خيارات واشنطن الثلاثة في مواجهة التحدي اليمني المتصاعد؟
خيارات واشنطن الثلاثة في مواجهة التحدي اليمني المتصاعد؟
خيارات واشنطن الثلاثة في مواجهة التحدي اليمني المتصاعد؟
الاربعاء10يناير2024_تحدث الكاتب العربي عبدالباري عطوان رئيس تحرير رأي اليوم عن خيارات واشنطن الثلاثة في مواجهة التحدي اليمني المتصاعد؟ وماذا يعني عمليا الهجوم الأضخم الأخير بالمسيّرات والصواريخ الباليستية على أحد “مدمراتها” في البحر الأحمر؟ وكيف سيحقق الإجماع اليمني على دعم القضية الفلسطينية ورفض الحماية الغربية لسفن إسرائيل المصالحة الوطنية؟
قائلا : عندما يتحلى المرء بالشجاعة والجرأة والمروءة ولا يهاب الموت، ولا يخشى القوى العظمى مثل أمريكا وحاملات طائراتها، ويتطلع إلى الشهادة، بل ويسعى إليها بشغف واستعجال ويؤمن بحتمية النصر، لا تستطيع أي قوة في العالم الوقوف في طريقه، وهزيمته، وتدجينه، مثل دول وشعوب أخرى، وخاصة في المنطقة العربية في الظروف الراهنة.
وأضاف عطوان في مقال له اليوم :نحن نتحدث وبكل وضوح، عن اليمن، شعبا وحكومة، وقوات مسلحة، والمناسبة البيان الذي صدر عن العميد يحيى سريع المتحدث الرسمي العسكري لحكومة صنعاء اليمنية الذي أصدره اليوم وأعلن فيه “تنفيذ قوات بلاده البحرية، والقوة الصاروخية، وسلاح الجو المسيّر في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية مشتركة، بعدد كبير من الصواريخ الباليستية، والمسيّرات، استهدفت سفينة أمريكية كانت تقدم الدعم للكيان الصهيوني”، وأضاف “يأتي هذا الهجوم كرد أولي على الاعتداء الغادر الذي تعرضت له قواتنا البحرية من قبل قوات العدو الأمريكي في 31 كانون أول (ديسمبر) الماضي وأسفر عن استشهاد 10 من عناصره”.
مضيفا أن الهجوم الذي استهدف المدمرة الأمريكية “يو أس اس لابون”، والمدمرة البريطانية “اتش ام اس دايموند”، وعدة سفن تجارية محملة بالبضائع والحاويات كانت في طريقها إلى موانئ في فلسطين المحتلة.
واصفا تلك العملية بالتاريخية وقال : نقول “تاريخي” لانه لم يحدث في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، أن هاجمت زوارق، أو طائرات تابعة لأي دولة، مدمرات أو حاملات طائرات أمريكية أو بريطانية، فبمجرد ذكر اسم أمريكا يصيب معظم، أن لم يكن كل الجنرالات، والقادة العرب بالقشعريرة، ناهيك عن مهاجمة سفنها وأساطيلها بعشرات الصواريخ والمسيّرات، وكانتقام أولي لعشرة من الشهداء دمرت ثلاثة من زوارقهم المدمرة الأمريكية المذكورة آنفا.
وقال عبدالباري عطوان بأن الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك في تصريحاته التي أطلقها قبل يومين، عندما قال “أمريكا تتدخل لدعم ”إسرائيل”، ونحن نتدخل لدعم أشقائنا في قطاع غزة”، وطالب واشنطن رسميا “بتسليم قتلة الجنود اليمنيين الشهداء العشرة”، وأكد “أن حكومة صنعاء مستمرة في سياساتها وهجماتها لدعم الأشقاء في قطاع غزة من خلال إغلاق البحر الأحمر في وجه السفن الإسرائيلية، والأخرى الحاملة لبضائع إلى موانئ دولة الاحتلال حتى يتم رفع الحصار ووقف حرب الإبادة في قطاع غزة”.
وأشار عبدالباري عطوان بان الغطرسة الأمريكية وجدت أخيرا من العرب القادرين على جدّع انفها، ومرمغة غطرستها برمال البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وجرها لدعمها مجازر دولة الاحتلال في غزة والضفة الغربية إلى مصيدة ربما لن تستطيع الخروج منها إلا مهزومة ومثخنة بالجراح،كما هزمت في أفغانستان، رغم التشابه بين أفغانستان واليمن جغرافيا وديمغرافيا على صعيد التخصص في هزيمة الغزاة في جميع العصور.
وتابع عطوان قائلا : أن الإدارة الأمريكية تعيش حاليا في مأزق أوقعتها فيه حليفتها الإسرائيلية بعد أن حاولت تجنبه في ذروة الحرب اليمنية التي استمرت 8 سنوات.
وقال أن أمام الولايات المتحدة ثلاثة سيناريوهات وهي التهور والإقدام على رد عسكري في البحر الأحمر، مثل إغراق ثلاثة زوارق وقتل 10 من طواقمها قبل بضعة أيام.
أو توسيع، تدخلها بشن غارات على المدن اليمنية مثل الحديدة وصنعاء اللتان تخضعان لسيطرة حكومة صنعاء، أو ابتلاع الإهانة، وسحب قواتها من البحرين الأحمر والعربي تجنبا لحدوث الأسوأ، وإجبار حليفها الإسرائيلي على وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة.
وهذا هو الخيار الأسلم للولايات المتحدة.