائلة في مخيم الست أميرة بدير البلح، لتزيد من حجم الفاجعة.
الأرقام الرسمية تكشف حجم التواطؤ الدولي مع الحصار: الاحتلال لم يُدخل سوى 19,764 شاحنة مساعدات من أصل 48,000 خلال ثمانين يوماً، بنسبة التزام لا تتجاوز 42%. أما الوقود، فبلغ 425 شاحنة فقط من أصل 4000 مطلوبة، أي بنسبة 10%، في محاولة لخنق الحياة في القطاع.
من جانبه حذر المكتب الإعلامي الحكومي من أن استمرار المنخفضات الجوية في ظل البنية التحتية المدمرة وشبكات الصرف الصحي المعطلة سيقود إلى كوارث بيئية وصحية، فيما شددت الجبهة الشعبية على أن الاحتلال “يستغل اعتياد العالم على الكارثة ليتمادى في توحشه”، مطالبة بتدخل عاجل لإدخال المعدات الثقيلة والكرفانات والخيام.
أما الأونروا، فأكدت أن “طقس الشتاء القاسي يفاقم معاناة استمرت لأكثر من عامين”، مشيرة إلى أن سكان غزة يعيشون في خيام واهية غارقة بالمياه، بينما المساعدات لا تصل بالكمية المطلوبة.
ومع توقعات الأرصاد الجوية باستمرار الأمطار الغزيرة والرياح بسرعة تصل إلى 50 كيلومتراً في الساعة، يبقى الخطر قائماً، والسيول مهددة بحصد المزيد من الأرواح، في وقت يصر فيه الاحتلال على إغلاق المعابر وحرمان غزة من أبسط مقومات الحياة.
اقرأ أيضا: إيران وقطر يؤكدان على وحدة وسلامة الأراضي اليمنية

