طوفان الأقصى خلط أوراق تطبيع السعودية مع الكيان الإسرائيلي
طوفان الأقصى خلط أوراق تطبيع السعودية مع الكيان الإسرائيلي
طوفان الأقصى خلط أوراق تطبيع السعودية مع الكيان الإسرائيلي
الأربعاء11أكتوبر2023 يرى العديد من التابعين للوضع العربي ان السعودية والكيان الإسرائيلي كانا على وشك تطبيع العلاقات بينهما بوساطة امريكية، وان الأمر وصل لمراحل متقدمة لولا طوفان الأقصى الذي جمد ذلك إلى حين.
في هذا الإطار قالت أيضا “أ ف ب” إن الهجوم المباغت الذي شنته حماس ضد إسرائيل، أعاد تركيز الأنظار على القضية الفلسطينية ووجه ضربة للزخم الذي اكتسبه مسعى واشنطن لإبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية.
واندلعت السبت حرب جديدة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على غزة، حيث أطلقت كتائب الحركة صواريخ ونفذت عمليات توغل وأسر في إسرائيل في ابرز مشهد مخز للكيان الإسرائيلي خلال السبعين العام الماضية.مما جعل الكيان الإسرائيلي يتصرف بهستيريا غير معهودة بشن مئات الغارات على القطاع المكتظ بالسكان والذي تحاصره منذ أعوام.
وجاءت عملية “طوفان الأقصى” على نطاق لم يشهد له مثيل منذ عقود في الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأتت غداة حلول الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، كما جاءت في ظل مسعى لإبرام اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب.
وتلقى اتفاقات التطبيع معارضة شديدة من الفصائل الفلسطينية مثل حماس، إضافة إلى كامل محور المقاومة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت أن إسرائيل باتت في حالة “حرب” بعد هجوم حماس، في تبدل جذري عن الخطاب الذي ألقاه الشهر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ورأى فيه أن اتفاقات التطبيع مع ثلاث دول عربية في العام 2020 أطلقت “عهدا جديدا من السلام”.
كما أكد في حينه إمكانية إبرام اتفاق “سلام تاريخي” مع السعودية، سيكون ذا أهمية كبرى لإسرائيل نظرا لثقل المملكة السياسي والاقتصادي ورمزيتها في العالمين العربي والإسلامي.
غير ان طوفان الأقصى خلط الأوراق ، خاصة أوراق الرئيس الأمريكي الذي يحاول يخرج من دورته الرئاسية الحالية وقد حقق نصر سياسي للكيان الإسرائيلي الغاصب بتوقيع اتفاقية مع المملكة السعودية كما عمل سلفه ترامب بتوقيع اتفاقيات تطبيع مع الإمارات والبحرين.
لذلك يدفع الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتجاه الاتفاق لما سيشكله من مكسب دبلوماسي يعزز حملته للانتخابات الرئاسية في 2024، برغم أن بعض حلفائه الديمقراطيين الذين غالبا ما ينتقدون المملكة، وعبروا عن امتعاضهم من الضمانات الأمنية التي قد توفرها واشنطن للرياض لقاء التطبيع.
قمة يصعب تسلقها
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس السياسات في معهد الشرق الأوسط في واشنطن براين كاتوليس، إن اتفاقا كهذا كان دائما قمة يصعب تسلقها، والآن ازداد الأمر صعوبة.
ورأى أن التصعيد الأخير يعيد تسليط الضوء على الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل ويجعل من الصعوبة بمكان إخفاء هذه المسائل المعقدة كما فعلت “اتفاقات إبراهيم” المبرمة عام 2020، في إشارة إلى التطبيع بين تل أبيب وكل من الإمارات والبحرين والمغرب.
وذكرت الوكالة الفرنسية بتصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في سبتمبر، حيث أكد الاقتراب “أكثر فأكثر” من التطبيع مع إسرائيل، لكنه كرّر موقف المملكة بضرورة أن يشمل أي اتفاق معالجة قضايا الفلسطينيين.
وقال ولي العهد السعودي حينها “نأمل أن تؤدّي مباحثات الاتفاق لنتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط”.
وبعد التصعيد السبت، ذكّرت وزارة الخارجية السعودية بـ”تحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته”.
ورأى الباحث السعودي عزيز الغشيان أن موقف الرياض يهدف إلى دحض الشكوك بأن المملكة ستولي التطبيع أولوية على حساب دعم حقوق الفلسطينيين.
وأوضح “هذا الوضع دفع السعودية للعودة إلى دورها التقليدي فيما وضع نتنياهو عقبة أخرى أمام المباحثات لأنه قال إن هذه حرب الآن. لا أتوقع أن يحصل التطبيع على خلفية حرب”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد صرح لقناة “إيه بي سي” ردا على سؤال عن نية حماس المحتملة تعطيل المناقشات التي تدعمها واشنطن والرامية إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية عبر قيامها بهذه الاعمال العسكرية، “قد يكون ذلك جزء من الدافع.. انظروا من يعارض تطبيع العلاقات؟ حماس وحزب الله وإيران.. لذلك لن يكون الأمر مفاجئا”.
هذا، وأفاد مدير الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية يوست هلتيرمان، بأن أحد دوافع حماس لشنّ عملية السبت قد يكون الخشية من “تهميش إضافي مقبل للقضية الفلسطينية في نظر الفلسطينيين في حال طبّعت السعودية علاقاتها مع إسرائيل”.
وأشار إلى أنه في حال مضت إسرائيل في التصعيد ردا على العملية، ستكون الدول العربية ملزمة باتخاذ مواقف أكثر تصلبا.
وقال “إذا حصل كل ذلك، أتوقع سيناريو مشابها للسلام البارد بين اسرائيل والأردن وإسرائيل ومصر وأن نشهد فتورا في العلاقة بين الإمارات واسرائيل، وربما إرجاء على أقل تقدير لأي صفقة بين إسرائيل والسعودية”.
ولفت الباحث في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك، إلى أن استطلاعات للرأي في المملكة تشير إلى أن 2 بالمئة من السعوديين يؤيدون التطبيع.
أما السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، فقد رأى أن هجوم حماس يبدو مصمما “لوقف مساعي السلام بين السعودية وإسرائيل”.
وأضاف غراهام “اتفاق سلام بين هذين البلدين سيكون كابوسا بالنسبة لإيران وحماس”.
هذا وكان قائد الثورةالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قد انتقد بشدة في خطابه يوم أمس الثلاثاء موقف الدول العربية المطبعة مع الكيان الإسرائيلي، قائلا: أمَّا موقف المطبِّعين فهو موقف مخزي، كشف مدى ولائهم لإسرائيل، للعدو الإسرائيلي، وإساءاتهم الكبيرة جداً للشعب الفلسطيني، ولمجاهديه الأبطال، يتحدثون عن كتائب القسام، عن حركة حماس، عن حركة الجهاد الإسلامي، عن الفصائل الفلسطينية، والحركات الفلسطينية المجاهدة، وكأنها لا تملك أي قضية، كأن فلسطين قطعة أرضٍ من إيران، وجاء أولئك العرب ليقاتلوا بالوكالة عن إيران؛ بينما أرض فلسطين هي في المقدِّمة أرض عربية، ولو أنَّ كل العالم الإسلامي معنيٌ بهذه القضية؛ لأن هناك شعب مسلم، وهناك قضية تهم المسلمين جميعاً، ومقدسات إسلامية، ولكن بالرغم من كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني، يتحدثون عنه وكأنه ليس صاحب حق، ولا قضية، ولا مظلومية، وكأنه يفعل ما يفعله لمجرد الفضول، أو من أجل جهات أخرى، مع القطع والعلم اليقين أنَّ القرار في هذه العملية (عملية طوفان الأقصى) هو قرار فلسطيني، يمتلك الشرعية والحق الواضح، وتفاجأ به العدو، وتفاجأ به الصديق، وأتاك قرار فلسطيني خالص، ومن واقع مظلومية واضحة في كل الدنيا، وقضية حق واضح، ليس هناك أي التباس فيها على الإطلاق؛ ولذلك واجب المسلمين أن يكون لهم موقف واضح.