اخبار محليةحوارات

اليمن بين مطامع النفط وممرات البحر

اليمن بين مطامع النفط وممرات البحر

محافظون يحذرون من مخطط تمزيق اليمن خدمة للعدو الصهيوني

 الاثنين 8 ديسمبر 2025- خاص صوت الشورى

تشهد المحافظات الجنوبية والشرقية في اليمن منذ سنوات حالة من الفوضى والاقتتال، تتجدد بين الحين والآخر، وتتصاعد حدتها مع كل تحرك سعودي أو إماراتي على الأرض، كل ذلك يحدث خدمة للكيان الصهيوني بأدوات مجلية تابعة للمول لها السعودية والامارات.

 هذه الأحداث ليست مجرد صراعات محلية بين مليشيات مسلحة أو خلافات مناطقية، بل هي جزء من مشهد أكبر، يراه كثير من المسؤولين المحليين على أنه مخطط صهيوني واسع النطاق يستهدف وحدة اليمن ونهب ثرواته عبر الأدوات المحلية الرخيصة، ويعيد رسم خارطة النفوذ الإقليمي والدولي في المنطقة.

في هذا الاسطر القادمة، نستعرض رأي علي القحوم عضو المكتب السياسي لانصار الله، إبلى جانب اراء أربعة محافظين يمثلون أربع محافظات رئيسية في الجنوب والشرق: المهرة، شبوة، أبين، وحضرموت.

 تصريحاتهم تكشف عن صورة متكاملة للصراع، وتوضح أن ما يجري ليس سوى امتداد لمؤامرة دولية، تُنفذ عبر أدوات إقليمية ومحلية، وتستهدف الأرض والإنسان والثروة في آن واحد.

القحوم: اليمن الكبير اسقطت الرهان

يقول عبر صفحته بمنصة اكس: أن ما يحصل في الجنوب اليمني وحضرموت والمهرة وغيرها نتاج واضح لتوافق اماراتي سعودي وارادة أمريكية بريطانية صهيونية.

القحوم

وأضاف في تغريدة اخرى له على اكس قائلا: كما ان ما جرى ويجري هو من نتائج زيارة بن سلمان لواشنطن ومن مخرجات لقائه بترامب وشراء المواقف الأميركية التي تخدم أطماع السعودية والإمارات وضمن أطماع أمريكا وبريطانيا.

وفي تغريدة أخرى قال القحوم، مهما صعدت دول العدوان الامريكي السعودي الاماراتي في عدوانهم وحصارهم لليمن فإن هذا لن يجدي ولن يحقق اهدافهم الاستعمارية.

مؤكدا أن الشعب اليمني يعي خطورة المعركة ويعرف العدو الحقيقي واهدافه الخبيثه ولهذا يتحرك جنبا الى جنب مع الجيش والأمن في الدفاع عن الارض والكرامة والهوية والاسلام.

وأضاف قائلا الحالمين والمراهنين ايضا على اسرائيل والسعودية والامارات ان تحقق لهم شيئا فذلك محال ولن يكون واليمن الكبير أسقطت الرهان وهذا ما يجب ادراكه من ضعاف النفوس والمناطق الرمادية ومدعو الوطنية ورافعين شعارات الخوف والاستسلام والمنتظرين اخوانهم من المرتزقة والعملاء والخونة في خندق الاحتلال.

المهرة: الفرجي يحذر من مخطط التقسيم ونهب الثروات

أما محافظ المهرة القعطبي الفرجي فيرى أن التحركات السعودية والإماراتية في المهرة وحضرموت ليست سوى تمهيد لمشروع تقسيم صريح، يهدف إلى تمزيق اليمن ونهب ثرواته. ويؤكد أن ما يقوم به المجلس الانتقالي والمليشيات التابعة للتحالف السعودي الإماراتي هو محاولة للسيطرة على المحافظتين وتضييق الخناق على أبنائهما وفرض أجندة خارجية.

الفرجي

الفرجي يشدد على أن التواطؤ السعودي مع أدوات الإمارات يكشف عن اتفاق مشترك لتمرير أجندات خارجية هدفها تمزيق اليمن وتحويل مناطقه إلى ساحات للصراع. ويعتبر أن ما تشهده المحافظات المحتلة من صراعات بدعم بريطاني وأمريكي هو أحد أشكال الاحتلال، وأن هذه الممارسات الإجرامية العبثية تؤجج حالة الغليان والسخط الشعبي.

من وجهة نظره، فإن أبناء المهرة أصبحوا اليوم أكثر وعياً وإدراكاً بأهداف ومطامع الاحتلال، وأكثر عزماً على مواجهة هذه المخططات، مستذكرين تاريخهم النضالي في مقارعة الاحتلال وطرده من تراب الوطن. الفرجي يدعو إلى توحيد الجهود لمواجهة قوى الاحتلال وإفشال مخططاتها، مؤكداً أن الاصطفاف الوطني هو الطريق الوحيد لمواجهة الخطر الذي يتهدد البلاد.

شبوة: العولقي يربط الأحداث بالمصالح الإسرائيلية والأمريكية

أما محافظ شبوة عوض العولقي فيذهب أبعد من ذلك، إذ يربط الأحداث بشكل مباشر بالمصالح الإسرائيلية والأمريكية، معتبراً أن الإمارات والمجلس الانتقالي مجرد أدوات لتنفيذ هذا المخطط الصهيوني.

العولقي

العولقي يرى أن سيطرة مليشيات الانتقالي على حضرموت الوادي ومواقع في المهرة تهدف لتمهيد الطريق أمام العدو الإسرائيلي عبر الوكيل الإماراتي للسيطرة على جنوب الوطن، واستدراج قوات صنعاء وتشتيت انتباهها عن المواجهة القادمة مع الكيان الصهيوني.

ويؤكد أن الأدوات تحاول تسليم الموانئ والمنشآت الحيوية والقطاعات النفطية للعدو الإسرائيلي بشكل مباشر، وفرض واقع جديد حسب متطلبات المعركة القادمة. بالنسبة له، فإن هذا يمثل أوضح صورة للعمالة والارتزاق التي وصلت إليها مليشيات الانتقالي.

العولقي لا يغفل دور حزب الإصلاح، الذي يعتبره معرقلاً للوحدة اليمنية، ويتهمه بالتباكي على الوحدة بعد أن فقد مصالحه وتخلت عنه السعودية. ويشير إلى أن تقليص النفوذ السعودي في حضرموت جاء بناءً على توجيهات أمريكية وصهيونية، في إطار إعادة توزيع خارطة المصالح في اليمن.

في ختام تصريحاته، يؤكد العولقي أن اليمن عصي على العدو الإسرائيلي والأمريكي وأدواتهما، وأن الشعب قادر على حماية وحدته بكل الوسائل، مشدداً على أن أخطر مشروع يستهدف الأمة العربية هو مشروع الانفصال الذي تنفذه الإمارات ومليشياتها خدمة للصهيوني والأمريكي والبريطاني.

أبين: الجنيدي يحذر من حرب مناطقية طويلة المدى

بينما يرى محافظ أبين صالح الجنيدي أن الأحداث الأخيرة كشفت عن مخطط سعودي ـ إماراتي يستهدف الأرض والإنسان والثروات في المحافظات الجنوبية المحتلة. الجنيدي يعتبر أن دول الاحتلال التي دمرت مقدرات الوطن ونهبت ثرواته اتجهت نحو فرض أجنداتها الاستعمارية عبر أدواتها المحلية من المليشيات والعناصر الإرهابية.

الجنيدي

ويؤكد أن ما يحدث من اقتتال مدفوع من قبل السعودية والإمارات لا يمت للقضية الجنوبية العادلة بأي صلة، بل يأتي في إطار مخطط التجزئة والتفتيت الذي تدعمه أمريكا وإسرائيل. ويحذر من خطورة أعمال العنف التي خطط لها ومولها التحالف على النسيج والسلم الاجتماعي، معتبراً أنها جزء من مؤامرة تحاك ضد الوطن منذ عشر سنوات، وتهدف لإشعال حرب مناطقية طويلة المدى بين أبناء الوطن الواحد.

الجنيدي يستنكر الممارسات الإجرامية التي ارتكبتها مليشيات الإمارات في حضرموت، والتي طالت الممتلكات العامة والخاصة في سيئون، ويرى أنها تعكس حقد دول الاحتلال على أبناء اليمن. ويدعو كافة أحرار المحافظات الجنوبية إلى الاستعداد واليقظة لمعركة التحرير الحقيقية التي ستنهي وجود أدوات الاحتلال.

حضرموت: باراس يركز على البعد الاقتصادي والاستراتيجي

أما محافظ حضرموت لقمان باراس فيرى أن الأحداث تجسد حالة الفوضى وحِدة الصراع بين المليشيات المسلحة التابعة للسعودية والإمارات. ويعتبر أن الصراع القائم نتيجة متوقعة للمؤامرات المنفذة بأدوات محلية من المرتزقة والعملاء.

باراس يوضح أن أعمال الاقتتال تأتي في إطار العبث السعودي والإماراتي وتدخلاتهما السافرة في السيادة اليمنية، وضمن مخططاتهما لفرض معادلة نفوذ تخدم مصالح القوى الإقليمية والدولية. ويؤكد أن حضرموت تمثل مركزاً اقتصادياً وتجاريًا حيويًا بفضل ثروتها النفطية وموقعها الاستراتيجي على البحر العربي، ما يجعل السيطرة عليها هدفاً مباشراً للقوى الطامعة.

باراس

من وجهة نظره، فإن ما يجري من أعمال مسلحة وممارسات عبثية هدفه خلط الأوراق برعاية أمريكية وبريطانية وصهيونية، وتمويل سعودي وإماراتي، في إطار المساعي للسيطرة على اليمن ونهب موارده النفطية والتحكم بموانئه وممراته البحرية. ويدعو أبناء حضرموت إلى الحفاظ على التماسك المجتمعي وحماية الثروات الطبيعية والمواقع البحرية والبرية، وتعزيز التلاحم لتوحيد الصف الوطني.

  أهداف الصراع ولصالح من؟

من خلال التصريحات السابقة يتضح لنا أهداف الصراع والهدف الرئيسي من السيطرة على حضرموت والمهرة، واللتان تمثلان الهدف الأبرز بسبب النفط والموانئ والموقع الاستراتيجي.

وكذلك محاولة لفرض واقع تقسيمي يضعف الوحدة الوطنية ويعيد رسم خارطة النفوذ.

إلى جانب البعد الاجتماعي، المتمثل في إشعال صراعات مناطقية طويلة المدى لضرب النسيج الاجتماعي اليمني.

كما ان البعد الدولي واضح في كل ما يجري، فالمستفيد المباشر هي أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، عبر أدوات إقليمية هي السعودية والإمارات.

هذا الصراع لا يخدم أبناء اليمن، بل يخدم مصالح القوى الخارجية التي تسعى للسيطرة على الممرات البحرية الدولية ونهب الثروات النفطية، وتحويل اليمن إلى ساحة صراع طويلة الأمد تخدم أجندات هذه الدول.

حزب الاصلاح

فاليمن اليوم يقف أمام مفترق طرق، إما أن ينجح في إفشال هذه المؤامرة ويحافظ على وحدته واستقلاله، وذلك من خلال توحيد الصف الوطني، والعودة إلى الصف الوطني، خاصة حزب الإصلاح ومختلف الأطراف السياسية التي انزلقت إلى مربع العمالة والخيانة، وباركت العدوان على اليمن، والاعتذار عن مختلف مواقفها العميلة السابقة، خاصة بعد 11 عاما كانت كافية في نظر الجميع لوضوح أهداف تحالف العدوان من تدخله العدواني التخريبي التدميري في اليمن في مارس 2015،  ورفض كل مشاريع التمزق والانقسام والعمالة والخيانة أو أن ينزلق البلد إلى مزيد من الفوضى والانقسام خدمة لأهداف العدو الصهيوني، غير ان هناك من يراهن على وعي الشعب خاصة في المحافظات المحتلة، والتي بالتأكيد سيفشل كل مؤامرات واهداف أعداء اليمن.

اقرأ أيضا: السفير صبري: ما يحدث في حضرموت عبارة عن تقاسم بين أطراف العدوان مستخدمة أيادٍ محلية يمنية لتنفيذ أهدافها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى