أخبار عربي ودولياخبار محلية

من هو حسن نصر الله سيد المقاومة؟

من هو حسن نصر الله سيد المقاومة؟

السبت28سبتمبر2024_ السيد حسن نصر الله الشخص الذي بث الرعب في قلب الكيان السرطاني الصهيوني على مدى الأربعين عاما الماضية   فمن يكون هو؟

حسن نصر الله هو الأمين العام الثالث لحزب الله اللبناني. ولد عام 1960 وتولى منصبه يوم 16 فبراير/شباط 1992 خلفا للأمين العام السابق عباس موسوي، الذي اغتالته إسرائيل بإطلاق صاروخ على موكبه.

تلقى تعليما دينيا في مراكز وحوزات شيعية في لبنان والعراق وإيران. لقب بـ”سيد المقاومة”، نظرا للدور الذي قام به حزبه في تحرير جنوب لبنان عام 2000 من الاحتلال الإسرائيلي الذي استمر 22 عاما، ثم في مواجهة إسرائيل في حرب يوليو/تموز 2006.

وكان له أيضا دور كبير في تدبير عمليات تبادل لإعادة أسرى لبنانيين وعرب وجثامين مقاومين كان يحتجزها الاحتلال. وكانت خطبه الحماسية وشخصيته القوية من العوامل التي أكسبته شعبية في العالمين العربي والإسلامي، وكانت كلماته تحظى بمتابعة واسعة واهتمام كبير.

 وعاد اسمه إلى الواجهة بقوة  مع العدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي لا يزال مستمرا منذ 12 شهر ، مؤكدا أن جبهة لبنان لن تتوقف إلا مع توقف العدوان على قطاع غزة .   

 فقد أعلن نصر الله عن فتح “جبهة في جنوب لبنان لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية”، وهي الجبهة التي قال في عدد من خطبه إنها لن تهدأ إلا بعد إنهاء الحرب على غزة.

المولد والنشأة

ولد حسن عبد الكريم نصر الله في 31 أغسطس/آب 1960 في بلدة البازورية القريبة من مدينة صور في جنوب لبنان.

والده عبد الكريم نصر الله ووالدته نهديه صفي الدين، وهو الابن البكر من بين ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات.

تزوج من فاطمة ياسين، وله منها خمسة أبناء هم: هادي وزينب ومحمد جواد ومحمد مهدي ومحمد علي.

استهدف الجيش الإسرائيلي ابنه البكر هادي سنة 1997 في مواجهات في منطقة جبل الرفيع بجنوب لبنان، وبقي جثمانه محتجزا إلى أن تمت استعادته عام 1998 ضمن 40 جثة لشهداء لبنانيين وأسرى في عملية تبادل مع إسرائيل.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة “الكفاح” الخاصة في حي الكرنتينا بالضاحية الشرقية لبيروت، وهو أحد الأحياء الفقيرة والمهمشة، وتابع دراسته المتوسطة في مدرسة “الثانوية التربوية” في منطقة سن الفيل.

عادت عائلته إلى مسقط رأسه في بلدة البازورية عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، وفيها واصل تعليمه في المرحلة الثانوية.

التحق بالحوزة العلمية في مدينة النجف في العراق عام 1976 وكان عمره 16 عاما، وبدأ مرحلة الدراسة الدينية، وفيها تعرف على عباس موسوي -الذي أصبح لاحقا الأمين العام لحزب الله- وأشرف على تعليمه وتكوينه.

دفعته المضايقات التي تعرضت لها الحوزات الدينية في العراق عام 1978 من النظام العراقي إلى العودة إلى لبنان، والتحق بحوزة الإمام المنتظر في بعلبك، وهي مدرسة دينية أسسها الموسوي تعتمد نفس المناهج المتبعة في مدرسة النجف.

سافر في نهاية الثمانينات إلى إيران لمواصلة تعليمه الديني في مدينة قم، التي تعد ثاني أهم مركز ديني تعليمي للشيعة، ثم عاد بعد سنة إلى لبنان.

التجربة السياسية والتنظيمية

انضم إلى حركة أمل خلال مرحلة دراسته الثانوية، ورغم حداثة سنه عين مسؤولا تنظيميا للحركة في بلدة البازورية، وبعد عودته من الدراسة في العراق استأنف نشاطه السياسي والتنظيمي في الحركة، إذ عين سنة 1979 مسؤولا سياسيا لمنطقة البقاع وعضوا في المكتب السياسي.

 انسحب في عام 1982 من حركة أمل مع مجموعة كبيرة من المسؤولين إثر خلافات مع القيادات السياسية حول سبل مواجهة الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ثم انضم إلى حزب الله الذي تأسس في العام نفسه، وتولى مسؤولية منطقة البقاع، وكانت مهمته تعبئة المقاومين وإنشاء الخلايا العسكرية.

في عام 1985 انتقل إلى بيروت وتولى مهمة نائب مسؤول المنطقة، وواصل الصعود في سلم المسؤوليات إلى أن أصبح مسؤول المدينة، ثم المسؤول التنفيذي العام المكلف بتطبيق قرارات مجلس الشورى، إلى أن انتخب أمينا عاما للحزب عام 1992.

زعامة حزب الله

في 16 فبراير/شباط 1992، انتخب مجلس شورى حزب الله حسن نصر الله أمينا عاما للحزب خلفا لعباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل. وعلى الرغم من أنه لم يكن نائبا للأمين العام، وكان أصغر أعضاء مجلس الشورى سنا، إلا أن المجلس انتخبه في هذا المنصب بالإجماع.

مع توليه الزعامة نفذ الحزب عمليات عسكرية نوعية ضد إسرئيل، انتهت بانسحابها من جنوب لبنان عام 2000 بعد احتلال استمر 22 عاما.

وفي عام 2004 كان لنصر الله دور أساسي في عملية تبادل الأسرى بين الحزب وإسرائيل، ووصفت هذه العملية بأنها أكبر صفقات تبادل الأسرى بين الطرفين، إذ لم يتم تحرير أسرى من لبنان فقط، بل شملت الصفقة مئات الأسرى من جنسيات عربية أخرى سورية وليبية ومغربية وفلسطينية.

وزادت شعبيته في حرب يوليو/تموز 2006، والتي استمرت 33 يوما وتعرضت فيها إسرائيل لخسائر فادحة واضطرت للانسحاب من جنوب لبنان دون تحقيق أهدافها.

واكتسب حسن نصر الله خلال هذه الحروب والمواجهات العسكرية مع إسرائيل سمعة كبيرة وشعبية واسعة في العالم العربي والإسلامي، وارتبط اسمه بمقاومة إسرائيل ومناهضة النفوذ الغربي في الشرق الأوسط.

 من القتال إلى السياسة

بعد الانتصارات العسكرية للمقاومة، قدم حسن نصر الله الوثيقة السياسية الجديدة لحزبه في خطاب ألقاه في نوفمبر/تشرين الثاني 2009، وحدد فيه الخطوط العريضة لسياسة الحزب فيما يتعلق بعدد من القضايا الداخلية والخارجية.

ووفق الوثيقة التي اعتبرها مراقبون “تحولا نوعيا” في الفكر السياسي للحزب، فإن الحزب لم يتحدث عن وجود أعداء له في الداخل اللبناني، وأكد أن لبنان وطن الآباء والأجداد والأجيال، وربط بقاء سلاح الحزب ببقاء التهديد الإسرائيلي، وزاوج بين وجود مقاومة شعبية وجيش وطني.

 طوفان الأقصى

منذ اندلاع طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 انخرط حزب الله في المعركة في اليوم الموالي عبر قصف مزارع شبعا فيما اعتبره رسالة تضامن مع المقاومة الفلسطينية في غزة.

وشهدت الحدود الإسرائيلية اللبنانية مواجهات وتبادلا للقصف بين الجيش الإسرائيلي من جهة وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى.

وبعد أسابيع من المواجهات العسكرية، ظهر حسن نصر الله في أول خطاب له في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أكد فيه أن عملية طوفان الأقصى كانت بقرار وتنفيذ فلسطيني.

وأكد أن جبهة لبنان التي فتحها حزب الله هي “جبهة إسناد وتضامن”، وأن الحرب في الأساس في غزة، مشيرا إلى أن الجبهة مفتوحة والتطورات متغيرة والخيارات مفتوحة.

وفي خطبه التالية أكد أن التصعيد على جبهة الجنوب لن يتوقف قبل وقف الهجوم على قطاع غزة.

وقال في خطاب في 17 يوليو/تموز 2024 إن التمادي الإسرائيلي في استهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى استهداف مستوطنات جديدة بالصواريخ، وتوعد الاحتلال بخسارة دباباته إذا جاء إلى لبنان.

اغتياله في غارة إسرائيلية

في 27 سبتمبر/أيلول 2024 قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف ما سماه المقر المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال إن الغارة كان هدفها اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وأكد في اليوم الموالي أن عملية الاغتيال نجحت.

وبدوره أعلن حزب الله يوم 28 سبتمبر/أيلول 2024 عن استشهاد سماحة السيد المقاوم حسن نصر الله في الغارة التي استهدفته. وتعهدت قيادة الحزب في بيان لها بـ”مواصلة جهادها في مواجهة العدو وإسنادا لغزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان”.

هذا وقد نعت حكومة التغيير والبناء سيد المقاومة القائد حسن نصر الله ، كما وجه الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بإعلان الحداد ثلاثة أيام في اليمن ، وتنكيس الأعلام لاستشهاد القائد الكبير المجاهد سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله.

اقرأ أيضا:اتحاد القوى الشعبية ينعي سماحة القائد الكبير السيد حسن نصر الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى