اخبار محلية

اليمن تنقذ السعودية من الانتهازية الأمريكية

  اليمن تنقذ السعودية من الانتهازية الأمريكية

الثلاثاء 24ديسمبر2024_ تصاعد مضطرد تشهده المواجهات العسكرية في البحر الأحمر، توشك معه البحرية الأمريكية ببوارجها وطائراتها وأسلحتها التي لطالما صنفت بأنها الأكثر تطورا والأشد فتكا، أن تفقد هيبتها بشكل نهائي.

فبعد الضربات التي تلقتها وتتلقاها من قبل القوات المسلحة اليمنية، رغم الفارق الذي لا يقارن بين التسلح والإمكانيات المادية والإستراتيجية، وفقا لمقاييس القوة على كافة المستويات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يهدم الصورة النمطية التي بنتها الولايات المتحدة لنفسها على مدى كل العقود الماضية، ويحد من الدور الذي ندبت نفسها له كقوة عظمى ونصبت نفسها كشرطي للعالم وحامي حمى حلفائها، بمقابل مصالحها التي يغلب عليها طابع الانتهازية بل والابتزاز، كما هو الحال مع دول عدة في المنطقة تأتي في مقدمتها المملكة العربية السعودية.

ومع ما تتلقاه القوات الأمريكية من صفعات من قبل قوات صنعاء منذ بدء المواجهات بينهما في أعقاب شن القوات الأمريكية أولى هجماتها على عدد من المحافظات اليمنية في 12 يناير الماضي وحتى اليوم، حيث تعرضت القطع البحرية الأمريكية من حاملات للطائرات ومدمرات وسفن حربية وسفن دعم لضربات موجعة، الأمر الذي تسبب لبعضها في أضرار جسيمة وأجبرها على الانسحاب من البحر الأحمر، ليتم استبدالها بأخرى، وكان آخرها حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” التي لا تزال تتلقى الضربات الموجعة حاليا، رغم أنه لم يمض أسبوع على إرسالها إلى البحر الأحمر.

وكان الهجوم الذي تعرضت له حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” مساء السبت الماضي هو الأوسع، حيث نفذ بـ 8 صواريخ مجنحة و17 طائرة مسيرة، وفقا لبيان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية بصنعاء العميد يحيى سريع، والذي أكد أن العملية أسفرت عن “إسقاط طائرة أمريكية من طراز   f18، ومغادرة الطائرات الأمريكية الأجواء اليمنية إلى أجواء المياه الدولية، وإفشال هجوم القوات الأمريكية على اليمن، وانسحاب حاملة الطائرات من موقعها بعد استهدافها باتجاه شمال البحر الأحمر بعد تعرضها لأكثر من هجوم”.

ويؤكد خبراء عسكريون أن ما تعرضت له القوات الأمريكية من هزائم في البحر الأحمر بنيران القوات المسلحة اليمنية قد مثل انكشافا للقوات الأمريكية، وانهيارا لقوة الردع التي لطالما راهنت عليها الولايات المتحدة، واستخدمتها كوسيلة لابتزاز حلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، بعد أن أوهمتهم بأنها هي من تحميهم ولن تتردد في استخدام قوة الردع التي تمتلكها لمواجهة أي خطر يتهددهم.

ويضيف الخبراء أنه وبعد سقوط الأكذوبة الأمريكية المتمثلة في قوة الردع العسكري التي ظلت واشنطن توهم حلفاءها من دول المنطقة بأنها هي من ستحميهم، وتبتزهم مقابل ذلك سواء على مستوى الثروات أو المواقف أو النفوذ غيرها، فإن على هذه الدول وفي مقدمتها السعودية أن تتقدم بالشكر والامتنان للقوات المسلحة اليمنية بصنعاء التي خلصتها من كابوس الابتزاز الأمريكي بحجة الحماية، خاصة مع قدوم تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في يناير القادم، والذي لم يكن يتحرج من التصريح أمام الرأي العام ووسائل الإعلام بابتزازه للسعودية، مقابل توفير الولايات المتحدة الحماية المزعومة لها.

وتعد حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” ومجموعتها العسكرية، خامس حاملة طائرات ترسلها الولايات المتحدة إلى البحر الأحمر، منذ أواخر العام الماضي، تحت لافتة “حماية الملاحة الدولية من هجمات الحوثيين”، والتي لم تكن تستهدف إلا السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل، كمناصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني في غزة، وللضغط من أجل وقف مجازر الإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة خاصة من الأطفال والنساء والتي تنفذها قوات جيش الاحتلال ، منذ أكتوبر من العام الماضي 2023، والتي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح.

وفشلت القوات الأمريكية في تحقيق أي هدف لحملتها العسكرية في اليمن، خلال سنة من إعلانها تشكيل تحالف لمواجهة هجمات الحوثيين، وتدمير قدراتهم ومنعهم من شن أي هجمات في البحر الأحمر ، أو ضد الكيان الصهيوني ، ولم يقتصر الأمر على فشلها في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، بل إن هذه القوات بدت عاجزة عن أن تحمي نفسها من التعرض لهجمات القوات اليمنية ، حيث لا تغادر أي من مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية والقطع البحرية التابعة لها إلا بعد تعرضها لضربات موجعة، ولا تتكشف فضائحها إلا بعد مغادرتها.

YNP / عبدالله محيي الدين

اقرأ أيضا:القوة الصاروخية اليمنية تستهدف هدفاً عسكرياً للاحتلال في يافا بفلسطين المحتلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى